بيّن كتّاب، ومثقفو روج آفا في بلاد المهجر أن تركيا دولة لها تاريخ موغل في القِدم في وأد كل المشاريع الديمقراطية وهي تعاني من عقدة اللون الواحد، والعرق الواحد لذلك لم تتوانَ يوماً عن القيام بالمجازر في سبيل إعلاء رايتها ولو على حساب جماجم الشعوب، وحريتهم لذلك تطلق تهديداتها باجتياح شرق الفرات ضاربة بعرض الحائط لكل المواثيق الدولية.
وحول التهديدات التركية لمناطق شمال وشرق سورية استطلعت صحيفتنا آراء بعض كتّاب وفناني روج آفا في المهجر.
الاستراتيجية التركية توجِّه كافة إمكاناتها لمحاربة الإدارة الذاتية
الكاتب والباحث في الشؤون الكردية “إبراهيم كابان” حلل التهديدات التركية بقوله: (الهدف التركي واضح من خلال السياسات الدونكيشوتية التي يمارسها بالأساليب الأمنية، والتهديدات العسكرية، والحشود الكبيرة للجيش، والأسلحة الثقيلة على الحدود بالتزامن مع تجهيز المجموعات المتطرفة التي استخدمتها الاستخبارات التركية في احتلال الباب، وعفرين، وجرابلس)، وأيضاً التفاهمات التركية الروسية، والتقارب مع النظام السوري مقابل القضاء على المجاميع المسلحة التي تقاتل ضد النظام وهذا يعني أن أبعاد الاستراتيجية التركية ترتكز على توجيه كافة الإمكانات لمحاربة الإدارة الذاتية، وقوات سورية الديمقراطية، وتهديد الوجود الكردي شمال، وشرق سورية فأردوغان بتحركاته خارج الحدود يحاول أن يكسب العاطفة الداخلية التركية ضد القضية الكردية واستغلالها لمآرب خارجية في ضبط الداخل التركي، وإن التحركات التركية الأخيرة من بوابة أستانا وضم المجموعات المسلحة التي كانت ترفض المشاركة في الاجتماعات، وإجراء الصفقات مع الجانب الروسي، والإيراني، والسوري يهدف بطبيعته الجيوسياسية إلى توجيه جميع هذه الأطراف لمحاربة الإدارة الذاتية بكافة أشكالها مستغلة بذلك الوجود الأمريكي، وإشكالياته مع الإيرانيين، والروس، وأما فيما يتعلق بالموقف الأوروبي والأمريكي، فيبدو صعب للغاية إذ لا يمكنهم السماح للأتراك بغزو شمال، وشرق سورية لأن الغزو يعني تمدد للمصالح الروسية، والإيرانية وحينئذ سيكون العراق في خطر، وكذلك دول الخليج التي هي محور المصالح الأمريكية وبناءً على هذه المصالح لا يمكن أن نتصور جيوسياسياً السماح للأتراك في تدمير المنطقة لصالح الروس).
عِداء الحكومات التركية للشعوب مُستدام تاريخياً:
ومن جانبه بيّن الكاتب “بير رستم” إن التهديدات التركية بخصوص مناطق الإدارة الذاتية (شرق الفرات) ليست بجديدة، فمن يعشق اللون والعرق الواحد لا يحتمل الألوان الأخرى، وحكومة العدالة، والتنمية بقيادة أردوغان ومنذ إعلان شعوب المنطقة لإدارتهم الذاتية تهدد “بدفن شعوب المنطقة تحت التراب أو القبول بالذل” هذا ما صرّح به الرئيس التركي أردوغان، وبكل وضوح مؤخراً وللأسف فعلتها الدولة الطورانية التركية مع مرتزقتها السوريين في عفرين، وهكذا فإن عداء الحكومات التركية مستدام تاريخاً، ولكن الجديد بالموضوع هو تصعيد اللهجة العدائية من قبل الحكومة التركية حيث مؤخراً صرّح رأس هرم السلطة في تركيا أردوغان بأنه قد أعلم الروس، والأمريكان بالاجتياح وكلنا يدرك أن تركيا لا يمكن أن تخطو خطوة واحدة باتجاه الحدود السورية دون موافقة الدول الكبرى، وبالأخص الروس والأمريكان ولا أعتقد بأنها قد حصلت على الضوء الأخضر، وإلا كانت قامت بتلك العملية دون كل هذا الضجيج والغبار حيث من يريد أن يقوم بأي عمل لا يحتاج لكل هذه البروباغندا الإعلامية.
العقلية التركية الإجرامية عقلية متوارثة
وفي سياق الحديث ذاته أكد الفنان المسرحي المقيم في مملكة السويد “كريمو” أن تركيا ومنذ بداية الأزمة السورية تطلق التهديدات واحدة تلو الأخرى وتتجدد تهديداتها كل لحظة هذا ما يكرره الرئيس التركي أردوغان في كل مناسبة وعلى كل منبر إعلامي وتهديداته تشمل كل بقعة على وجه الأرض تخص الوضع الكردي وهذه التهديدات بالقتل والذبح والدفن في الخنادق هي تنم عن العقل التركي وهذه العقلية التركية الإجرامية متوارثة تباعاً منذ العهود العثمانية وما قبلها وباعتقادي من يمتلك العقلية الإجرامية ومن يمتلك تاريخاً دموياً كي تُعلي من رايتها على حساب جماجم الشعوب لن تتوانى عن القيام بأي عمل وستضرب بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية؛ لذلك علينا أن نكون جديين في مواجهتهم فأردوغان ونظامه سيحاولون في كل لحظة وكل مناسبة أن يبحثوا عن ثغرة للقتل والإبادة.