سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

آلاء حمد النامس: “بناء جدار التقسيم إنما لإبعاد عفرين عن هويتها وتراثها”

حوار/ آلـدار آمـد ـ دلال جان –

التطورات السياسية التي تمر بها المنطقة بشكل عام، والأحداث الجارية في شمال وشرق سوريا ، كان محور الحديث الذي أجرته صحيفتنا مع الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطية بمقاطعة الحسكة آلاء النامس حيث حدثتنا؛ قائلة: “دعمت الدولة التركية المحتلة المرتزقة والإرهابيين بكل طاقاتها وسخرتهم لتحقيق أجنداتها الخاصة بها، وهي التي فرضت لغتها ونظامها على المناطق المحتلة وبخاصة عفرين، فارتكبت فيها انتهاكات صارخة يندى لها جبين الإنسانية. إن هزيمة مرتزقة داعش على أيدي قوات سوريا الديمقراطية فرضت واقعاً جديداً، وأصبحت هذه القوة طرفاً أساسياً في حل المعادلة السورية”.
وأكدت آلاء بأن الدولة التركية المحتلة دائماً ما تثير قضية الخطر الخارجي على أمنها القومي كي تغطي بذلك على أزماتها الداخلية منها والخارجية، وتتدخل في ليبيا والسودان لإثارة الفتن بين شعوب المنطقة، وأشارت إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية يدعو إلى العمل من أجل بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.
وكان الحوار على الشكل التالي:
ـ كيف يُقيّم مجلس سوريا الديمقراطية المرحلة الراهنة في سوريا؟
لقد فرضت هزيمة داعش في مناطق شرق الفرات على أيدي قوات سوريا الديمقراطية واقعاً جديداً على الأرض، ولم تعد مجرد قوة عسكرية تحارب الإرهاب والمرتزقة فقط، وإنما أصبحت طرفاً أساسياً في حلّ المعادلة السورية التي يصعب حلها دون مشاركة ممثلين عن شمال وشرق سوريا، حيث الإدارة الذاتية الديمقراطية ذات المشروع الوحيد على الساحة السورية التي تفتقد لأي مشروع سياسي واجتماعي لحلها. هذه الأزمة حصدت أرواح مئات الآلاف من البشر ونزحت الملايين، بالإضافة إلى دمار شامل في البنية التحتية وتشتت في البنية الاجتماعية. إن القوى الدولية التي تتصارع على الأرض السورية تعمل على إيجاد صيغة توافقية فيما بينها، من أجل ضمان مصالحها في المنطقة بالدرجة الأولى، وهي لا تأبه بمصالح الشعب السوري بكل شعوبه وفئاته. ولهذا؛ نجد مواقفها بين المد والجزر حول كيفية حلّ الأزمة السورية، ولم تتضح الصورة بعد في كيفية حل هذه الأزمة من وجهة نظرهم على الأقل.
ـ زادت التدخلات التركية من عمق الأزمة السورية وإطالة أمدها، ما قراءتكم لذلك؟
لقد كانت للتدخلات التركية أهداف محددة ومعينة منذ بداية الثورة السورية، حيث دعمت حزب العدالة والتنمية المرتزقة والإرهابيين بكل السبل وسخرتهم من أجل تحقيق أجنداتهم في المنطقة، فأحلام أردوغان بعودة الإمبراطورية العثمانية ونصّب نفسه سلطاناً عثمانياً على المنطقة من جديد جعله يسلك الدروب كافة التي من شأنها تحقيق هذا الحلم، وغرق في بحر من الأوهام دون قراءة الواقع وحيثيات المكان والزمان. وتجاهل إرادة الشعوب التواقة إلى الحرية والديمقراطية، بعد معاناة طويلة من الاستبداد والظلم امتدت من عهود إمبراطوريته العثمانية إلى الدول القومية والأنظمة الفاشية والديكتاتورية من خلفها، والتي حكمت الشعوب بالحديد والنار فكانت الثورات التي انطلقت في مناطق عديدة ومنها سوريا، حيث كان للدولة التركية المحتلة التدخل المباشر فيها، من أجل تحويل هذه الثورة إلى وسيلة لاحتلال المنطقة من جديد ونهب ثرواتها وإطلاق يد العنان لسيفها العثماني على رقاب هذه الشعوب.
