No Result
View All Result
المشاهدات 0
مصطفى الخليل –
لغة التهديد والوعيد وسياسة تصدير الأزمات الداخلية جزء لا يتجزأ من سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وتركيا دائماً تطلق التهديدات ضد دول الجوار التي يسودها حالة الأمن والاستقرار والفكر الديمقراطي الحر، وهذا الحال نراه في الوقت الحاضر من تهديدات وحشود عسكرية تهدد مناطق شمال وشرق سوريا بخاصة.
والمتابع للأحداث السياسة والعسكرية التي ظهرت بعد ظهور مرتزقة داعش على الساحة السورية والعراقية، لم يعد يخفى عليه الدعم التركي للمرتزقة بغية تحقيق مصالح معينة تطمح لها تركيا في الدولتين الجارتين، وشاهدنا الهجمات الدموية والتي قام بها مرتزقة داعش في كثير من المناطق السورية والعراقية التي يسكنها على الأغلب الشعب الكردي، والهدف من ذلك هو التصفية والإبادة الجسدية للشعب الكردي.
وبالمقابل حققت قوات سوريا الديمقراطية نجاحات مبهرة على مرتزقة داعش الذين سيطروا على مساحة واسعة من سوريا والعراق، تعادل مساحة بريطانيا إحدى الدول العظمى في العالم، ولكن هزيمة مرتزقة داعش كانت نتاج فكر الأمة الديمقراطية التي طبقتها وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية.
من خلال بناء الثقة بين الشعوب المنطقة والحياة التشاركية في صنع القرار وحماية المنطقة، وهذه كانت من أسباب التهديدات التركية. وبالعودة للتهديدات التركية والحشود العسكرية على الحدود مع سوريا، وبهذا التوقيت بالخصوص له دلائل على كافة الأصعدة، وخاصة الضغط الذي تعانيه تركيا من الداخل وخسارة حزب العدالة والتنمية في عملية إعادة انتخابات البلدية في إسطنبول، والتي تعتبر العاصمة الاقتصادية بالنسبة لتركيا. وهذه النتائج تدل على خسارة العدالة والتنمية الكثير من شعبيتها، وتفرّد الحزب بالقرارات هي التي أدت إلى هذه النتائج، والمعروف أن للاقتصاد تأثير كبير في رسم السياسات الخاصة الداخلية والخارجية، والوضع الاقتصادي الداخلي، وانخفاض العملة التركية كانت كَرد على سياسة تركيا الخارجية والدبلوماسية مع الدول العظمى والمتحكمة بالاقتصاد العالمي، وكانت النتائج انخفاض المستوى المعيشي للمواطن التركي مما يشكل ضغطاً إضافياً عليه، أما في السياسة الخارجية والدبلوماسية التي تُرسم من قبل حكومة العدالة والتنمية، والتي هي في حالة خلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية حول صفقة منظومة إس 400 الروسية وطائرة أف 35وغيرها من الخلافات العالقة. والخلافات مع المجتمع الدولي وبخاصة أمريكا سيؤثر على الناحية الاقتصادية والسياسة والعسكرية، وأيضاً هناك خلاف مع الروس حيث يتمحور الخلاف حول إدلب والملف السوري بشكل عام، ولا ننسى الخلاف مع السعودية والإمارات ومصر، وتدخلاتها التي أمست مزعجة في ليبيا والسودان.
ونتيجة للمعطيات السابقة فكل التهديدات والحشود العسكرية التركية لشمال وشرق سوريا هي محض دعاية إعلامية، للضغط على المنطقة ومحاولة لنشر الفوضى في المنطقة، حيث تشهد المنطقة في الوقت الحالي استقراراً من كافة النواحي، وأيضاً الموضوع الأهم أن مناطق شمال وشرق سوريا لن تكون كعفرين لعدة أسباب لم تعد خافية على أحد، فعفرين كانت محاصرة من كافة الجهات، وكان هناك تواطؤ دولي في دفع تركيا لهذا العدوان، واستفادت القوات العسكرية دروساً خلال العدوان، وكذلك الشعوب في المنطقة اتخذت قرارها بالمقاومة والصمود منذ فترة طويلة، أي منذ بداية الأزمة السورية. ولن يكون خيار المقاومة خياراً جديداً، حيث بدأت قصة المقاومة ضد جبهة النصرة وانتصرت بدحر مرتزقة داعش، على مستوى المنطقة والآن تتجدد المقاومة بقوةٍ أكبر لمواجهة العدوان التركي الذي يهدد سوريا ككل وليس شمال وشرق سوريا فقط، لأن المنطقة جزء لا يتجزأ من سوريا الأم، وشعوب سوريا بأكملها ترفض الاحتلال التركي وهي مستعدة للدفاع عن ترابها وأرضها، وتقديم المزيد من التضحيات والعمل على فضح الممارسات والأطماع التركية في المنطقة في جميع المحافل الدولية.
No Result
View All Result