سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تساؤلات عدة يجيب عنها مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي بحلول شهر رمضان..

تقرير/ عادل عزيز –

روناهي/ قامشلو- مع حلول شهر رمضان، انتشرت في الفترة الماضية تساؤلات عديدة إذا كان فيروس كورونا المستجد سيمنع المسلمين من الصيام، وما حقيقة تأثير الصيام على فيروس كورونا؟ وما أهمية التكافل الاجتماعي بهذا الشهر؟ وما مقدار الفطرة لرمضان 2020؟
يعد الصوم في الإسلام فريضة وركناً أساسياً من أركان الإسلام الخمسة، ويكون في شهر رمضان من كل عام. والصوم في الإسلام هو الامتناع عن الطعام والشراب والأفعال المسيئة للنفس والآخرين.
الصوم لا يضعف المناعة
وبخصوص هذا الموضوع كان لصحيفتنا لقاءً مع عضو الشورى في مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا “مازن محمد” وحول سؤالنا عن مدى تأثير الصوم على ضعف المناعة تزامنا مع انتشار وباء كورونا؟ أكد لنا محمد أن حقيقة الأمر يعود إلى الجهات الطبية بالدرجة الأولى، وتابع بالقول: “لكن باستقصاء للآراء الطبية ومتابعة التقارير الصادرة من المنظمات المختصة في هذا الشأن كمنظمة الصحة العالمية وهيئة الصحة في روج آفا فأكثر التقارير قديماً وحديثاً تؤكد على أن الصوم لا يؤثر على مناعة جسد الإنسان، وهناك من يؤكدون ويشجعون على أن الصوم يرفع من مناعة الإنسان، كما تم إصدار فتوى بالمضمضة بالماء الدافئ أو الغرغرة الغير المبالغ فيها لتنظيف الحلق ويكون لعدم تنشيف الحلق”.
ما مقدار الفطرة لهذا العام؟؟
وأوضح محمد على أنه تم تحديد مقدار الفطرة بعد اجتماع لجنة الفتوى والاجتهاد في المؤتمر وبعد مشاورات الأعضاء في مجلس الشورى تم إصدار بياناً رسمياً بهذا الخصوص وتحديد مقدار الفطرة ب 700 ليرة سورية، وأشار بأن تحديد الفطرة يستند إلى المقاييس الشرعية وبحسب المذاهب الفقهية المعتمدة في البلاد الإسلامية، حيث يحدد المذهب الشافعي حوالي2 كيلو ونصف من القمح أو الشعير إن لم يوجد القمح، ويحدد المذهب الحنفي حوالي 2 كيلو و900 غرام من القمح، ويحدد المذهب الحنفي توافقياً، كما يجيز المذهب الحنفي الدفع بالقيمة للفطرة وتحديداً كحل وسطي ومراعاة للحال الفقراء في هذه الأزمة التي عصفت بالبلاد تم تحديد 700 ليرة كحد أدنى كما تم تحديد كفارة الصيام للعاجز والمريض وأصحاب الأمراض المزمنة والمرأة الحاملة ب 400 ليرة سورية حسب المقاييس الشرعية على حد قوله.
الحل لمشكلة الفقر هو التعاون
وشدد محمد في حديثه بأن الفقر اشتد وتزايد على أصحاب الدخل المحدود في ظل حظر التجوال المفروض على المواطنين، منوهاً بأن الفقر هو شيء دائم في المجتمع وليس له نهاية ولكن في الأزمة الحالية تظهر أهمية التعاون واليد البيضاء وآثارهم في الأزمات الحالية.
 وأردف قائلاً: “نحن كمؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي سعينا ويداً بيد مع المنظمات الأخرى مثل منظمة الهلال الأحمر الكردي ومنظمة روج آفا وغيرها من المنظمات الخيرية الباذلة في هذا الوطن، كما أن لدينا جمعية خيرية وهي جمعية السلام الإنسانية، حيث كانت لها نشاطات ولكن كانت محدودة ومعدودة في بعض مناطق شمال وشرق شوريا وفي هذه الأزمة أثبتت وجودها ونشطت بشكل جيد جداً، ونفتخر بهذه النشاط الذي بذلته هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات في هذا المجال، وأؤكد بأن الحل لمشكلة الفقر هو التعاون”.
