باندورة إدلب

استيرك كلو – 

الأزمة الدائرة في سوريا فتحت شهية الكثير من القوى منذ أكثر من عقد بعدما وقعت القبعة وبينت صلعة المتحكمين بجهاز التغييرات التي لا تمت بصلة لحل الأزمة إلى اللحظة. بعد انتهاء القوى الوكيلة من دورها نزل اللاعبون الحقيقيون إلى الملعب السوري لتتجه هذه المرة نحو تقسيمات مغلفة باتفاقيات ما بين قوى سوتشي وجنيف، أحياناً شد الحبل وأخرى في رخوها. استنجد أردوغان بحلف الناتو كأحد أعضائه البارزين للاستمرار باحتلال إدلب بعد جرابلس والباب وإعزاز وعفرين وأخيراً تل أبيض وسري كانيه، حاولت أمريكا شد حبلها في دفع الدعم المطلوب لتركيا في إدلب لتتحول هذه المحافظة إلى بؤرة لبعض القوى ومنها تركيا على وجه الخصوص. الخطاب الأخير لروسيا لا يُطمئن بها أردوغان وتبدو أمريكا مشدودة الساعد في دعم حليفها أردوغان وخاصة بعدما تعلقت المسألة إلى إبداء الموقف في إدلب التي تحولت إلى حلبة صراع لحسم الكثير في سوريا كدولة ونظام. لذا فإن إفرازات المخاضات الموجودة تفيد بخطتين رئيسيتن كمشروع وضع لبنته قبل سبعة عقود.

ملامح الخطتين تشير إما إلى تقسيم سوريا إلى ثلاثة أجزاء بعد الخنجر التركي في الخاصرة السورية أو إبراز أنياب الروسي في إدلب بعد الابتسامة المبهمة لأردوغان وذلك لعدم الإطاحة بحلب كإحدى أهم المراكز الرئيسية براً وجواً بالنسبة للجغرافية السورية التي لا تستطيع روسيا خيال ذلك حتى. لذا فأن بدء القوات التركية بهجماتها على العديد من مواقع النظام السوري تجتاح من سراقب إلى إدلب وبعدها النيرب كأنها لم تعد بحاجة إلى الابتسامة الروسية وهذا ما أفاد به الوزراء الروسيين وازدحمت به الطرق الدبلوماسية من دون أية نتيجة حاسمة لصالح الجانبيين في المرحلة رغم نداء مجلس الأمن والناتو في خفض التصعيد الذي بات أضحكوة في الظروف.

 لا يخفى بأن أطماع أردوغان تدفعه إلى محاولة الخلاص من وضعية التلاعب على حبلي الروسي والأمريكي في سبيل الحصول على الشريان الرئيسي لسوريا. سياسة القوى الراهنة في إدلب لا يفتح السبيل أمام أردوغان بأن يكون اللاعب الرئيسي في الميدان، بل كانت محاول لتحقيق مآربه عبر الفجوة ما بين الأطراف الرئيسية أمريكا وروسيا، وهذا ما يحرجه الآن فيما إن التراجع سيسحب ذيل الهزيمة، وإن أصر فلا يستطيع حسم المعركة لصالحه شاء أم أبى وكلا النتيجتين لن تكون لصالح تركيا. ستنفتح باب علبة باندورة إدلب بعد إصرار أردوغان في احتلالها ولكن ستؤثر هذه النتيجة مباشرة على نتائج العقد الأخير وحتى إلى تغيير بعض التوازنات على شمال غرب سوريا وعلى شمال شرق سوريا. يبدو التفاوض صعباً في هذه المرحلة وسياسة أردوغان الفاشي لن تكون الشعرة في الحسم كما يتخيل، لأنه يبدو الخيبة إصابته وحتى ربما تكون إدلب الحد التصاعدي الأخير له في سوريا ولا يمكننا الحسم أيضاً في السطر الأخير ولكن الأطراف بحاجة إلى حسم الموقف في ريف حلب.