سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

روسيا تُعمّق العلاقات العسكرية مع إيران لمواجهة الولايات المتحدة

وكالة هاوار-

روسيا وإيران تعمقان علاقاتهما العسكرية في تحدٍ مشترك للهيمنة المتصورة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث وقّعت وزارة الدفاع الروسية والأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية مذكرة تفاهم تسعى لتوسيع العلاقات العسكرية بين البلدين يوم الاثنين الماضي خلال زيارة قائد البحرية الإيرانية حسين خانزادي إلى سان بطرسبرج الروسية. هذا ما جاء في مقال في موقع المنيتور الأمريكي.
وحسب المقال فإن خانزادي قال: “هذه هي أول مذكرة تفاهم من هذا النوع، ويمكن اعتبارها نقطة تحول في علاقات طهران وموسكو على طول مسار الدفاع”.
وأضاف: “من المتوقع إجراء مناورات روسية إيرانية مشتركة في المحيط الهندي قريباً. وقد تجري التدريبات أيضاً في الجزء الشمالي من المحيط الهندي، بما في ذلك في مضيق هرمز”.
 أهمية الاتفاق الثنائي:
ويرى الموقع الأمريكي أن سبب أهميتها هو أن المذكرة ليست ملزمة قانوناً ولا تثقل كاهل أي طرف من “التزامات الحلفاء” الإضافية. ومع ذلك، فهي مهمة لعاملين:
الأول هو التوقيت، إذ تأتي المذكرة وسط تقارير عديدة عن التوترات المتصاعدة بين القوات الروسية والقوات الموالية لإيران في سوريا، وهي إشارة مهمة تشير إلى أنه بغض النظر عن الخلافات بينهما، أصبحت كل من روسيا وإيران تُعربان عن تقديرهما لشراكتهما السياسية والعسكرية وتسعيان الآن إلى إبرازها في مجالات أخرى، بما في ذلك الأمن البحري.
ثانياً، مع تصاعد التوترات الإيرانية مع الولايات المتحدة والدول العربية، فإن التعاون مع روسيا بشأن أمن خطها الساحلي قد يوفر لإيران شعوراً بالأمان.
في حين أن المذكرة نفسها ذات أهمية تشغيلية قليلة، يرى الموقع بأنها عبارة عن إشارة سياسية، إلا أن ما يمكن إتباعه أيضاً هو تحالف ثنائي للحماية من أي هجوم أمريكي محتمل على إيران. حتى أن البعض يرون ما يجعلها النسخة الروسية الإيرانية من استراتيجية منع الوصول إلى المناطق (A2 / AD) التي تستخدمها الصين لمحاولة إبعاد الولايات المتحدة عن غرب المحيط الهادئ.
وعلى مسار موازٍ، يرى الموقع أنه في اليوم الذي وقّعت فيه روسيا المذكرة مع إيران، أفادت وسائل الإعلام الروسية بأن موسكو نقلت مفهومها الأمني في الخليج إلى الأمم المتحدة. المفهوم الذي قدمته وزارة الخارجية الروسية في 23 يوليو/ تموز هو بطريقة “A2 / AD” الدبلوماسية التي تسعى، من بين أمور أخرى، إلى إحباط ما تعتبره روسيا “سياسات مُدمرة من قبل القوى الخارجية” في الخليج، وبالتالي الشرق الأوسط بأكمله.
في حين أن البعض، بما في ذلك في موسكو، يشككون في مضمون النجاح الروسي لاقتراح روسيا، إلا أن البعض الآخر يعتقد أن الأمر يستحق المتابعة.
وقال السفير الروسي السابق لدى المملكة العربية السعودية أندريه باكلانوف في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية: “ينبغي على دول الشرق الأوسط أن تكون أكثر حرصاً حيال اتباع النصائح الغربية”.
ويعتقد باكلانوف، الذي ساعد في تطوير هذا المفهوم، بحسب الموقع، أن الخطة الروسية لإصدار نسخة الشرق الأوسط من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لديها احتمالات أفضل اليوم مما كانت عليه في التسعينيات، عندما طرحت موسكو الفكرة لأول مرة.
وقال: “نأمل أن تكون الدول الإقليمية التي نتحدث معها عن اقتراحنا على دراية بأنه كان يتعين عليها في الماضي تبني المقترحات الروسية بشكل أكثر نشاطاً من أجل تجنب الحرب والفوضى”.
موسكو تسعى لمزيد من الأمن لضمان مصالحها في الخليج
ومن المقرر أن يزور الرئيس فلاديمير بوتين المملكة العربية السعودية في أكتوبر، وفي هذا الصدد يرى الموقع أن مفهوم الأمن الروسي في الخليج جزء من جهودها لوضع جدول أعمال الزيارة. وفي المقابل، تسعى التعاملات الروسية الإيرانية إلى زيادة مكانة موسكو كلاعب أساسي في المسائل الأمنية الخليجية – على الرغم من أن الوجود العسكري الروسي في المنطقة يتضاءل بالمقارنة مع الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، من المرجح أن تستمر موسكو في الاعتماد على مساعيها الدبلوماسية وتشجيع الأفكار التي تهدف إلى أن تبدو أكثر جاذبية للمنطقة من تلك التي طرحتها واشنطن.