No Result
View All Result
المشاهدات 4
تقرير/ آزاد كردي –
روناهي / منبج-تعيش مناطق شمال وشرق سوريا حالة من الانفتاح المعرفي؛ تجاه التعامل مع قضايا العولمة، بما فيها الشبكة العنكبوتية. حيث تشهد المنطقة استقراراً ملحوظاً في خدمات الإنترنت؛ اعتماداً على عدد من الخوادم المتاحة فيها.
تنتشر محال الإنترنت في مدينة منبج وريفها على حدٍ سواء، بحيث باتت تغطي مجمل القرى والبلدات المختلفة، إذ لا يمكن أن تعثر على منزل يخلو من وجود الإنترنت، أو إحدى قِطعهِ اللازمة لتوصيل الإنترنت، والمكونة من ناشر وراوتر أو صحن فضائي، ويتم عادةً ربطها بشبكة لا سلكية عن طريق أقرب نقطة لأحد مراكز توزيع الواي فاي.
في المقابل على الرغم من تساهل الإدارة المدنية الديمقراطية؛ لهذا النوع من الإنترنت، واستخداماته بشكل موسع، على الرغم من خطره الكبير من جهة أخرى. فالكثير من الحكومات في الدول، خاصةً منها الشرق أوسطية، تشرف بشكل مباشر على الإنترنت، مما يعرّض البيانات الشخصية للمستخدم للخطر والمراقبة المباشرة.
كما أن مجال الإنترنت صار متاحاً للجميع أكثر من أي وقت مضى، وبات أكثر مستخدميه الفئات الشابة، لما ازداد تعلقهم بمواقع التواصل الاجتماعي، والسوشيال ميديا، إضافةً إلى انتشار بعض الألعاب الخطرة؛ كالبوبجي، والحوت الأزرق، ومريم، التي كانت سبباً في أن جذبتهم إليها دون دراية منهم بخطرها المحدق.
وبهذا الصدد، التقت صحيفتنا” روناهي” بأحد الشباب؛ من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا؛ أسعد بكرو، وهو أيضاً أحد أعضاء الشبيبة التابعة للإدارة المدنية الديمقراطية في منبج؛ ليحدثنا حول هذه الحقائق التي تتصل بالإنترنت وغيرها.
بعض المعلومات حول نشأة الإنترنت ..
في البدء، حدثنا أسعد بكرو عن بدايات الإنترنت في العالم، وكذلك في سورية قائلاً: “إن الإنترنت، هو اللغة العالمية التي يتحدث بها كل البشر، إضافةً إلى الآلات المبرمجة الصناعية، كل حياتنا اندمجت بها، حتى أن بعض الأشخاص لا يمكنهم تخيل حياتهم بدونها، فالإنترنت؛ شبكة حاسوبية متداخلة ومترابطة، تصل العالم كله ببعضه. وتعود نشأة الإنترنت إلى مشاريع البحث المتقدم التي أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية في الستينات من القرن العشرين؛ للأعمال والأبحاث العسكرية، وفيما يخص دخول الإنترنت إلى سوريا، فيرجع للعام 1999 وكان محصوراً عند فئة قليلة من وزارات الدولة السورية. وفي عام 2001استثمر رجل أعمال سوري عقداً مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية؛ لتشغيل مزود خدمة خاص بالجمعية، يحمل اسم الجمعية المعلوماتية؛ لمدة خمس سنوات. ثم شهد عام 2005 بدء تشغيل مزود خدمة جديد، هو آية، ومزود خدمة آخر تابع لمؤسسة الاتصالات، هو تراسل”.
