روناهي/ الحسكة- أكد مواطنو الحسكة بأن قوة الشعب الكردي يكمن في وحدته، لذا عليه التخلي عن المصالح الحزبية الضيقة، والنضال في سبيل حريته؛ لأن المقاومة والنضال هما ضمان النصر والبقاء.
لقد عاني الشعب الكردي من التمزق والتفرقة التي فرضها القوى المحتلة لكردستان على مدى قرون، حيث عمدت هذه القوى التي تقسيم الشعب الكردي بين دول عدة في المنطقة، وهذا التقسيم الجغرافي كان له الأثر الأكبر في تقسيم المجتمع الكردي بين ثقافات المنطقة بغية صهر الثقافة الكردية من جهة، والعمل على إبادة وانصهار الشعب الكردي في بوتقة الشعوب الأخرى والقضاء عليه نهائياً من جهة أخرى، ولكن بالرغم من كل ذلك ظل الشعب الكردي من الشعوب التي قاومت وحافظت على وجوده بشكل أو بآخر، ووحدة الشعب الكردي بات من أولوياته على مدى عقود من الزمن، حيث أدرك الشعب الكردي أن قوته في وحدته، التي ستقرر مصيره، وقد رصدت صحيفتنا روناهي آراء الشارع الكردي حول أهمية الوحدة الوطنية الكردية في هذا الظرف التاريخي الحساس.
قوة الشعب الكردي في وحدته
اعتبر المواطن عبدالحكيم رفي العمل من أجل الوحدة الوطنية الكردية من أهم الواجبات الملقاة على عاتق ممثلي الحركة الكردية في جميع أجزاء كردستان، وأشار بالقول: “في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وسط تنافس وصراع دولي وإقليمي على المنطقة، وكل الصراع هو على الساحة الكردستانية وجغرافية كردستان التي تتمتع بثروات هائلة وجميع الأنظار تتجه للسيطرة عليها، وإذا لم يتمكن الشعب الكردي من تقرير مصيره وتحديد أهدافه في هذا المرحلة فأنه سيكون الخاسر الأكبر في خضم هذه الصراعات”.
وأضاف رفي بأن مصدر قوة الشعب الكردي هي في وحدته، وتابع قائلاً: “لذلك على الجميع إدراك المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم، والعمل على وحدة الصف من خلال عقد مؤتمر وطني كردستاني يحدد الاستراتيجية العامة ويكون مرجعية لجميع الأحزاب والتنظيمات، كما سيحدد شكل النضال والمقاومة في كل جزء من أجزاء كردستان، أن أعداء الشعب الكردي يتربصون به للقضاء عليه وإبادته بكل الوسائل من أجل السيطرة عليه ونهب ثرواته وإمحاء ثقافته من الوجود، والسبيل الوحيد أمام الشعب الكردي هو وحدته من أجل الحفاظ على بقائه والعيش بحرية وكرامة على أرضه التاريخية”.
التخلي عن المصالح الحزبية الضيقة
وفي السياق ذاته أشار المواطن جمال رمو قائلاً: “لم تهدأ منطقة الشرق الأوسط من النزاعات والصراعات العرقية والأثنية والطائفية، بسبب الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية التي حكمت شعوبها بالحديد والنار، وكان الاضطهاد والظلم على الشعب الكردي المحتل من قبل هذه الأنظمة أشد وطأةً، حيث مارسوا كافة أشكال الظلم عليه من أجل القضاء عليه وإمحاءه من الوجود، حيث الصهر الثقافي والإبادة العرقية والمجازر الجماعية، والتغير الديموغرافي، لإنهاء كل الروابط القومية والاجتماعية بين أبناءه، ومع الصراع العالمي الجديد على منطقة الشرق الأوسط وكردستان خاصةً، والحرب على الإرهاب العالمي، حيث وقف الشعب الكردي مع شعوب المنطقة في وجهه وتمكن من القضاء على المتطرفين في مناطق عديدة، وقضوا نهائياً على عاصمة الخلافة المزعومة وتحرير شمال وشرق سوريا من المرتزقة، وبرز دور الكرد في الحرب على المتطرفين”.
وبيّن رمو بأن أعداء الشعب الكردي يحاولون القضاء على مكتسبات الشعب الكردي في كل من روج آفا وباشور كردستان من خلال الحرب التركية الهمجية على مناطق في باشور كردستان من جهة، وتهديدها لمناطق شمال وشرق سوريا من جهة أخرى، وأردف بالقول: “هذه التهديدات هي بمثابة إعلان الحرب على الشعب الكردي برمته، لذلك على الشعب الكردي بكل أحزابه ومنظماته أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه التحديات، والعمل على توحيد صفهم وقرارتهم، والتخلي عن المصالح الحزبية الضيقة، والعمل من أجل المصلحة الكردية العليا، لأن هذه المرحلة هي مرحلة مصيرية، حيث الوجود أو الفناء، وعلى كافة أبناء الشعب الكردي الضغط على كل المنظمات والأحزاب السياسية الكردية للعمل من أجل توحيد الصف الكردي”.
المقاومة والنضال ضمان النصر والبقاء
وقالت في السياق ذاته المواطنة ميراف باشو: “لقد عانى الشعب الكردي من تمزق وتشتت الأرض والشعب بين دول مختلفة في منطقة الشرق الأوسط، وتعرض جراء ذلك لظلم واضطهاد كبير، وكان تأثير ذلك على المرأة الكردية كبيراً، حيث عانت من الظلم والاضطهاد الطبقي والقومي، وتحولت المرأة التي اخترعت وابتكرت في التاريخ إلى امرأة خانعة أسيرة المنزل، جراء الأحكام التي فرضتها الأنظمة المحتلة لكردستان من أجل استعباد المجتمع من خلال استعباد المرأة أولاً”.
ونوهت ميراف بأنه بالرغم من ذلك المرأة الكردية لم تفقد عزيمتها وإرادتها، فعند إتاحة الفرصة لها كانت السباقة إلى حمل السلاح في مواجهة المرتزقة في روج آفا وشمال وشرق سوريا لتحارب عدوها الأول، وتتمكن من الانتصار عليهم وهزيمتهم شر هزيمة، ولتصبح قدوة لنساء العالم، ولكن الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة وصراع القوى الإقليمية والدولية عليها، تفرض على الشعب الكردي وخاصةً النساء أن يكن صفاً واحداً في مواجهة المؤامرات والمخططات التي تعدها أعداء الشعب الكردي، والعمل من أجل رسم استراتيجية كردية تحدد مصير الشعب الكردي، وتعمل على الحفاظ على مكتسباته في جميع أجزائه”.
واختتمت ميراف بالقول: “الهجمات من قبل الفاشية التركية، التي أعلنت الحرب على الشعب الكردي في كل مكان سواءً في باشور كردستان أو روج آفا وشمال وشرق سوريا، إنما هي حرب بقاء أو وجود، لذلك وحدة الشعب الكردي في هذه الفترة التاريخية هي حاجة ضرورية, وعلى الجميع وضع المصلحة الكردية في مقدمة اعتباراتهم والترفع عن المصلحة الحزبية الضيقة والمصالح الشخصية، فالمرحلة حاسمة والمقاومة والنضال لابد منها لأنها وحدها ضمان حرية الشعب الكردي وشعوب المنطقة”.