سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مثنى عبد الكريم: “التهديدات التركية ستُجابه بمقاومة شعبية عارِمة”

تقرير/ ماهر زكريا –

وقفت شعوب شمال وشرق سوريا مع أحزابها السياسية عبر التاريخ ولم تأبه جميعها بالتهديدات التي مورست عليها، ونرى اليوم الاستياء الشعبي من التهديدات التركية لأبناء المنطقة في شمال وشرق سوريا، حيث تعددت هذه التهديدات وتنوعت، فتارة تهدد باجتياح شمال وشرق سوريا بحجة وجود الكرد وتارةً أخرى بإنشاء المنطقة الآمنة وتارةً بحجة مكافحة الإرهاب.
يجب توضيح مخاطر التهديدات التركية
لتوضيح دور الشعوب في مواجهة التحديات والوقوف في وجه التهديدات التركية؛ أجرت صحيفتنا لقاءً مع رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في الطبقة وعضو المجلس العام في الحزب مثنى عبد الكريم الذي حدثنا بالقول: “في ظل تنامي التهديدات التركية على شعوب المنطقة اليوم يبدأ عمل الأحزاب السياسية التي اختارتها الشعوب لتنظم نفسها من خلالها، ليكون عمل الأحزاب السياسية الحقيقية هو توعية الشعب لمخاطر التهديدات؛ وذلك من خلال القيام بالعديد من الندوات والوقفات التضامنية ضد التهديدات، وعلى الشعب أن يعي مخاطر عدم التنبه أو اللامبالاة في هذه الظروف وضرورة التيقظ لما يجري ولا يمكن للشعب أن يرضى بالابتزاز والاستمرار باضطهاده وظلمه. لن تفصل التهديدات التركية بين انتماء الشعوب وأحزابها السياسية؛ لأنها من بيئة سياسية واحدة وذات ارتباط سياسي اجتماعي”.
وأشار عبد الكريم إلى ضرورة بناء العلاقات بين الشعب والأحزاب السياسية بوجود الثقة بقوله: “الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون هي على الأحزاب بناء جسور العلاقات العامة والعلاقات الاجتماعية والثقافية والسياسية، فحزب سوريا المستقبل بنى علاقات أخوية مع أبناء العشائر، بالإضافة للعلاقات الإنسانية، بينما قامت حكومة العدالة والتنمية في تركيا إلى التشكيك بالعشائر العربية التي صمدت وقاتلت وقدمت العديد من الشهداء في سبيل تحرير مناطقها. كما عملت على بث الفتنة بين وجهائها وأبنائها، بل حافظ حزب سوريا المستقبل على الآلية العشائرية الحقيقية المنظمة التي تدعو لأخوّة الشعوب والعيش المشترك وفكر الأمة الديمقراطية الذي لا يُمكن أن يتزعزع أو يتغير لمجرد التهديد، بل سيستمر بالنضال والكفاح، وبناءً على ذلك لن تحقق حكومة العدالة والتنمية رغباتها في بث الفتنة والفرقة؛ لأن الشعب السوري شعب واحد متنوع الثقافات”.
وأضاف عبد الكريم: “هناك تهديدات تركية متواصلة ضد شعوب شمال وشرق سوريا وهذه التهديدات مختلفة الأشكال، منها التهديد تارة باجتياح شمال شرق سوريا وذريعتها في ذلك وجود الشعب الكردي، أو بإنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين، وتارة أخرى بحجة وجود الإرهاب، ونحن ندرك الهدف التركي من هذه التهديدات. والنهج الذي ينتهجه حكومة العدالة والتنمية والنظام التركي، هو نهج التهديد والاحتلال وهو معروف للجميع، وهنا نسأل الشعب التركي متى كانت شعوب شمال وشرق سوريا خطراً على الدولة التركية وأمنها القومي كما تدعي، وخلال سبع سنوات من إعلان الإدارة الذاتية على سبيل المثال، هل حدث أية خروقات أمنية على الحدود مع تركيا؟ بينما على النقيض من ذلك كانت دولة الاحتلال التركي دائماً مصدر إزعاج وتهديد وتدخل في الجانب الآخر من الحدود. أليست هي من قدمت كافة أشكال الدعم لمرتزقة داعش، وتحارب المشاريع الديمقراطية ونموذج العيش المشترك والسلام؛ لأنه يشكل خطراً عليها”.
على العالم أن يَقف موقِفاً مُشرفاً
وأردف عبد الكريم حديثه فقال: “التهديدات التركية تستهدف إرادة الشعوب وفكر الأمة الديمقراطية، هذا المفهوم الذي يجمع الجميع تحت سقف واحد، سقف التسامح والأخوّة والتقاسم العادل وتوزع الثروات. مفهوم الأمة الديمقراطية مفهوم يشارك الجميع في الرأي، وفي المسؤولية والعمل، وعندها يكون الشعب هو صاحب القرار، فدولة الاحتلال التركي لا تقبل أن تكون شعوب المنطقة صاحبة القرار”.
وأكد مثنى عبدالكريم بأن التهديدات التركية ستنتهي ضد شعوب شمال وشرق سوريا، عندما يقف العالم موقفاً مشرفاً ومسؤولاً مع الشعب السوري؛ لأن ما يحدث من تهديد ليس فقط ضد شعب شمال وشرق سوريا، بل يطال شعوب المنطقة كافة، ولو كانت المواقف الدولية صارمة تجاه تدخلاتها لما تجرأت على التهديد والوعيد واحتلت الأراضي السورية”.
وختم رئيس فرع حزب سوريا المستقبل في الطبقة مثنى عبد الكريم حديثه بالقول: “ستشكل التهديدات التركية خطراً على الداخل التركي، ولذلك على الشعب في تركيا الوقوف موقفاً جاداً ضد ما تقوم به حكومتهم، فأن أي عدوان تركي على شمال وشرق سوريا، سيتسبب في قتل المدنيين بالجانب التركي؛ ما سينعكس على الداخل التركي في جميع المجالات، ونحن شعوب شمال وشرق سوريا نرفض القيام بأي عمل عسكري من قبل دولة الاحتلال التركي وعلى شعوب المنطقة كافة أن يقفوا كالجسد الواحد ضد أي عدوان تركي، وعلى دولة الاحتلال التركي أن تكف عن لغة التهديد وتقبل لغة الحوار والسلام وهي اللغة الأسلم لتحقيق الأمن في المنطقة”.