سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

وباء عالميّ اسمه الكراهية

” تقرير/ رامان آزاد ” –

لا يقتصرُ خطاب الكراهية على الشكل النظريّ عبر وسائل الإعلام، ولا يمكنُ تمويهه بعنوانِ حريّةِ التعبير، إذ لطالما تسببَ بحوادثَ مفجعةٍ وكوارثَ وحروبٍ، وكان محرّضَ العنفِ وسببَ إدامةِ الحروب، وليس مبالغةً أنّه وباءٌ عالميّ يهددُ الأمنَ والسلم على المستويين الوطنيّ والدوليّ.
صورٌ متعددةٌ للكراهية
تُختصرُ معاني الكراهية، بأنّها كلُّ خطابٍ (مكتوبٍ أو مسموعٍ أو مرئيّ) يهدفُ للقتلِ الرمزيّ للآخر وإقصائه، فيدعو للقتل وللعنف، باستخدامِ لغةِ الشتمِ والسبِّ والقذفِ والإساءةِ والإهانةِ، والوصمِ، والتمييزِ.
يشملُ الخطابُ العباراتِ والكلماتِ والصورَ والرسوماتِ، التي تنطوي على التحريضِ الصريحِ أو الضمنيّ، فتبررَ أو تشجّعَ المتلقيَ على السلوكِ العنيف أو ارتكابِ جريمةِ القتلِ، ويستندُ إلى قيمِ التمييزِ كما ذكرها الإعلانُ العالميّ لحقوقِ الإنسانِ، وتضمنتها مختلف العهود والمواثيق والاتفاقيات الدوليّة، وحتى القوانين المحليّة، فتمّ شجبُ ومنعُ وتجريمُ كلَّ أشكال التمييز (الجنسِيّ، العرقيّ، الدينيّ والعقائديّ).
لا اتفاقَ حول معنى محددٍ للكراهية، وهي تتجاوز مجرد النفور. واعتبرها أرسطو “الرغبة في إبادةِ الكائنِ المكروهِ”، أما رينيه ديكارت فقال هي: “إدراك أنَّ هناك شيئاً سيئاً بالمجتمع مع الرغبة في الانسحاب منه”، وعرّفها ديفيد هيوم بأنّها ” شعورٌ غير قابلٍ للاختزال، وتؤدي غالباً إلى تدمير الطرفين”.
خطابُ الكراهيةِ هو “كلّ كلامٍ يُحرّضُ مشاعرَ الكُرهِ نحو مكوّنٍ أو أكثر من مكوّناتِ المجتمعِ، ويدعو ضمناً إلى إقصاءِ أفراده بالطرد أو الإفناء أو نكرانِ الحقوق، ومعاملتهم مواطنين من درجة أدنى. وينطوي هذا الخطاب، (ضمناً أو علناً)، على فكرة شوفينيّة ونظرةً استعلائيّة لمكوّنٍ ضد آخر بصرفِ النظر عن فارق التعداد والقدمِ التاريخيّ، وقد مارست أقلياتٌ وافدةٌ لاحقاً خطاب الكراهية بحقِّ الأكثريّة من أهل الأرض واعتمدتِ المعيار نظرة الاستعلاء وفكرة التميّز معياراً فاستملكتِ البلد، فالأوروبيون الوافدون مارسوه ضد الهنود الحمر وحاربوهم وارتكبوا المجازر بحقهم، وارتكب نظام الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا فظائع بحقّ الأكثريّة. َ
يُقصدُ بالتحريضِ الحثُّ على الشيءِ والإصرارِ على تنفيذه، كالشجيعِ على الإضرارِ والانتقامِ والإساءةِ للآخر بالتحريضِ ضده، في خلافٍ مع الفطرة والحقيقة، فالحقائقُ لا تحتاجُ تحريضاً بل تعلماً لأنّها تملكُ مقوماتِ الإقناعِ لتُنتجَ الفعلَ الإيجابيّ.
