سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

​​​​​​​الحماية: دفاع عن الوجود -1

وكالة هاوار –


“لن نعتدي على أحد حتى لو امتلكنا قوة تكفينا لهزيمة العالم أجمع. ولكن حتى لو اجتمع العالم كله علينا فإننا لن نتنازل عن حقنا المشروع في الدفاع عن النفس”.

منذ فجر التاريخ حين تأسست القبائل والعشائر والمجتمعات البشرية من أجل تأسيس ثقافة الحياة، اشتركت المجتمعات في قيم إنسانية قائمة على التعاون وبناء آلية دفاع مشتركة من أجل حماية نمط حياتها.

الآلية المشتركة التي نحن بصددها تسمى “الدفاع” أو الحماية، حيث تعتبر سلوكاً إنسانياً يتبعه الأفراد والمجتمعات من أجل مواجهة مخاطر الحياة.

على أرض الشرق الأوسط وبشكل خاص على أرض ميزوبوتاميا كانت هناك صراعات متواصلة بين إسلام الدولة وإسلام الثقافة أو ما يمكن تسميته بالمجتمع السياسي، هذه الحروب والصراعات استمرت طيلة الفترة بين القرن السابع وحتى القرن الثاني عشر. وكل حركة شعبية كانت تستلهم أساليبها الدفاعية من الحركة التي سبقتها، وفتحت الطريق أمام الحركات التي جاءت بعدها.

وظهرت العديد من الأمثلة الاجتماعية على المقاومة والدفاع الذاتي ضد دولة الدين خلال الفترة التاريخية الواقعة بين القرن الخامس والقرن الثاني عشر.

المزدكية، البابكية والهورامية:

انطلقت الثورة المزدكية في القرن الخامس الميلادي والتي انبثقت عن المانوية والزردشتية، ولهذه الثورة أهمية كبيرة لكونها تعتبر بشهادة الوثائق التاريخية، أكبر حركة دفاع ذاتي خارج إطار الدولة.

المزدكية: استندت على فلسفة تعتمد على المشاركة في الأموال والأملاك، وفكرة المساواة بين الرجل والمرأة ورفض الظلم والتسلط على الناس.

ولأن هذه الفلسفة شكلت خطراً وتهديداً كبيراً على الدولة الساسانية المتداعية في ذلك الوقت، فإن أتباع المزدكية تعرضوا للقمع والمجازر. وقتل مزدك، وهو قائد المزدكية الكردي الأصل في عام 499 ميلادية على يد الساسانيين.

الهورامية: تستند إلى الفلسفة الزردشتية والفكر الكومينالي الاشتراكي المزدكي، وتعتمد على الدفاع الذاتي. ولأن التاريخ يدوّن على أيدي المتسلطين والحكام، فإن صفحات التاريخ لا تحفل بالكثير من المعلومات حول الهورامية، بل وتعتبر غير موجودة أصلاً. ولكن من المعروف أن فكرة المساواة التي وضعتها الهورامية، شكلت مصدر إلهام لكل الحركات الاجتماعية والديمقراطية التي ظهرت بعد الهورامية بدءاً من مدينة ري ومروراً بسائر الشرق الأوسط.

وللمزدية والهورامية دور كبير في ظهور الانتفاضة البابكية، حيث حصلت هذه الحركة على تأييد شعبي كبير، وهي حركة قادها بابك وتمكنت من بناء جيش كبير بلغ تعداد جنوده عشرات الآلاف، وانتصرت في العديد من المعارك ضد جيوش الدولة العباسية.

وقتل بابك على يد العباسيين في سامراء، ولكن ثورته أصبحت مصدر إلهام للثورات التي حصلت بعدها من خلال ميراث المقاومة الذي جسدته.

ثورة الزنج:

كانت ثورة بارزة على الخلافة العباسية في منتصف القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، تمركزت حول مدينة البصرة، جنوب العراق اليوم، وامتدت لأكثر من 14 عاماً (869 – 883م) قبل أن تنجح الدولة العباسية في هزيمتها، ويعتقد أن الحركة بدأت بزنوج من شرق أفريقيا استعبدوا وجيء بهم إلى تلك المنطقة، وامتدت لتضم العديد من المستعبدين والأحرار في مناطق عدة من الإمبراطورية الإسلامية فكان الزنج قد ثاروا على المالكين وأسسوا حكومة لهم كان مقرها مدينة المختارة (جنوب البصرة)، وهددت الدولة العباسية حتى جندت كل إمكاناتها لتسحقها، فكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها.

