اتحاد المثقفين في منبج… نحو ثقافة مجتمعية راقية

إعداد/ آزاد كردي –

تُمثل الثقافة والفنون الوجه الحضاري، لأي بلد لما لها من انعكاس لتنوع الثقافات والأصالة، وبما تزخر به من موروث شعبي وعادات وتقاليد وأدب وفنون. تحتفظ بموروث عريق من ذِكر وخلود، وفي سوريا ومنبج على الخصوص تاريخ لحضارات وثقافات تأصلت وما زالت.

المخاض الأول لتأسيس اتحاد المثقفين في منبج:

ومنذ تأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها، أولت للثقافة والفن مكانة مرموقة، إيماناً منها أن الثقافة والفن؛ كالطعام والشراب لا غنى عنه في كل بيت، فكان أن أتاحت تأسيس لجنة للثقافة والفن، تعنى بالشأن الثقافي والفني على اختلاف الأنشطة الثقافية بمدينة كبيرة وعريقة، مثل منبج وريفها، تلك المدينة التي شكلت على مر الأزمان لوحة من الفسيفساء والموزاييك من المعابد التاريخية والقصور والقلاع الأثرية، كما يحتفي أهلها بالشعر الذي يعد عندهم غاية المقصد ومنتهى المُنى.

 حيث تجمّع في بادئ تحرير مدينة منبج وريفها من رجس الإرهاب، بضعة ممّن حملوا لواء الثقافة وهموم المثقفين، ودأبوا على الاجتماع بشكل دوري من أجل بلورة صورة مثلى عن واقع الثقافة والمثقفين من بعد تخلي الكثير من رجالات الثقافة القدماء عن أداء دورهم الإنساني بإعادة صوغ المجتمع إلى المكان الرفيع بعد حقبة داعش التي غشاها السواد.

 تأسيس اتحاد للمثقفين في مدينة منبج وريفها. بانعقاد الكونفرانس الأول في مدينة منبج بتاريخ21/4/2018م، وكان من نتائجه؛ إقرار النظام الداخلي للاتحاد، وانتخاب الرئاسة المشتركة له، والهيئة الإدارية، إضافة إلى مناقشة الخطط العامة للاتحاد وإقرارها. وبدأت اللحظة التاريخية الفاصلة للافتتاح، لما تم ذلك احتفالاً بالذكرى الثانية لتحرير المدينة بتاريخ 15/8/2018م، إذ أقيم على هامش الاحتفالية احتفالاً بتدشين مبنى اتحاد المثقفين فضلاً عن الاحتفال أيضاً بافتتاح مكتبة محمد منلا غزيل، ومنذ ذلك الحين شهدت المدينة؛ حراكاً ثقافياً بالغاً من حيث إقامة الندوات والمحاضرات والأمسيات على مدار الأسبوع، إلى جانب تمثيل الثقافة بوجهها الحسن في المحافل الثقافية في خارج المدينة، كما كان له أثراً واضحاً باستقطاب النخب المثقفة الشابة، وتشجيعهم ودفعهم للمشاركة في مختلف هذا الحراك، عبر السماح لهم بأي مبادرة ثقافية فردية طموحة بالمشاركة في أي جنس أدبي وفني وثقافي.

الأمسيات الشعرية على مستوى المشاركات:

جَهد الاتحاد خلال المسيرة الثقافية طوال عام من التأسيس على حشد واستقطاب الشعراء، كونهم المنابر الحرة المتحركة، فأقام الاتحاد أول أمسية شعرية حملت عنوان” فيض البحتري” بتاريخ 5/9/2018م، ثم أقام أمسية شعرية بتاريخ13/12/2018م، بعنوان” منبج أمّ الشعراء”، بمشاركة الشاعر علي محمود، وإبراهيم مصطفى، وإبراهيم علي، وإبراهيم محمود، وأحمد اليوسف. ثم كانت أمسية شعرية بتاريخ 25/8/2019م، على مدار ثلاثة أيام، بعنوان “منبج أنيسة الشعر والطرب”، وبمشاركة واسعة من المرأة المثقفة، وذلك في حديقة مركز الثقافة والفن، شارك بها كل نخبة من شعراء منبج؛ والشاعرة ماجدة داري التي حلت ضيفة على الأمسية، إضافة إلى الفنانين؛ منذر حيدر، ورضوان العيسى، وأبو القاسم. كذلك أقيمت أمسية شعرية في الطبقة بتاريخ30/3/2019م بعنوان” بثقافتنا نمد جسور المحبة بين الشعوب”، شاركت بها الشاعرة عليا شاهين، وإبراهيم علي، وإبراهيم محمود، وخضر الحمادي، وأحمد اليوسف.