أما أسوأ أنواع التحريضِ فهو المبني على فكرٍ منحرفٍ والإيمانُ القطعيّ بالخطأ، والاستعدادُ التام للدفاع عنه بعناد وبذل الغالي والنفيس في سبيله، في تغييبٍ كاملٍ للوعي وهدمٍ لجسور التواصل والحوار واحترام الرأي الآخر، واستغراقٍ في الذاتيّة المطلقة، وفي سلوك الحكومة التركيّة تجاه الكرد وكل المعارضين، وكذلك كلّ التنظيمات الإرهابيّة والمتطرفة نماذج حية لما يمكن أن يشتمل عليه خطاب الكراهية.
الشتم هو كلام مستقبح لا تستسيغه الأسماع، وبالتوسع به يشمل كل الكلمات والجمل والصور والرسومات التي تثير الاستهجان والتحقير والسب، والمسَّ بكرامة الناس. ويعد التكرار عاملاً مهماً كما يؤخذ الكم والنوع بالاعتبار. الوصم هو الانتقاص من قيمة الآخر، ووصفه بكلِّ معيبٍ والنيل من سمعته، لينسف إمكانية قبول الفرد أو الجماعة ومن ذلك الإساءة إلى القضايا الحقوقيّة وحرف توصيفها لمنع نيلها.
الكراهية ميراثٌ تُغذيه النخبة والإعلام
تُعرّفُ جريمة الكراهية بأنّها الإهانةُ أو الاعتداءُ الذي تتعرّضُ له الضحية بسببِ (العرق، اللون، الدين، الهوية، الجنس، الإعاقة الجسدية)، بالوسائل التقليديّة أو استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعيّ (نشر مقاطع صوتيّة أو مرئيّة، خطابات، كتابات مسيئة) تعبّر عن التحيّز ضد مجموعة معينة، بسبب خلفيّة الوضع الدينيّ والأيديولوجيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياسيّ، والثقافيّ، ويكرّسُ خطابُ الكراهية النظرة الدونيّة والتعالي والتمييز ضد شخص أو مجموعة وعدم التسامح وقبول الآخر لأسباب إقصائيّة يتم عقلنتها تدريجيّاً عبر الأجيال.
ساهم بعض رجال الدين والسياسة والمال والفكر والرياضة والفن والإعلام، والعلماء البارزين والعناصر المؤثرة في المجتمعاتِ بجعل رسائل الكراهية ضمن أطر شعبويّة تعبويّة أجّجتِ المجتمع في العالم العربيّ الإسلاميّ، فالفردُ يعتاد منذ الطفولةِ سماع الخطاب الانتقائيّ العنصريّ التاريخي والمتأصّل في عقله، بالإضافة إلى ممارسات المجتمعات الشرقية التي نشأ فيها، والتي تؤكد له اعتياديّة الأفكار وفق الموقع والجنس واللون والدين والثقافة، وأنّها حقائق لا تقبل الجدال والإنكار، فلخطابِ الكراهية جذورٌ تاريخيّة متأصّلةٌ وتقوم الأعراف والمفاهيم والمبادئ بتشكيلِ القناعاتِ والوعي الشرقيّ.
يبدأ خطاب الكراهية بتجاوز حدود حرية التعبير، فيبدو مقنعاً بصورة (نكتة سمجة، تعليقٍ ساخرٍ، الإشارة لاختلافٍ كإعاقةٍ أو نقصٍ)، وقد يكون ظاهراً بالاستهانة والتقليل من حق الأفراد بحرية الفكر، أو العنف ضدهم، وتأخذ أقصى مدى ما لم تُواجه بتدابير وقائيّة حازمة، وإدراك حقيقة وهم التفوقِ (العرقيّ، الدينيّ، الفكريّ، المجتمعيّ)، والإيمان بأهميّة احترام التعدديّة ومعرفة أخطار التصورات الذهنية السلبيّة والأحكام غير الموضوعية المتوارثة.
