No Result
View All Result
المشاهدات 2
إعداد/ هايستان أحمد –
يتبع دير موسى الحبشي إلى الكنيسة السريانية، حيث تمّ بناؤه في القرن السادس للميلاد، ويقع في منطقة القلمون ويبعد حوالي 80 كيلومتراً عن العاصمة السورية دمشق في الجزء الشمالي، حيث يتميّز بتصميمه الجميل ونقوشه الجدارية المميّزة، والرسومات التي تملؤه، بالإضافة إلى الصلبان المنقوشة والمعلقّة على أبواب الكنيسة في الدير، ومن الجدير بالذكر بأنه تم تجديد وترميم هذا الدير في العام 1556م. يحتوي الدير على ثلاثة أروقة على طول امتداده من الجهة الغربية إلى الشرقية والتي تحتوي على المحراب الكبير، كما ويضمّ قبّة تعلوها نافذة كبيرة.
رواية موسى الحبشي:
في هذه المنطقة وصل الناسك موسى الحبشي وحطّ رحاله الأخيرة بعد رحلة تعبّد وتنسك بدأت منذ هروبه من منزل والديه ليلة زفافه تاركاً البلاط الملكي في الحبشة قاصداً البراري والصحاري، ينام في الكهوف يتحدى الأخطار والوحوش الضارية باحثاُ عن نساك يتدرب على أيديهم ويعتكف معهم متعبداً لربه، فوصل في بادئ الأمر إلى صحاري صعيد مصر وأقام في أحد أديرتها، ومن هناك قصد بيت المقدس ثم بلاد الشام حتى جاء إلى بلدة قارة في دير مار يعقوب المقطع، عاش هناك حياة الزهد حتى هجر الدير متوجهاً إلى كهف صخري في وادي المغر في الجبل المدخن بجوار مدينة النبك حيث أقيم ديره المعروف باسمه: دير مار موسى الحبشي.
أثناء هجوم هرقل أحد أباطرة بيزنطية في عام 640م على الأديرة التي تتبع التعليم الارثوذكسي، قُتل الرهبان ومن جملتهم مار موسى الحبشي، فقد أمر الإمبراطور بقطع رأسه وهكذا نال إكليل الشهادة، عندما علم والد مار موسى ملك الحبشة، باستشهاد ابنه جاء متخفياً إلى النبك وزار قبره وأثناء ذلك شاهد الملك أن إبهام يده منفصلة عن جسده فأمر الملك بإحضار البنائين وشيّدَ ديراً فوق معبد ابنه وظل إصبع مار موسى محفوظ في كنيسة الدير حتى سنة 1940م حيث نقل الى كنيسة السريان في النبك، كان دير مار موسى ذا مكانةً عالية في منطقة القلمون( محافظة النبك سوريا) نظراً لصلته بأديرة القدس، ونجد إثباتاً على ذلك ما عُثر عليه من مخطوطات ونصوص في القرن الثالث عشر والرابع عشر تؤكد أهمية الدير وموقعه بالنسبة لكنيسة السريان الأرثوذكس.
مكتبة الكنيسة الضخمة والتاريخية:
والبناء يحتوي على ثلاثة أروقة تمتد من الغرب إلى الشرق، ويرتفع الرواق الأوسط منتيهاً شرقاً بمحراب كبير تتوّجه نصف قبة، كما الربع الشرقي من الرواق الأوسط حاجز من الخشب والحجر يرتفع عن مستوى أرض الكنيسة بمقدار ثلاث درجات، يفصل قدس الأقداس أو الهيكل عن صحن الكنيسة، ظل دير مار موسى الحبشي مزدهراً منذ تأسيسه حتى القرن الثامن عشر والدليل على ذلك بعض المخطوطات والوثائق والجداريات التي وجدت في الدير في تلك الفترة، كما توجد أيقونات تحمل صورة مار موسى الحبشي وكأنه فارس يمتطي حصانا أحمر اللون، أما مكتبة دير مار موسى فتحتوي على كنوز وكتابات تراثية، وهي ضخمة تضم العديد من المخطوطات والكتب النادرة، والنفيسة الوجود ويعود الغنى في المراجع إلى وجود الرهبان والمتعبدين الذين سلكوا طريق الرهبنة والتعبد في قلب دير مار موسى هؤلاء الرهبان عملوا بكل همة ونشاط على نسخ وتأليف كل ما هو غالي ونفيس فأغنوا مكتبة الدير والكنيسة بالكتب الثمينة والمخطوطات العربية والسريانية منها الدينية.
No Result
View All Result