سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كورونا أفضل من الإنسان

حسن باران – 

هكذا نحن.. ألف حجة وألف تفسير لعدم تنفيذ القوانين.. لدينا ما يكفي من الوساطة للف والدوران على تعميم ما. كورونا حصد أرواح الآلاف ومازلنا نقول كذبة.. بلدان تكاد تنهار أنظمتها الطبية، ونحن نستكثر على حالنا أن نلتزم في البيوت. الاقتصاد العالمي توقف ونحن نلهث وراء الاستغلال ورفع الأجور من هنا وهناك.. وجل تفكيرنا احتكار المادة. الشيء الجميل في كورونا إنه كشف عيوبنا… أظهر السواد الذي يكمن في قلبنا… كالذي يتربص ليفتك بجاره وابن بلده. كورونا… قال ها أنا ذا… أهاجمك صراحةً… أفتك بك صراحةً… قالها بكل صدق وشفافية على عكسنا نحن البشر.. نقول الشيء ونفعل النقيض.. في كل ثانية نبدل أقنعة وجوهنا… ندعي السلام وبقلبنا الشر والحقد.. نبتسم بوجه بعضنا.. ونضمر لبعضنا الضغينة… من أي عجينة مصنوع أنت أيها الإنسان.
من أي طينة أنت… لماذا لا تكون كـ كورونا.. تحدد هدفك وتعلنها صراحةً، تهاجم بدون مناورات، لا تلف أو تدور، لا تُلمح ولا تكذب، لا تقتل الأطفال كما يفعلها بارود وقنابل العدو.
رغم الخوف وكل الخوف منك يا كورونا السلطات التركية لا تحسب لك أي حساب وتقطع المياه عن شمال وشرق سوريا بالرغم من حاجة المواطنين للمياه، في ظل انشغال العالم بكورونا لا يزال الاحتلال يقصف قرى المدنيين ويهجرهم من منازلهم، رغم انتشارك يا كورونا لايزال أردوغان يقصف الأهالي في الشهباء وكل بقعة تخطر في باله المجنون.
ورغم كورونا تركيا في ظل حكم اللاعدالة تستخدم لغة الدم والتهجير عن لغة السلم والسلام ولماذا لا يكون البشر مثلك يا كورونا؟ هذا الفيروس كشفنا على حقيقتنا المزيفة. أقولها صراحةً لن نصدق يا كورونا إن لم تقتلنا قريباً أو أمهاتنا وآباؤنا.
لا نصدقك إلا وأنت تطرق بابنا، لن نحترز منك إلا في الحلقة الأخيرة، وحينها لن نجد وسيلة للدفاع عن أنفسنا، ولا عن أحبابنا، حينها لن نجد كمامة، لن نجد معقماً. حينها سنأكل لحم بعضنا أكثر، سنزيل الرحمة من قلوبنا أكثر، ولسان حالنا يقول اللهم نفسي. يا ترى كم من الأرواح ستحصد يا كورونا في ظل استخفافنا ولا مبالاتنا؟ ألا تستحق يا كورونا أن نفكر بجبروتك ولو للحظة.