تعتبر حركة الزنج حركة نضال ديمقراطي ضد قوى الدولة. ولم تقتصر الثورة على العبيد الأفارقة بعد أن التفت كل الشعوب المناهضة للسلطة حول هذه الثورة.

سعى الزنج إلى بناء نموذج ديمقراطي في مدينة المختارة (جنوب البصرة) وفي المناطق التي سيطروا عليها، حيث تنعدم الملكية الخاصة، الأرض للجميع، ويتشارك الجميع في العمل والإنتاج وتقاسم المنتوج. لا يوجد أحد مميز عن الآخر، الجميع سواسية.

بعد الانتصارات التي حققتها ثورة الزنج والثورات الاجتماعية الأخرى ضد العباسيين، يضطر العباسيون إلى التحالف مع الأتراك، ونتيجة للتحالف مع الأتراك تمكنوا من تجاوز تلك المرحلة. وفي مواجهة التحالف العباسي التركي تم تنظيم مقاومة دفاع ذاتي كبيرة وقوية. ومن أجل الدفاع عن مدينة المختارة يخوض الرجال والنساء والأطفال مقاومة كبيرة ضد العباسيين. وفي النهاية يتعرض الجميع، الرجال والنساء والشباب والأطفال لمجازر إبادة، كما تم تدمير ونهب المدينة بشكل كامل، وأخيراً تم حرق المدينة بمن فيها من الناس ولم يبقوا حجراً على حجر، ولم يبقَ أي أثر لمدينة المختارة، مدينة المساواة.

لكن هذه المقاومة والروح الجماعية والمقاومة التي سطرت على هذه الأرض منعت من تطور وظهور العبودية مرة أخرى، كما تحولت إلى مصدر إلهام للثورات التي ظهرت بعدها.

القرامطة:

تأسست حركة القرامطة في عام 870 واستمرت حتى عام 1070، استمرت حوالي مائتي عام، وتعتبر من أكبر الحركات في الشرق الأوسط توسعاً.

تستند حركة القرامطة على أربعة أسس أساسية، التنظيم، التدريب، الاقتصاد والدفاع الذاتي. حيث يولي القرامطة أهمية كبيرة لموضوع الدفاع الذاتي. ويعتمد القرامطة على فلسفة التشاركية، وبنى القرامطة أولى المراكز التدريبية الأكاديمية وذلك في مناطق النجف والكوفة في العراق. وفي المجال التنظيمي لم يكن هناك أي تمييز بين الشعوب والمعتقدات.

ولذلك فإن الحركة القرمطية تعتبر حركة أكثر تطوراً من مجرد حركة اجتماعية طبقية، وتمكنت من الاستمرار خارج إطار الدولة كحركة اجتماعية.

في القرن التاسع بدأ القرامطة يشكلون خطراً على السلطة الحاكمة، لذلك تعرضوا للإبادة والمجازر على يد العباسيين والأتراك.

تقييمات أوجلان حول تلك المرحلة:

ويتحدث القائد أوجلان حول مقاومات تلك المرحلة وموضوع الحماية الذاتية: “بعد وفاة النبي محمد، وتصفية أهل البيت، بدأت السلطات العباسية والأموية بالتوجه نحو الرجعية. حيث تم القضاء على العديد من الحركات والطرق الدينية التي تمثل الشعب، وساد الظلام الكامل على حضارة الشرق الأوسط. هذه المرحلة هي مرحلة النضال السياسي والأيديولوجي الذي أثر على كامل التاريخ البشري.

الخوارج والتي ظهرت كحركة الشرائح المضطهدة والفقيرة والمحرومة، وكذلك الحركات الأخرى مثل الهورامية والبابكية والقرامطة والحشاشين والإسماعيلية والعديد من الحركات الباطنية، أو الأصح الأيديولوجية والعملية، خاضت نضالاً كبيراً. وهي تمثل الاشتراكية البدائية. إلا أنها لم تتمكن كقوة إنتاج من تجاوز أساليب الإنتاج الإقطاعية ولم تتمكن من أداء دورها، ولم يكن من الممكن لهذه الحركات أن تنتصر. ومع ذلك فإن لهذه الحركات مكانة مهمة في تاريخ النضال من أجل الحرية والمساواة.