ـ ما الغاية من التدخل التركي في سوريا وهدفها من احتلال عسكري مباشر لمقاطعة عفرين؟
 مع الانتصارات التي حققتها شعوب شمال وشرق سوريا على مرتزقة الاحتلال التركي وبناء نظامها الاجتماعي الخاص بها المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية على مبدأ الأمة الديمقراطية، أظهرت الحكومة التركية وجهها الحقيقي وكشرت عن أنيابها بالحرب على مقاطعة عفرين واحتلالها، وممارسة الأساليب اللاإنسانية كافة ضد شعبها من قتل وطرد وتهجير وتعذيب وتوطين المرتزقة في قراها وبلداتها، ففرضت اللغة التركية ودرستها هناك، في محاولة منها لتغيير ديمغرافيتها بشكل كلي، وإبعاد عفرين عن حقيقتها القومية والثقافية، والقضاء على المشروع الديمقراطي الوحيد في المنطقة. وما بناء الجدار حول عفرين سوى جزء من هذا المخطط، وسط صمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات.
 ـ هل من أهداف معينة للتدخل التركي في كل من باشور كردستان وليبيا والسودان وغيرها من الدول؟!
الدولة التركية المحتلة ومنذ نشأتها تعمل على إيجاد عدو وهمي خارجي لها، وتوهم شعبها بأن الخطر الخارجي يهدد أمنها القومي؛ وكل ذلك من أجل التغطية والتستر على القضايا والأزمات الحقيقية التي تعاني المجتمع التركي جراء سياسات حكوماتها الديكتاتورية، حيث تشكل قضية الديمقراطية والحرية من أهم القضايا التي تعاني منها الشعب التركي، بالإضافة إلى قضية الشعب الكردي التي تتنكر لوجوده وترتكب المجازر بحقه. ومن أجل صرف الانظار عن الواقع التركي السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديمقراطي؛ تواصل الدولة التركية المحتلة الليل بالنهار من أجل الإبداع في اختراع الأعداء الوهميين وفي مقدمتها حركة التحرر الكردستانية، حيث تشن الحروب على باشور كردستان بحج واهية وتدعم المرتزقة والإرهابيين في كل من ليبيا والسودان وتتدخل في شؤونهم الداخلية من أجل إثارة الفتن بين شعوب هذه الدول.
ـ أنتم كمجلس سوريا الديمقراطية؛ كيف تنظرون إلى فحوى رسالة القائد عبد الله أوجلان من أجل حلّ الأزمة السورية؟
دعا مجلس سوريا الديمقراطية جميع الأطراف السورية إلى العمل من أجل الوصول لصيغة وطنية تتفق عليها جميع فئات وشرائح المجتمع السوري، وتضمن حقوق الجميع على مبدأ الاعتراف بالآخر، وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، وتعدّ رسالة القائد عبد الله أوجلان لحل الأزمة السورية منطلقاً وأساساً يستند عليه الشعب السوري بكل شعوبه؛ لإيجاد الحلّ الجذري لهذه الأزمة. وهذه الرسالة تنطلق من المادية التاريخية بين شعوب المنطقة التي عاشت على مدى آلاف السنين مع بعضها البعض دون نزاعات أو حروب، وستؤدي إلى تطور وتقدم الثقافات كافة في المنطقة عبر نظام ديمقراطي حر، وعلى كافة القوى الوطنية والسورية التمعن في قراءة هذه الرسالة بالعمل على إيجاد أرضية للسير عليها؛ من أجل بناء سوريا ديمقراطية حرة لجميع أبنائها.