وتابع بكرو القول: “بعد وقوع مدينة منبج بيد الفصائل المسلحة، خرجت تقنية ADSL عن العمل والتي كانت تزود مدينة منبج بالإنترنت عن طريق الخط الأرضي المستخدم في البريد الأراضي بخادم الألياف الضوئية. أو ما يسمى ببوابات ADSL بيد أن سرقة محتويات البريد وانقطاع الشبكة حال دون استمراريتها وانقطاعها في مناطق متعددة من حلب إلى منبج، ليتم استخدام الصحن الفضائي بكثرة إبّان حقبة مرتزقة الفصائل المسلحة على المدينة، وبمجرد أن سيطر مرتزقة داعش عليها، سمح باستخدامها على نطاق ضيق جداً عبر صالات مخصصة لهذا الغرض، وبعد تحريرها من قبل قوات قسد، استخدم الإنترنت على نطاق واسع دون أن تمنع الإدارات في أياً من المناطق أحداً من العمل به”.
منحت الإدارة المدنية الديمقراطية الحرية باستخدام النت
وحول فوائد الإنترنت على فئة الشباب في منبج، أضاف بكرو بالقول: “لا يمكن حصر الفوائد العديدة للإنترنت، إذ منحت الإدارة المدنية الديمقراطية حرية باستخدام الإنترنت، مما أفسح المجال إلى إقبال الفئة الشابة على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة؛ كاستخدامهم بكثرة منصة الفيس بوك واليوتيوب وسكايب وتلغرام وغيرها من البرامج. كما أتاحت المجال لتأسيس مواقع ويب عديدة لم تكن من قبل؛ كموقع منبج الخدمي. وساهم الإنترنت في منح وفرة للمعلومات بشتى حقول العلم والمعرفة، بما أنتجه العقل البشري من منجزات حضارية؛ كحفظ دواوين للشعراء والكثير من الأدباء والمفكرين والكتّاب. كما استخدم من قبل الكثير من التجار؛ للترويج ببضائعهم عن طريق التسويق الإلكتروني؛ أو ما يسمى بالتجارة الإلكترونية، عبر تداولها في صفحات الفيس بوك واليوتيوب أو على مستوى الشات الإعلاني لقناة منبج الفضائية أيضاً. وكذلك منح الإنترنت في منبج ما يشبه بورصة للسوق المالي من خلال تداول أسعار العملات بشكل مباشر، أو أسعار الذهب والمعادن الأخرى. مما زاد في حركة السيولة المالية بالمدينة؛ نتيجة دخول بعض العملات الصعبة؛ كالدولار واليورو والجنيه الاسترليني وغيرها. هذا الأمر زاد من استخدام التجار في منبج للإنترنت، بشكل كبير، خاصةً في محال الصيرفة الذي يعتبر شغلهم الشاغل. كما أن الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج، تعتمد بشكل كلي على فضاءات الإنترنت في مختلف معاملاتها الرسمية؛ للتواصل والتراسل بمختلف مناطق شمال وشرق سوريا، مما يحقق الاستقرار الإداري بشكل ملحوظ”.
مضار وأخطار استخدام الإنترنت؟
وتحدث بكرو عن مضار وأخطار استخدام الإنترنت على الفئة الشابة في منبج قائلاً: “يمكن القول إن الإنترنت يشبه الكأس، ولك الحرية فيما تعبئه به، حيث فيها المفيد وفيها الضار. ولذا أرى وضع ضوابط شبكية وليست قيود شبكية من قبل المعنين باستخدام الإنترنت، أضحت ضرورة مجتمعية، وأعني بذلك أن هنالك شبه رقابة على كيفية استخدامه، وباتت مواقع الويب على كثرة عددها تهدد بما تنشره من إعلانات ودعايات على تفكير الفئة الشابة في منبج، ذلك المجتمع المحافظ؛ لأصول عاداته وتقاليده؛ بالعديد من نتائج العولمة والهيمنة الرأسمالية، والتي تتجلى مظاهرها بقصات الشعر الحديثة وأنواع الألبسة الجاهزة وغيرها. ما لا يخفى أثره على تهديد الهوية الثقافية لهذا النشء. كما تظهر خطورة الإنترنت بعدم ضبط الإيقاع الحركي لمواقع التواصل الاجتماعي الذي فتح باباً عريضاً من التساؤلات المفتوحة، قد تبدأ آثاره منذ لحظة البدء بالدردشة؛ لكن للأسف لا ندري متى تتوقف أيضاً، ومتى ننهيها بالشكل الذي يتوافق مع ترتيب أولويات سلم حياتنا، وهذا يعني أن هنالك كثير من الفئة الشابة تعاني من استهتار وضياع للوقت بشكل عشوائي وغير منظم، وقد يكون أيضاً لساعات طوال من الليل؛ الأمر الذي يصل في بعض حالاته إلى الإدمان التكنولوجي والسيكولوجي.