ويصف قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان التاريخ بأنه مثل نهرين جاريين: النهر الأول هو الحضارة الرأسمالية، والنهر الثاني الحضارة الديمقراطية.

وظهرت العديد من ثورات الاستقلال والحركات الاشتراكية بدءاً من أوروبا وحتى أمريكا وأفريقيا، وكل واحدة منها تمثل نموذجاً وتجربة للدفاع الذاتي، نورد فيما يلي نماذج منها:

كومونة باريس:

تأسست كومونة باريس عام 1871 وكانت بمثابة إعلان للشعب مفاده “مهمتنا هي القتال والانتصار” وكانت عبارة عن حركة منظمة استندت إلى أفكار الكادحين والاشتراكية والفوضوية، وتمكنت من حماية نفسها. وانضم معظم الجنود إلى الجماهير في حماية المدينة. الانتفاضة أزالت كل العوائق والعراقيل واتسعت بشكل كبير، وفي النهاية اضطر مسؤولو الدولة للفرار من المدينة، ووقعت المدينة بشكل كامل في أيدي الشعب المنظم.

تمكنت كومونة باريس من الصمود 60 يوماً فقط، لأن الثوار لم يتمكنوا من إتمام التحضيرات والاستعدادات اللازمة لاستمرارها. إلا أن كومونة باريس أثبتت أن الحفاة الجياع بإمكانهم تحقيق النصر. وشكلت تجربة مهمة فيما يتعلق بإمكانية تحقيق النصر. وجميع حركات الدفاع الذاتي والحركات الشعبية التي ظهرت بعد كومونة باريس استفادت من تجربة هذه الثورة.

هاييتي: الانتصار على العبودية:

في عام 1789 كانت هاييتي لوحدها تؤمن 40 بالمائة من حاجة العالم إلى السكر، وكانت وقتها خاضعة للاستعمار الفرنسي. حيث جلب الاستعمار وقتها أكثر من 500 ألف زنجي أفريقي كعبيد إلى هاييتي، للعمل في مزارع وحقول قصب السكر. وخلال 200 عام متواصلة كان العبيد في حالة انتفاضة مستمرة، إلا أنهم لم يتمكنوا من الخلاص من نير الاحتلال والاستعمار. في عام 1791 انتفض العبيد مرة أخرى تحت قيادة توسان لوفرتور.

من أبرز الظواهر التي شهدتها هاييتي هي أنها وخلال عصر الحداثة الرأسمالية كان يتم اختطاف الأفارقة وجلبهم إلى أوروبا وبيعهم كعبيد. ولم يتم التعامل مع العبيد كبشر، وتعرضوا لمختلف أشكال العنف والقمع والإهانة. هؤلاء البشر الذين تم اضطهادهم بسبب لونهم، قرروا تغيير مصيرهم وإنهاء العبودية بشكل كامل.

وخلال نضال الدفاع الذاتي أقدم الزنوج على إحراق البيض في حقول قصب السكر، ومن ثم تمكنوا من طرد المحتلين من البلاد. وأصبحت هاييتي أول دولة تدار من قبل الزنوج.

إسبانيا: أسلوب دفاع ذاتي ملهم:

خلال الانتخابات وصل الجمهوريون إلى سدة الحكم في إسبانيا، وقضوا على الحكم الملكي. في عام 1936 حاول بعض ضباط الجيش الفاشيين الانقلاب على الحكم، مما دفع الإسبانيين إلى إطلاق حرب الدفاع والحماية الذاتية في جميع المدن الإسبانية، وشاركت جميع الشرائح الاجتماعية في هذه الحرب من الاشتراكيين والفوضويين وجميع الثوار الأمميين، ولأول مرة تأسس في المدن “وحدات حماية المرأة، وشاركت النساء في حرب الدفاع الذاتي.

في تلك الحقبة ساند كل من النظام الفاشي في إيطاليا بقيادة الدكتاتور موسوليني، والنظام الألماني بقيادة الدكتاتور هتلر، ساندوا فاشية فرانكو الحاكمة في إسبانيا. وفي عام 1939 هزمت ثورة الشعب في إسبانيا، إلا أنها نشرت في أرجاء العالم روح الدفاع الذاتي الأممي والتشاركي.

