سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قصص ألم وحزن حُفرت بالذاكرة

وكالات ـ ارتكب مرتزقة داعش آلاف الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية على امتداد الجغرافية السورية التي سيطر عليها، ولم يكتفوا بجرائم الاختطاف والسبي والاغتصاب وبيع البشر في أسواق الرق والنخاسة، بل تمادوا إلى التنويع في أساليب القتل بشكل فاقَ كلّ وحشية ما بين صلب المعتقلين لديهم، وحرقهم وإغراقهم وسلخ جلودهم وتقطيعهم وتفجيرهم وجز رقابهم.
حمود حسين العلو من سكان بلدة السلحبية في مدينة الطبقة متزوج ولديه ولدان، حسن ثماني سنوات وأحمد سنتان. اعتقل حمود من قبل مرتزقة داعش بداية الـ 2017م، بتهمة التعامل والتخابر مع النظام السوري فبات في نظر المرتزقة كافراً ومرتداً أقيم عليه الحد.
بقي حمود معتقلاً لدى داعش ثلاثة أشهر تعرّض خلالها لشتى أنواع التعذيب الجسدي الذي لا يمكن وصفه، فقد تحوّل جسده كاملاً إلى اللون الأسود من شدّة ما تعرّض له من ضربٍ وتنكيل ثم قطعوا رأسه في مسقط رأسه وعلى مرأىً من الأهالي.
لم يرتكب حمود أي ذنبٍ يستدعي كل هذا العذاب الذي لاقاه، فقد كان رجلاً بسيطاً يعمل تارةً في بيع المثلجات وتارةً أخرى في أعمال البناء والتشييد في بلدته، ليؤمن قوت عائلته المؤلفة من أربعة أفراد.
روت والدته زكية العبو تفاصيل اعتقاله وفي عينيها دموع الأم الثكلى حيث قالت: «بعد ثلاثة أشهر قضاها ولدي في أحد معتقلات داعش والتعذيب الذي تلقاه على يديهم، جلبوه إلى البلدة ووضعوه بالقرب من الجامع الشمالي حيث تجمع الأهالي حوله».
وتابعت زكية حديثها وقد انهمرت دموعها دون إرادتها: «لم يتعرف عليه أحدٌ في البداية، فقد غطى السواد كامل جسمه نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرّض له، ثم قطعوا رأسه أمام الجميع ولم يسلمونا جثته ولا ندري حقاً ماذا فعلوا بها».
وأضافت: «لم يكتفوا بذلك، بل اعتقلوا كل الرجال والنساء الذين قدموا لنا واجب العزاء وانهالوا عليهم بالضرب، حتى النساء الحوامل تم جلدهن ولم نسلم من العقاب أنا ووالده أيضاً وبقي منزلنا تحت الرقابة الشديدة أكثر من أسبوع منعوا فيها أي شخص الاقتراب منا».
والجديرُ بالذكر أنّ عائلة حمود العلو تعاني الآن أوضاعاً معيشية سيئة للغاية، فلا معيل لهم ولا مصدراً للدخل، حيث تقتصر العائلة على المساعدات والإعانات التي يقدّمها الأهالي، وأشارت زكية العبو إلى أنّ همها الوحيد حالياً بات تربية ولديه حسن وأحمد وتأمين قوت يومهما.