سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مُقاتل عربي: “رؤية أبي وأخي معي في خطوط الجبهة أشعرني بالفخر”

وكالة/ هاوار –

دعا المقاتل عمر المختار الذي تصدى بجانب والده لهجمات الاحتلال التركي، وأصيب في الهجوم التركي على منطقة تل تمر، الشبان العرب للانضمام إلى مقاومة الكرامة في شمال وشرق سوريا.
مع انطلاق ثورة روج آفا شمال شرق سوريا في 19 تموز 2012، انخرط الآلاف من الشباب والشابات الكرد والعرب والسريان في صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة.
المقاتل في قوات سوريا الديمقراطية عمر عبد الله المختار أحد الشبان العرب حمل السلاح مع والده منذ عام 2014، انضم إلى وحدات حماية الشعب للمشاركة في الحملات التي أطلقتها الوحدات ومن بعدها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا ضد مرتزقة داعش، حارب المرتزقة بجانب والده في معظم خنادق القتال، وقاتلا معاً أيضاً ضد هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال شرق سوريا.
ينتمي المقاتل عمر المختار لعشيرة الجوالة
ينتمي المقاتل عمر المختار لعشيرة الجوالة إحدى العشائر العربية المعروفة في ناحية تربه سبيه، وإلى عائلة وطنية انخرط معظم أبناءها في صفوف ثورة 19 تموز، انضم هو ووالده روناك المختار معاً ضمن صفوف القوى العسكرية، وشقيقه الآخر عدنان المختار إلى منظمة الهلال الأحمر الكردي.
المقاتل عمر عبد الله المختار ووالده روناك المختار كانا من بين المقاتلين الذين تصدوا لهجمات جيش الاحتلال التركي على مدينة سريه كانيه، وبعد الاتفاق الأمريكي التركي الذي أُبرم في 17 تشرين الأول الفائت، والقاضي بوقف إطلاق النار وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المدينة، خرج إلى تل تمر، إلا أن الاحتلال التركي لم يلتزم باتفاقية وقف إطلاق النار، وشن هجماته على منطقة تل تمر، واُصيب بطلق ناري في الكتف أثناء التصدي لهجوم المحتل التركي على قرى تل تمر في 18 تشرين الثاني الجاري.
“الانخراط ضمن صفوف القوى العسكرية واجب وطني”
ويُبيّن عمر المختار أسباب انضمامه إلى قوات سوريا الديمقراطية بالقول: “إنه واجب الوطني، مرتزقة داعش احتلوا مناطقنا، ومارسوا جرائم بشعة بحق شعوب المنطقة من الكرد والعرب والسريان، كالقتل والنهب والسلب والسبي، فحملت السلاح وانضممت أنا ووالدي لوحدات حماية الشعب”. وأشار بأنهم جابهوا مرتزقة داعش حتى تم تحرير مناطق شمال شرق سوريا من المرتزقة جغرافياً.
وأوضح عمر مختار بأنه وبعد تحرير المنطقة من المرتزقة شن جيش الاحتلال التركي هجمات على مناطق شمال شرق سوريا، وقال: “حملنا السلاح مرة أخرى لصد العدوان التركي ومرتزقته الذين هم داعش نفسهم”.
يقتلون ويُنكِلون بالجثث وينهبون ويسلبون
ولفت عمر الانتباه بأن كافة عناصر ما يسمى بالجيش الوطني السوري هم عناصر داعش، وقال: “بعد دحر داعش جغرافياً هرب الآلاف من المرتزقة إلى تركيا، تم تغيير ألبستهم وإشراكهم في الهجمات التي تُشن من قبل تركيا على مناطقنا الآن”.
المختار تساءل: “من يقول بأن هؤلاء جيش وطني، إنهم مرتزقة داعش معظمهم من خارج سوريا، ممارساتهم لا تختلف بشيء عن داعش، يقتلون ويُنكلون بالجثث وينهبون ويسلبون”.
المحتل يستهدف وحدة شعوبنا
وبيّن عمر المختار بأن جيش الاحتلال التركي خلق ذرائع وحجج لا صحة لها لشن هجماته على مناطق شمال شرق سوريا، حيث تستهدف العربي قبل الكردي، والسرياني قبل العربي، وقال: “تركيا تستهدف كافة الشعوب والعيش المشترك، وتستهدف وحدتهم”.
المختار أوضح بأن شبان كافة الشعوب تقاتل بجانب بعضهم البعض في خندق واحد، وبيّن: “عرباً وكرداً وسرياناً وإيزيديين، كنا نقاتل معاً في خندق واحد، لأننا ندرك مدى الخطر التركي ومرتزقته على أهلنا في حال تمكنوا من احتلال مناطقنا”.
المقاتل عمر عبد الله المختار كان يقاتل في الجبهات الأمامية مع والده المقاتل روناك المختار أثناء الهجمات التركية، وأما شقيقه عدنان فكان يعمل كمسعف ضمن الهلال الأحمر الكردي، ويقول عمر عن تلك اللحظات: “عندما كنت أجد أبي بجانبي في خندق واحد، وأجد أخي يحمل رفاقي الجرحى ويحاول إنقاذهم، كنت أشعر بالفخر والاعتزاز وأشعر بانتمائي إلى الأرض التي امتزجت فيها دمائنا”.
وأصيب المقاتل عمر المختار أثناء هجمات جيش الاحتلال التركي على قرى ناحية تل تمر بطلق ناري في الكتف الأيمن، ويوضح في هذا الصدد: “لقد روي تراب وطني بدمي ودماء شهدائنا، ورفاقي الجرحى، وأنا الآن في حالة جيدة، وأتلقى العلاج، لأعود بأسرع وقت ممكن لجبهات القتال مرة أخرى، ولتعلم تركيا ومرتزقتها أن الإصابة لا تعيق نضالنا وتقدمنا، وأن الشهادة بالنسبة لنا مشروع نحاول نيله، ومستمرون بالدفاع عن وطننا وأرضنا التي سُقيت بدمائنا”.
“احملوا السلاح ودافعوا عن كرامتكم”
توجه عمر المختار برسالة لكافة شعوب المنطقة من الكرد والعرب والسريان وبشكل خاص الشُبان العرب لرص الصفوف وصد هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، وقال: “رسالتي للشبان العرب، اليوم يوم النخوة احملوا السلاح ودافعوا عن كرامتكم، نحن أصحاب هذه الأرض الطاهرة التي رويت بدمائنا”.