كما تتمثل خطورة الإنترنت في إقبال الشباب؛ بكثرة على المواقع المخلة بالآداب؛ حيث استطاع العديد من الفئة الشابة في منبج؛ التوصل إلى برامج، خاصة بفتح المواقع المحجوبة، VPN الأمر الذي أدى إلى ولوج الشباب إلى عوالم غريبة ليست من ثقافتنا الشرقية على الإطلاق. وكان من النتائج المترتبة على هذه المواقع؛ ظهور علاقات على مواقع التواصل الاجتماعي والماسنجر التي باتت تهدد الأسرة التي لا تظهر نوعاً من الرقابة الأبوية على أبنائهم. والظاهر أن معالجة هذه المشكلة، تكمن في اتباع العديد من التطبيقات الخاصة؛ بمراقبة الأبوين للأطفال، كما يمكن الاستفادة من بعض التطبيقات التي تقوم بحجب المحتوى المحدد، ووضع البديل الجيد منها؛ كالبرامج الثقافية والرياضية وغيرها؛ مما تلبي حاجة الإنسان من كل شيء، فضلاً عن ذلك، انتشار ما يعرف بالفيروسات التي تتسلل إلى النظام والبرامج الموجودة بالجهاز، متلفة كل شيء، إذ بات من المؤكد تجاهل هذه الأمور قد يعرض فقدان حساباتك للأمان والسرية. فلا بد من الابتعاد بأكبر قدر ممكن عن المواقع التي تؤثر على أخلاقيات الشباب وقيمهم وأفكارهم وثقافتهم، ويتم استخدامه بالطريقة الصحيحة العلمية التي يستفاد منها بشتى مجالات الحياة”.
البحث عن مصادر أخرى لتخديم الإنترنت
وحول الرؤية المستقبلية للإنترنت في منبج، أضاف بكرو بالقول: “يحتل الإنترنت عند أهل منبج مكانة هامة؛ بسبب أن أغلبهم يقضي شوطاً من يومه على الإنترنت، لكن على ما يبدو أن الإنترنت في تركيا قد بدأ في عام 1993، حتى وصل الآن إلى ذروته بشكل سريع. إلا أنه يعاني في تركيا من رقابة أمنية صارمة، فقد تم حظر موقع الـ”يوتيوب” بتركية في عام 2008؛ بسبب نشر مقاطع مسيئة؛ لمؤسس الجمهورية التركية؛ مصطفى كمال أتاتورك، حيث منع تماماً استخدامه، والوصول إليه في جميع المناطق. وتم رفع الحظر عن موقع الـ “يوتيوب” بعد عامين ونصف. ثم حظر مرة أخرى في عام 2014، بقرار من المحكمة التركية، وعقب ردود الأفعال الغاضبة من المواطنين، رفع الحظر عنه بعد أسبوعين فقط. لكن جل ما لا يعرفه البعض أن كثيراً من المواقع الإلكترونية التابعة لمناطق شمال وشرق سوريا، هي مشفرة من الجانب التركي؛ كون الخادم الإلكتروني من أراضيهم، وتتعرض بين الفينة والأخرى؛ للهجمات والحرق باستمرار بسبب حرص الدولة التركية الفاشية؛ لإسكات أصوات المعارضين لسياستها الهمجية. وهنا تظهر الحاجة الملحة لشبكات وخوادم ونوافذ بديلة.
No Result
View All Result