روناهي/ الرقة – تعد الطرق الزراعية خطوة هامة لدى أهالي الريف الذين يقطنون بمعظمهم المناطق الزراعية لأنّهم يسلكونها صوب منازلهم وحقولِهم. لكنها؛ أصبحت غير سالكة بسبب الأمطار التي استقرّت في حفر تلك الطرقات؛ مما شكَّل صعوبة في تنقُّل الأهالي، وهذا ما حث مئات العائلات على السّكن في الخِيَم التي نصبها الأهالي قُبالِة الطرق الرئيسية.
يُخيَّل للناظرين أنّهم نازحون عند النظر لِخيمهُم
إذا مررت بتلك الخِيَم سيتبادر إلى ذهنك أنَّ ساكنيه قد نزحوا من مناطق أُخرى. لكن؛ ما أن تسألهم عن مكان نزوحهم يشيرون لك بأيديهم “تلك منازلنا لسنا نازحين” كما تجد أنّها لا تبعد عنهم سوى مئات الأمتار المشهد يتكرَّر، ويزداد كل عام بسبب عدم تأهيل الطُّرق الزراعية منذ أكثر من عشر سنوات مما جعل أغلبها يخرج عن الخدمة.
وفي هذا الصّدد؛ كان لصحيفتنا لقاءً مع المواطن علي العبيد الذي انتقد لجنة الزراعة خلال حديثه، وطالبهم بضرورة إعادة تأهيل الطرق الزراعية في الريف، وأضاف: “الطرق التي تؤدي إلى منازلنا جميعها غير صالحة للعبور في فصل الشتاء فنلجئ للسكن في خيم على الطرق العامة؛ لأننا لا نستطيع العبور رجلاً، وركباً أثناء الشتاء”.
كما أوضح العبيد بأنهم منذ أربع سنوات على هذه الحال يمكثون شتاءً في الخيم، وصيفاً يعودون إلى منازلهم.
للحلول الممكنة، وطمأنة الأهالي؛ قال الإداري في مكتب الري بلجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني فاضل مصطفى: “الطرق الزراعية في ريف الرقة بشكل عام سيئة، وهذه المشكلة قديمة، ونحن على دراية بها. لكن؛ لا يتوفَّر لدينا الإمكانيات للعمل على هذا المشروع في الوقت الحالي”.
كما ذكر بأنَّ لديهم أولويّات في العمل، ومن أولوياتهم إصلاح الكسور الكبيرة في قنوات الري العامة؛
بالإضافة إلى تعزيل مصارف المياه.
وعن مشروع الطرق الزراعية بيّن المصطفى بأنّه ليس بالمشروع السهل، ولا تتوفر الآليات الكافية للعمل عليه في الوقت الراهن، وأردف قائلًا: “هذا المشروع بحاجة لآليات كثيرة كالجرافات، القلابات، والمداحل، وغيرها من الآليات الثقيلة ولا يتوفر لدينا الكثير منها”.
وأكد الإداري في مكتب الري بلجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني فاضل مصطفى في ختام حديثه: “بعد الانتهاء من العمل في إصلاح قنوات الري، والمنظِّمات، ومصارف المياه؛ سنعمل على تأهيل الطرق الزراعية. لكننا؛ بحاجة لمساعدة البلديات، ومكتب الخدمات في مجلس الرقة المدني”.