نماذج عربيّة لخطاب الكراهية
لم يستطع الربيع العربيّ أن يحقق الحريات وظل أسير خطاب الكراهية، فقد ساهم الصراعُ الدمويّ في سوريا بخلقِ مناخٍ عامٍ احتضن الفتنةَ والكراهية، وسادت مفرداتٌ ومصطلحاتٌ تحرّضُ على الكراهية بين المكونات السوريّة والقتل والتدمير والطائفية الانتقام، وانحسرتِ الدعوات للحلّ السياسيّ عبر الحوار السياسيّ وطرح الخلافات الأيديولوجيّة والمصالحة ولعبت وسائل الإعلام المختلفة دوراً مهماً بذلك.
أضحى القتلُ سلوكاً تمارسه اليوم المجموعاتُ المسلحة الدينيّة والتنظيمات الجهاديّة في العراق وسوريا، وأيّاً كانت دوافع القتل، فالمهمُ هو النتيجة، ففي سوريا زادت وتيرة استخدام خطاب الكراهية منذ عام 2011، والتحريض على العنف والإرهاب، والتحريض الطائفيّ، والتميّيز ضدّ المرأة والفئاتِ المهمّشةِ، وتمَّ التعويل على الأسلوب العسكريّ مساراً وحيداً لحلّ الأزمة، فيما راوحت كلّ الاجتماعات والمؤتمرات في الشكليات وإضاعة الوقت ووقعت تحت وصاية القوى الكبرى.
لا يختلف الوضعُ في ليبيا واليمن عما هو عليه في سوريا، إذ تسودُ خطاباتُ الكراهية بين الأفرقاء السياسيين بالتوازي مع حالة الصدام المسلح، لتبرير الصراع وإسباغ الشرعيّة عليه. وهناك حوادث كثيرة شهدتها المجتمعات العربيّة كان خطاب الكراهية السبب المباشر فيها.
فقد اغتيل الكاتب الأردنيّ ناهض حتر في 25/9/2016 بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة ماليّة إثر نشره رسماً كاريكاتيريّاً على صفحته على موقع فيسبوك، سخر من “داعش” وسرعان ما حذفه، واُتهم بأنّه “يمس الذات الإلهيّة”،
في 8/6/1992 اغتيل المفكر المصريّ فرج فودة الذي كتب عن الإرهاب والتطرف، وحين سُئل قاتله أثناء المحاكمة: «لماذا اغتلت فرج فودة؟ فقال: لأنه كافر، فسألوه: ومن أيّ من كتبه عرفت أنّه كافر؟ فقال: أنا لم أقرأ كتبه. فأنا لا أقرأ ولا أكتب». وكانت جبهة علماء الأزهر قد شنّت هجوماً كبيراً عليه، وطالبت لجنة شؤون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه، وأصدرت بياناً في 1992 «بجريدة النور» “بكفر” الكاتب المصريّ فرج فودة ووجوب قتله،
وفي 14/10/1994 تعرّض أديب نوبل نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال طعناً تنفيذاً لفتوى “إهدار دم” أصدرها مفتي الجماعة الإسلاميّة آنذاك الشيخ عمر عبد الرحمن.
في يوم 17/11/1997 تنكّر 6 إرهابيين بزي شرطة، وقتلوا بالأسلحة الناريّة والسكاكين 58 سائحاً من جنسياتٍ مختلفةٍ كانوا في معبد حتشبسوت بمحافظة الأقصر المصريّة. كما تعرضت مصر لحوادث قتل الأقباط وتفجير الكنائس.
المجتمعات الغربيّة ليست بمنأى عن الوباء
لا تتوقف ظاهرة خطاب الكراهية على المجتمعات العربيّة، بل هي منتشرة عبر العالم وقد تسببت بصراعات دمويّة وحوادث تفجير وقتل جماعيّ، وقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكيّة حوادث قتل لمواطنين سود، وتم التساهل لدرجة كبيرةٍ مع القاتل.