ندوات ومحاضرات ثقافية برعاية الاتحاد:

لا يختلف الحال في المحاضرات والندوات الثقافية عن حال الأمسيات الشعرية، فقد حظيت هي الأخرى بالاهتمام الملحوظ من قبل اتحاد المثقفين. فقد كانت تقام كل يوم أربعاء من كل أسبوع محاضرة أو ندوة متنوعة، فتحمل موضوعاً ثقافياً يهتم بقضايا المجتمع بمدينة منبج وريفها في ظل الظروف الراهنة، ومراعاة لتنوع ثقافات الشعوب. فكانت أول ندوة تحت عنوان” آفاق التربية والتعليم في منبج وريفها بتاريخ 9/12/2018م، في مكتبة محمد منلا غزيل، تلاها محاضرة بعنوان “إشكالية التعليم في منبج”، ألقاها د. أحمد المثنى أبو شكير في مكتبة المكتبة المركزية، وندوة أخرى عن الآثار، ألقاها الخبير الأثري عبدو الوهاب شيخو، بمشاركة جمعة حيدر، وخالد الحاج، والمحاور أحمد اليوسف في صالة الشبيبة، وندوة بعنوان”دور الأدب في تقدم المجتمع”، ألقاها جاهد الحسن في مكتبة محمد منلا غزيل، وندوة تحت عنوان” الواقع الثقافي”، ألقاها د. أبو شكير وخليل الحاج والإعلامي خضر الجاسم، وندوة كانت استذكاراً للشاعر محمد منلا غزيل، وندوة عن القاص الكبير” عبد السلام العجيلي”، و” أصل التركمان”،  ألقاها جمعة حيدر في مكتبة محمد منلا غزيل، إضافة لذلك ندوة تحت عنوان” دور المعلم والمؤسسات التعليمية في منع العقوبات في المدارس”، ألقاها المحامي إبراهيم محمود في مكتبة محمد منلا غزيل.

ندوات أقامتها المرأة المثقفة في منبج وريفها:

لم يقتصر العمل الثقافي حكراً على الرجل وحده بل ساهمت نخبة من المثقفات والأديبات اللواتي حملن على عاتقهن ضرورة إصلاح المجتمع بكل المجالات ويرينَ أن لا مجال لتقدم الشعوب إلا بدفعه نحو الهدف المنشود من دورهن خلال دورها الطبيعي، فعقدت عدة ندوات أما برعاية المرأة المثقفة أو من خلال مشاركتهن المباشرة بهذا الجانب الثقافي والإنساني. فكانت أول ندوة بتاريخ 28/4/2019م بعنوان” التغذية الصحية السليمة بدون هرمونات، ألقاها د. عيسى حمادي، وندوة بعنوان” لمحة عن الشركس بتاريخ 19/6/2019م، في مكتبة محمد منلا غزيل، ألقتها الرئيسة المشتركة للجمعية الشركسية؛ هند داغستاني، وندوة حملت عنوان” المرأة والسياسة” بتاريخ 15/5/2019م، ألقتها زهيدة إسحاق، وندوة بعنوان” تاريخ الشركس” 16/6/ 2019م، ألقتها الرئيسة المشتركة للجمعية الشركسية؛ هند داغستاني، وندوة في خط المحترق كبير بالريف الجنوبي للمدينة، بعنوان” المرأة حقوق و واجبات”، ألقتها كفاء محمد.

مشاركات الاتحاد في الفعاليات على مستوى الشمال السوري:

لا شك أن الحراك الثقافي في إقامة الندوات والمحاضرات والأنشطة من قبل النخب المثقفة في منبج فحسب بل شهد ذات الحراك عينه في خارج المدينة، عبر عدد من المشاركات التي تحمل تطلعات شعب منبج الأصيل في إبراز الوجه الحضاري. فقد شاركت اللجنة التحضيرية للاتحاد في مهرجان أوصمان صبري الأول وحصلت على ثلاث مراكز بتاريخ11/10/2017م، تلا ذلك مشاركة الاتحاد في مهرجان أوصمان صبري الثاني في قامشلو على مستوى الشمال السوري 11/10/2018م، وحصدت المشاركة على أربع مراكز في مجال القصة القصيرة والمقالة والشعر، وشارك الاتحاد في معرض الكتاب الأول في كوباني 14/6/2019م، كما شارك الاتحاد بمعرض الكتاب الثاني في مدينة قامشلو بتاريخ 20/7/2018م، وشارك أيضاً في معرض الكتاب الثالث في مدينة قامشلو –هركول- بتاريخ 20/7/2019م إضافة إلى الكثير من المشاركات الواسعة في مختلف مناطق شمال وشرق سورية.