سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عيد القيامة… زهوة الطبيعة والحياة

عيد الفصح المسيحي مناسبة عظيمة ولذا حسابه يأخذ الاهتمام حيث يدفع المسيحيين لتذكار قيامة المسيح من الموت بعد ثلاثة أيام من دفنه بعد موته على الصليب (وفق الإيمان المسيحي) وهناك عدة طرق لتحديد يوم عيد الفصح المسيحي لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي (تابعي الكاثولوكية من المسيحيين) ويسمى العيد الكبير في الكنائس الشرقية و يتبع تحديد يوم عيد الفصح دورة القمر التي حددت في مجمع نيقية ولكنه يحدد بطريقة حسابية ليست فلكية كما في معظم الأعياد المسلمة.
 يٌعتبر عيد القيامة من أهم الاحتفالات الدينية عند الشرقيين والأرثوذكس الشرقيين أيضَاً. نرى ذلك في البلدان الذي يشكل الأرثوذكس النسبة الغالبة من سكانها. لكن هذا لا يعني بأن الأعياد والاحتفالات الأخرى هي غير مهمة، على العكس بل إن الأعياد تعتبر تمهيدية لتصل إلى عيد القيامة.
إن عيد القيامة هو تحقيق رسالة المسيح على الأرض، لهذا يتم ترنيم هذه الكلمات: “المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور”.
يقوم الأرثوذكس إضافة إلى الصوم وإعطاء الصدقات والصلاة في زمن الصوم الكبير بالتقليل من الأشياء الترفيهية وغير المهمة، وتنتهي يوم جمعة الآلام. تقليدياً يتم الاحتفال حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً من ليلة سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد، ويبدأ الاحتفال بعيد القيامة بصلاة تسبحة العيد عصر السبت ثم باكر عيد القيامة مع حلول الظلام وأخيرا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.
عادات وتقاليد
في البلدان المسيحية حيث المسيحية هي دين الدولة، أو حيث يوجد في البلاد عدد كبير من المسيحيين، غالبًا ما يكون عيد الفصح عطلة رسمية. بما أن عيد الفصح يقع في يوم الأحد دائمًا، فإن العديد من دول العالم يكون فيها ثاني أيام الفصح كعطلة عامة. يرافق عادات العيد زيارات عائلية وتناول غداء الفصح معاً. اللون الأصفر والطاغي لم يرتبط تاريخياً بالفصح، إنّما ارتبط بنظرية الخصوبة وخصوصاً عودة الدجاج لوضع البيض وتفقيس الفراخ وتكاثر أرنب الفصح في الأساطير الشعبية.
الزينة بألوان زاهية تطبع أجواء المتاجر والبيوت بما تحمله من رمزية للفصح، فالبيض بألوانه المختلفة ومفارش طاولات السفرة والمحارم بألوان الربيع هي عادات موغلة في القدم، تكثر العادات وتتعدد الألعاب التي غالباً ما ينتظرها الصغار صبيحة عيد الفصح.
ما تزال عادة تلوين البيض مستمرة حتى يومنا، ويرتبط أرنب الفصح أيضاً بقصص شعبية عن أنه يأتي بالبيض للأطفال، ومنذ عام 1600 ارتبط الأرنب بالفصح في لعبة انتقلت من ألمانيا تسمى لعبة “البحث عن الكنز”. تلك لعبة يمارسها شعب دول الشمال الإسكندنافي في الفصح متنقلين في الغابات القريبة من سكنهم مع العائلة والجيران لإمتاع الأطفال بالبحث عن الكنز الذي عادة ما يحتوي على بيض وشوكولاتة لهم مربوطة بما يضعه الأرنب هناك.
وفي العالم المسيحي يرتبط لحم الضأن بالفصح ارتباطاً وثيقاً لا يمكن أن يمر بدونه. والحمل مرتبط بعديد القصص لكن أهمها تبني المسيحية في أوروبا المسيحية لقصة الفصح اليهودي والتي تقول بأن النبي موسى طلب من اليهود في مصر دهن دم الخراف على أبواب بيوتهم حتى ينجوا من عقاب الله المنزل ضد مصر. لكن الحمل أيضاً ارتبط لاحقاً بالكنيسة التي رأت فيه رمزية للمسيح الذي ضحى بنفسه لأجل الإنسان.