روناهي/ الرقة ـ أدت موجة الصقيع التي اجتاحت مدينة الرقة منذ شهر كانون الأول من العام المنصرم وحتى شهر شباط الجاري إلى أضرار كبيرة في المحاصيل الزراعية والخضراوات والأشجار.
وتركزت الأضرار في منطقة الكسرات بريف الرقة الجنوبي التي تعتبر السلة الغذائية للرقة وريفها؛ حيث تراوحت الأضرار في البيوت البلاستيكية بين 90 و 98 بالمئة.
وفي لقاءٍ أجرته صحيفتنا “روناهي” مع أحد المزارعين من أصحاب البيوت البلاستيكية في الكسرات وهو عماد العزيز حدثنا قائلاً: “إن زراعة الخضار هي مصدر الرزق الوحيد لمعظم أبناء ريف الرقة، وتتطلب الكثير من التعب، حيث نعمل بمجال الزراعة منذ عشرات السنين، إلا أنها تعرضت هذا العام لموجة صقيع تسببت بخسارة آلاف الدولارات”.
وأضاف: “زراعتنا تعتمد على شراء بذور وأتربة خاصة للزراعة ووضعها في البيوت البلاستيكية، ويحتاج إنبات البذور درجات حرارة عالية؛ حيث نستعمل لها الطرق الحديثة للتدفئة، لذلك تصبح تكلفتها كبيرة”.
وأشار عزيز إلى أن المزارعين في كل عام يقومون بشتل الخضار في الموعد نفسه، وهذا ما حصل هذا العام، إلا أن موجة الصقيع التي ضربت شمال وشرق سوريا تسببت بضرب المحصول بنسبة 90%؛ أي ما يقارب خسارة 700 دولار لكل دونم.
وتمتاز تربة ريف الرقة الجنوبي (الكسرات) ببيئة خصبة ورطبة ذات تربة صالحة لزراعة الخضروات الشتوية، كالخيار والبندورة والملفوف وغيرها من الزراعات الباكورية؛ بسبب خبرة مزارعيها في مجال الزراعة البلاستيكية لمئات الهكتارات.
وبهذا الصدد؛ يقولون المزارعون بصوت واحد: “ماذا نعمل، لا عمل ولا دخل. مصدر رزقنا الوحيد هو الزراعة وما حلَّ بنا جراء الصقيع شيء مؤلم. نأمل أن تساعدنا الجهات المختصة بتأمين قسم بسيط من البذور وبقية المستلزمات الزراعية بأسعار زهيدة، المزروعات ماتت والقساطل تم تخريبها ولا ندري ماذا سيحل بنا، من أين سنأكل وكيف نعيش؟!”.
وتابع عبد العزيز بالقول: “منذ عشرين سنة وأعمل في مهنة الزراعة لم يأتِ برد قارس سوى هذه السنة ويتضرّر الزرع بهذا الشكل”.
واستمرت موجة الصقيع هذه لمدة ثلاثة أيام وكانت درجة الحرارة في أدنى مستوى لها في ساعات الليل؛ حيث تصل إلى سبعة درجات تحت الصفر.
ويشار إلى أن عاصفة ثلجية ضربت شمال سوريا قادمت من الشمال، وتأثرت بها تركيا بشكل كبير.
وفي ختام حديثه؛ ناشد المزارع في منطقة الكسرات عماد العزيز الجهات المعنية بالنظر إلى وضعهم ومساعدتهم في تعويضهم لزراعة الأراضي التي كبدتهم خسائر كبيرة.