وخلال مئة يوم من عام 1994 أودت الحرب الأهلية في رواندا بين قبيلتي الهوتو والتوتسيين بحياة نحو مليون شخص، وكانت أحد أقسى مشاهد القسوة الإنسانيّة، وشهدت يوغسلافيا مع انقسامها أسوأ أنواع الحروب طيلة عقد التسعينات ووصلت إلى الإبادة العرقية في البوسنة والهرسك ما بين عامي 1992-1995 وراح ضحيتها أكثر مائتي ألف إنسان واُغتصبت 60 ألف امرأة بينهم أطفال ووضعن في معتقلات.
ظهرت دوافع للقتل من خلال ممارسات اليمين المتطرف القوميّ والمسيحيّ الأوروبيّ والأمريكيّ وكانت سبب عمليات إرهابيّة مروّعة راح ضحيتها الأبرياء
في 19/4/1995 قام الأمريكيّ تيموثي ماكفي بتفجير شاحنة مليئة بالمتفجرات كانت متوقفة أمام مبنى ألفريد مورا الفيدرالي بمدينة أوكلاهوما وبلغ عدد الضحايا 168 شخصاً قتيلاً بينهم أطفال، وأكثر من 680 جريح.
في11/9/2001 تعرّضت الولايات المتحدة الأمريكيّة لأخطر عمل إرهابيّ في تاريخها، إذ تمكن 19 إرهابيّاً، تدربوا على الطيران في معاهد الملاحة الجويّة الأمريكيّة، من خطف 4 طائرات مدنيّة وتوجيهها لتصطدم اثنتان منها ببرجي مركز التجارة العالمي بمانهاتن والثالثة بمقر البنتاغون، فيما تحطمت الطائرة الرابعة قبل هدفها المفترض، وسقط نتيجة الأحداث 2973 ضحية و24 مفقوداً. وبادر الرئيس السابق جورج بوش الابن لاتخاذ قرار الحرب على أفغانستان والعراق وقال عبارته المشهورة: “من ليس معنا فهو ضدنا”
وفي 22/7/2011 نفّذ أندريس بيرينغ بريفيك، وهو مسيحيّ متطرف عمليةً من نوع “الذئب المنفرد” عبر تفجير سيارة مفخخة في قلب حي الوزارات بأوسلو ثم انتقل إلى مخيم شبابيّ صيفيّ بجزيرة أوتويا ليقتل بسلاحٍ ناريّ عشرات الشباب من حزب العمال الحاكم، وكانت حصيلة الهجوم المزدوج مقتل 77 شخصاً وجرح 151 آخرين.
في 16/12/ 2014 قتلت حركة طالبان باكستان 132 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 10 -20 عام، وتسعة مدرسين في هجوم على مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور.
وفي 15/3/2019 أقدم الإرهابي برينتون هاريسون تارانت أستراليّ الجنسية، على تنفيذ مجزرة في مسجدين بمدينة كرايست تشريش النيوزلندية، فقتل 49 شخصا وإصابة 48 آخرين بفتح النار على المصلين خلال صلاة الجمعة. ويعرّف تارانت نفسه على صفحته على “فيسبوك” بأنّه”عنصريّ” و”إثنيّ قوميّ”.
الواقع احتمالات وقوع هجمات في أوروبا مرتفعٌ، وقد شهدت شوارع أوروبا حوادث دهس وتفجير متعددة في كسلسلة تفجيرات مدريد 11/3/2004 وتفجيرات أنفاق لندن 7/7/2005 واهتزت باريس على وقع سبعة تفجيرات مساء 13/11/2015 أودت بحياة أكثر من 150 شخص، وفي 22/5/2017 وقع هجوم في مدينة مانشستر، وحادث دهس في 14/7/2017  قاد فرنسيّ شاحنة بضائع في يوم الباستيل عمدا باتجاه حشد وقتل 84 شخصاً وفي برشلونة في 17/8/2017  وغيرها من الحوادث، وقد أفادت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) في نيسان 2018 بأن التهديد الإرهابيّ في أوروبا يبدو عالياً، والعدد المحتمل للإرهابيين في الاتحاد الأوروبيّ، يصل إلى (30) ألف شخص، وبذلك فالمخاطر الإرهابيّة في دول الاتحاد الأوروبي كبيرة ومعقّدة.
