No Result
View All Result
المشاهدات 0
إعداد/ غاندي إسكندر –
استطاع الأمير مقداد مدحت بدرخان أن يضع اللبنة الأولى، وحجر الأساس للصحافة الكردية بإصدار أول صحيفة باسم “كردستان” في خطوة تاريخية، ومنعطف هام في تاريخ نضال الشعب الكردي الذي تعرض ويتعرض إلى الآن لمحاولات طمس هويته، فالشمعة والفنار الذي خطّ بيد بدرخان بمثابة ميلاد، وانبعاث للآمال الكردية المسحوقة.
تعتبر الصحافة منذ قرون خلت إحدى أهم الوسائل التي من خلالها يتعرف الأنسان على تاريخه، وواقعه المعاش، فهي مرآة تعكس الواقع لكل أمة والمنارة التي تنير دروب المعرفة وتعري المظالم التي يسعى المستبدون إلى حجبها، ولكي لا تحجب شمس الكرد على أيدي الحكومات الغاصبة لكردستان تمكن مجموعة من المثقفين الكرد قبل مئة واثنين وعشرين عاماً في بلاد الفراعنة “القاهرة “أن يصدروا أول جريدة باللغة الكردية باسم “كردستان ” وذلك في الثاني والعشرين من شهر نيسان لعام 1898.
ولادة الصحافة الكردية
ولدت الصحافة الكردية في ظروف غير اعتيادية، وصعبة، ومعقدة خارج الرحم الكردي، فقد أبصرت الصحيفة الكردية الأولى “كردستان” النور في أرض غير كردية، وتحديداً في مدينة القاهرة في 22\4\1998 وقد كُتبت بالأحرف العربية واللهجة الكرمانجية الشمالية “لهجة جزيرة بوطان”، وكانت تصدر نصف شهرية في أربع صفحات، وقد تولى اصدارها الأمير مقداد مدحت بدرخان، وقد جاء في كلمة الافتتاح للعدد الأول من جريدة كردستان على لسان الأمير بدرخان: ” لقد سميت هذه الجريدة (كردستان) سأتكلم في هذه الجريدة عن فائدة العلم، والمعرفة، وأين يتعلم الإنسان، وأين توجد المدارس الجيدة سأبين للكرد أين تقع الحرب، وماذا تفعل الدول الكبرى، وكيف تحارب…”
مضيفاً: “وقد وضعت نصب عيني هدف ترسيخ الاهتمام بشؤون أبناء قومي الكرد إزاء التعليم، ولأمنح فرصة التعرّف على حضارة العصر وتقدمه ولا أبغي من صدور هذه الجريدة ولو من بعيد سوى خدمة مصالح شعبي، وسعادته ورفع المستوى الثقافي لبني بلدي”.
صرخة مدوّية بوجه المستبدين
لقد كان صدور أول جريدة كردية نتيجة لتفاعل أبناء الشعب الكردي مع بعضهم، وتنامي الشعور القومي بينهم، وقد كان فشل الانتفاضات الكردية الواحدة تلو الأخرى ضد العثمانيين سببا من الأسباب التي دفعت بالمثقفين الكرد للتفكير مليا بمحاربة السلطات العثمانية من خلال الكلمة، لذلك تحولت جريدة كردستان إلى صرخة مدوية بوجه السلطان عبد الحميد الثاني تذكره بأن هناك شعب حي يعيش على أرضه له ثقافته، وحضارته الخاصة، كما سعى الأمير مقداد مدحت بدرخان من خلال الصحيفة أن يعرّف الكرد بالعالم، وإخراجه مما هو عليه من الجهل، وظلمات الأمية وفضلا عن دورها السياسي والاجتماعي، فقد لعبت الصحيفة دورا رئيسيا في حقل الثقافة، وكانت الصحيفة بمسماها ومضامينها تعبيرا عن طموحات الشعب الكردي، ودفاعا عن إرادته الحية، وبلورة لتطلعات الحركة التحررية الكردية ضد مستبديه، ودعوة للانعتاق من نير العبودية.
No Result
View All Result