التكافل الاجتماعي واجب
وأكمل محمد بأن التكافل الاجتماعي في هذا الوقت مطلوب دينياً بالدرجة الأولى، كما أنه مطلوب إنسانياً ووطنياً، ونوه محمد بأن التكافل الاجتماعي هو مبدأ، وعند ترسخه في أي مجتمع من المجتمعات يصعب تفكيك أو انهيار أو اختراق مجتمع متكافل اجتماعياً ومتماسك، والأزمات أثبتت قدرتها وكفاءتها في الدعوة إلى تماسك والتعاون بين المجتمعات، كما أن الأزمة هي شدة تشد المجتمع على بعضها كما يجعل المجتمع في خانة ضيقة ليتقرب إلى بعضه البعض ويتماسك أكثر، فالتكافل الاجتماعي ضرورة حتمية في الأزمات فلا بد منه في الأزمات المماثلة لهذه، حسب محمد.
تمديد تعليق الصلاة في المساجد..
وبخصوص استئناف الصلاة في شهر رمضان في المساجد، أردف محمد بأن ليس لديهم قرار أحادي الجانب كمؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي بخصوص استئناف الصلاة في شهر رمضان في المساجد، وقرارهم متعلق بقرارات هيئة الصحة وبالإدارة المعنية بمعالجة والتصدي لوباء كورونا التي تعصف بجميع شرائح المجتمع في المنطقة.
هذا وقد تم إصدار قرار حول تعليق الصلاة في جميع المساجد في شمال وشرق سوريا منذ بداية فرض حظر التجوال، واقتصر الوجود في المساجد فقط لرفع الآذان كشعيرة دينية بدون تجمع أو إقامة صلاة الجماعة، كما تم تمديد تعليق الصلاة في المساجد إلى الواحد من شهر أيار القادم بعد قرار خلية الأزمة الذي صدر مؤخراً بتمديد حظر التجوال في شمال وشرق سوريا.
ظهور مبادرات خيرية منذ بداية الأزمة
وعن المبادرات الخيرية ذكر محمد: “توجد مبادرات خيرية في شهر رمضان المبارك؛ شهر الخير والعطاء، والمبادرات كانت منذ مدة وليس فقط في شهر رمضان المبارك، وكانت المبادرة لجمعية السلام الإنسانية التي أنشأها مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي قبل حوالي سنة، وشملت جميع مناطق شمال وشرق سوريا، وتم توزيع ما يقارب 11 مليون ليرة من الأموال النقدية بغض النظر عن السلات الغذائية ومساعدة المرضى المحتاجين، كما قمنا بدعوة التجار وميسوري الحال ممن له زكاة في ماله بأن يستعجل في زكاته ولا ينتظر شهر رمضان فهناك فتوى تجيز له الإسراع في إخراج زكاة ماله في مثل هذه الظروف، لأن هذه الأزمة أثرت سلباً على الكثير من العائلات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود”.
وختم عضو الشورى في مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا “مازن محمد” بضرورة التعاون والحرص على تطبيق القوانين الصادرة عن الجهات المعنية للحد من انتشار الوباء حتى رفع هذا الوباء عن العباد والبلاد، كما شكر قوات الأمن والحماية والهلال الأحمر الكردي والأطباء وهيئة الصحة في شمال وشرق سوريا على بذل جهودهم في مكافحة وباء كورونا، وأضاف: “بعد أن تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي، حيث يزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى، ما يستوجب تكاملاً وتعاوناً من أجل القيام بهذه المسؤوليّة. ونحن مع حرصنا على إبقاء المبادرات الفردية، وهي ضرورية فلا يكفي انعدام القدرة المادية أو الجهد الفرديّ كعذرٍ أمام الله لعدم القيام بالمسؤوليّات تجاه هؤلاء وخدمتهم، ولا بدّ من أن نضم جهودنا إلى جهود الآخرين ونعمل معهم”.