مؤشراتٌ خطيرةٌ لخطابِ الكراهيةِ
يعود المبدأ القائل بأن التحريض على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية يعتبر جريمة ضد الإنسانية، إلى قرارات محاكمات نورنبرغ للقادة النازيين في أربعينيات القرن العشرين. ووجدت المحكمة الجنائيّة الدوليّة لرواندا في الآونة الأخيرة، أنّ أربعة صحفيين أو مسؤولين تنفيذيين في وسائل الإعلام، إضافة إلى وزير إعلام سابق، مذنبين بتهمة التحريض على الإبادة الجماعيّة من خلال البرامج الإذاعيّة أو مقالات في الصحف.
في السويد يحظر قانون حرية الصحافة، التعبيرَ بالتهديد أو الازدراء ضد المجموعات العرقيّة أو الإثنيّة أو الدينيّة. ونادراً ما يستخدم القانون، ولكن في عام 1991، تمّت محاكمة رئيس تحرير صحيفة لنشره رسالة من قارئ يعبّرُ فيها عن آرائه العنصريّة. وكانت حجّة هيئة التحرير، أنّه يجب السماح لمثل هذه الآراء بالظهور لمناقشتها. وقد برّأت هيئة المحلفين رئيس تحرير.
يصدمنا تقرير منظمة العفو الدوليّة الصادر في 22 شباط 2017، إذ يكشف حقائق مروّعة عن خطاب الكراهية في تقريرها عن عام 2016. واتهمتِ المنظمة رؤساء مثل الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب بنشر خطابِ الكراهية وصفته بأنّه يشوّه صورةَ مجموعات محددة ويزيد من الانقسام والخطورة بالعالم. وأضافت “أصبح تأجيج الخوف والانقسام عنصراً خطيراً في الشؤون الدوليّة. كما اتهمت رؤساء تركيا والمجر والفليبين بنشر خطاب الكراهية، وقالت: إنّ هذا الوضع “يجعل العالم أكثر خطورة”. ووصفت عام 2016 بأنّه “العام الذي بلغ فيه خطاب الكراهية والخوف مستويات لم يبلغها من قبل منذ ثلاثينيات القرن الماضي، عندما اعتلى أدولف هتلر السلطة في ألمانيا”.
وأشار التقرير كذلك إلى “36 دولة انتهكت القانون الدوليّ العام الماضي عندما أعادت بطريقة غير قانونيّة لاجئين إلى بلدان تتعرضُ فيه حقوقهم للانتهاك”.
مع تغول خطاب الكراهية واستفحاله، أثارت منظماتٌ دوليّة المسألة وعقدت مؤتمرات حوله، ومنها ندوة نظمها الاتحاد الاوروبيّ وتحالف الأمم المتحدة للحضارات في بروكسل العاصمة في 26/1/2017، ناقش انتشار خطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين في وسائل الإعلام.
من المهم في سياق معالجة خطاب الكراهية مراجعة الموروث الثقافيّ واحترام معتقدات المجموعات الإثنيّة وثقافاتها ولغاتها، وعدم التوجس منها وقمعها، بل الاعتزازُ بها باعتبارها رصيداً ثميناً للبشريّة، وينبغي العملُ على تنمية ثقافة السلام والحوار بين جميع الحضارات”. ويجب ممارسة رقابة صارمة على الإعلام، علماً أنّ الكراهية قد ُتبثُ حتى عبر البحث العلميّ والمعرفة والكتب، ولذلك لا بدّ من بناء أسس ثقافيّة ومكافحة التعصّب، ونذكر قول القس الأمريكيّ مارتن لوثر كنغ المناضل ضد العنصريّة ومن أجل الحقوق المدنيّة: “علينا جميعا أن نتعلم أن نعيش كأخوة، أو سنموت جميعاً كحمقى”. وقد قال الإمام علي: “الناس إما أخٌ لك في الدين أو نظيرك في الخلق”.