غانا…التجربة الإفريقية الفريدة:

تعتبر تجربة القارة الإفريقية تجربة فريدة في الدفاع والحماية الذاتية ضد الاحتلال والاستعمار. ويمكن في هذا الصعيد التذكير بأمثلة حركات الدفاع والحماية الذاتية من أجل الدفاع عن الثقافة ضد الإنكليز، وكذلك حرب الاستقلال في غانا. حركة الدفاع الذاتي الشعبية الكبرى ظهرت في بداية عام 1900. وكانت الحركة وقتها تحت قيادة الملكة يا أسانتيوا. حيث تمكنت من بناء جيش كبير تحت قيادتها ضد تسخير الناس وإجبارهم على العمل في مناجم الذهب ونهب ثروات البلاد.

في الفترة التي تلت عام 1945 اتخذت المقاومة أشكالاً أخرى واستمرت على شكل إضرابات عامة وفعاليات احتجاجية سلمية، ولمواجهة الاحتجاجات أعطيت الأوامر لرجال الشرطة السود الموالين للاستعمار الإنكليزي إلا أنهم رفضوا الأوامر ولم يقبلوا استخدام السلاح ضد المحتجين. واستعان الإنكليز بالرجال البيض لمواجهة الاحتجاجات الشعبية مما أدى إلى مقتل العديد من الناس، مما أدى إلى ظهور المقاومة المسلحة مرة أخرى بقيادة الزعيم الغاني كوامي نكروما الاشتراكي وهو صديق الثوري تشي غيفارا. وبعد مقاومة طويلة استمرت 50 عاماً استطاعت غانا الحصول على استقلالها من الاستعمار الإنكليزي وطرد الإنكليز من البلاد، وفي عام 1957 أعلنت غانا استقلالها عن إنكلترا بشكل رسمي، وما زالت الملكة أسانتيوا تعتبر رمزاً ليوم الاستقلال في غانا.

كوبا: حركة دفاع ذاتي تحولت إلى ثورة:

وعلى خطا ثورة الشعب في إسبانيا، انطلقت الثورة في كوبا عام 1953 ضد نظام باتيستا الفاشي، وأعلن عن انطلاق الثورة على إثر الهجوم على ثكنة عسكرية، تحت قيادة فيدل كاسترو الذي كان ضمن المجموعة التي نفذت العملية العسكرية.

والتف الشعب حول الثورة من خلال مختلف الفعاليات، وتم تنظيمه تحت قيادة فيدل كاسترو وتشي غيفارا وتمكن في عام 1959 من السيطرة على العاصمة هافانا، وطرد باتيستا الفاشي من البلاد.

فيتنام: الحرب الشعبية:

شهدت فيتنام أكبر وأشهر الحروب والمقاومات الشعبية خلال القرن العشرين. ويمكن تعريف هذه المقاومة الشعبية بالمقاومة التي استندت على مبدأ “الكل يستطيع المشاركة في الحرب، بمختلف الأشكال، بالقتال، بالسلاح، بالفعاليات السياسية والتظاهرات، بالكلام والخطاب، بالنقاش والجدال وبكل الوسائل المتاحة”.

خاضت فيتنام حرب دفاع وحماية ذاتية على مدى 200 عام متواصلة، كما خاضت سابقاً في المناطق الجبلية مقاومة كبيرة ضد الاستعمار الفرنسي. وفيما بعد ضد الاحتلال والاستعمار الأمريكي، حيث تم تنظيم مقاومة شعبية في جميع المدن. وتأسست وحدات الدفاع والحماية الذاتية في فيتنام من نفس الأشخاص الذين كانوا في الظروف الاعتيادية يزرعون الأرض ويحصدون، ويدافعون عنها في حال تعرضت لأي هجوم. هذا الأسلوب نجح في تشتيت قوات العدو وهزيمته من ناحية، ومن الناحية الأخرى عزز من حراك المقاومة الشعبية.

وتمكنت هذه المقاومة من هزيمة الجيش الأمريكي الذي كان يضم وقتها 500 ألف جندي، بالإضافة 3300 طائرة و5 آلاف مروحية، وفي النهاية اضطرت أمريكا في عام 1958 للاعتراف بالهزيمة وانسحبت من فيتنام.

يتبع…..

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle