روناهي/ قامشلو ـ لتقديم الفن بأجمل إطلالة إلى المجتمع وجمع مختلف شعوب المنطقة تحت سماء الفن والثقافة، ينظم اتحاد فناني الجزيرة للمرة الثانية حفلات الصيف التي تُقام في مدينة قامشلو، وكانت أول حفلة في السابع والعشرين من الشهر الجاري، وستستمر طيلة فصل الصيف.
في فصل الصيف تزداد الاحتفالات والنشاطات الثقافية والفنيّة التي تهدف إلى إدخال الفرحة والسعادة إلى قلوب الناس، لإزاحة الهموم عن قلوبهم، ولتكون دافعاً معنوياً لهم ولخلق جو من الإِلفة في المجتمع، ومن هنا كانت فكرة اتحاد فناني الجزيرة لتنظيم حفلات صيف 2019م، وذلك في حديقة “دريم لاند” في مدينة قامشلو، كل يوم خميس طيلة فصل الصيف وكانت أول حفلة في السابع والعشرين من شهر حزيران.
وبحضورٍ كبير ولافت من أهالي مدينة قامشلو، وأعضاء من هيئة الثقافة ومحبي الفن اجتمع الجميع لحضور الحفلة والمشاركة بالفعاليات التي تضم مسابقات وفقراتٍ غنائية متنوعة بين العربية والكردية، وتم إحياء الحفلة من قبل أربع فنانين (إيبو جان، جمال فؤاد، نسرين أحمد، أفرام مراد) وبرعاية اتحاد فناني الجزيرة ابتدأت الحفلة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ومن ثم أُلقيت كلمة من قبل هيئة القافة والفن في قامشلو ألقاها نائب الرئاسة المشتركة في هيئة الثقافة “حنا حنا”، قال فيها: (جميل أن نلتقي وأن نتواصل بهذه اللغة الجميلة، لغة الفن التي يعرفها العالم أجمع ويفهمها كل أحد، ونحن شعوب شمال وشرق سوريا معروفين عبر التاريخ أننا نحمل إرثاً ثقافياً فنياً تراثياً نعيش على أرض خصبة هي أكثر إنتاجاً للفن بمختلف أنواعه، هنا على هذه الأرض).
أهالي الجزيرة يجتمعون بروحٍ واحدة
وعن التعايش والمحبة بين مختلف شعوب شمال وشرق سوريا أردف “حنا” في حديثه إلى أنه على الرغم من تعدد الثقافات واختلاف الحضارات يجتمعون جميعاً في لوحة جميلة موحدة ليكون الفن هوية تعايشهم وهو القاسم المشترك بين الجميع.
ومن ثم أُلقيت كلمة باسم اتحاد فناني الجزيرة ألقاها الرئيس المشترك للاتحاد “علي عبدالله” أشار فيها إلى أن هدفهم من هذه الحفلات هي محاولة لنقل الناس من تلك الظروف التي مرت على منطقة الجزيرة وبالأخص انتهاكات مرتزقة داعش الذي خلق ضبابة سوداوية بثت الخوف والحزن في قلوب الناس، وحث على أهمية الفن قائلاً: (كما تعلمون الفن هو لون من ألوان الثقافة الإنسانية وهو أداة تعبيرية يستطيع من خلالها التنفيس ما بداخلهم من عواطف مكبوتة ويطلق العنان لحرية مشاعره، والذي يهمنا ويشغل بالنا هو أطفالنا فهم براعم وشتلات الزهور التي ستكبر لتزيّن حدائقنا في المستقبل، ونتمنى أن نكون شعاع نورٍ لقلوب الناس المعتمة، وسنبقى سرياناً وكرداً وعرباً يداً واحدة لنثبت للعالم أجمع أننا شعب واحد متعايش ومتألف منذ آلاف السنين، تجمعنا روح واحدة بسلامٍ وأمان).
لنكن البسمة للناس
وبدأت الفقرات الغنائية وقُدمت مقطوعاتٍ غنائية بالكردية والعربية، وبدت معالم الفرحة والسرور على الحضور صغاراً وكباراً، وبدأت الأسئلة تُطرح على الحضور ووزعت الجوائز على الفائزين، وانتهت الحفلة بالأغاني والرقص.
وبالحديث عن حفلة السنة السابقة وهذه الحفلة والاختلاف بين السنتين أوضح لنا الرئيس المشترك لاتحاد الفنانين “علي عبدالله”: (أن الاختلاف بين حفلة هذه السنة والسنة السابقة هي أننا تلافينا النواقص التي مرت في السابق وأردنا التركيز على الأطفال بشكل خاص لأنهم البناء الأساس للمجتمع، وأيضاً دعونا فنانين من شمال وشرق سوريا للحفلة وهذا الاختلاف هو الأهم لأننا نريد أن يتعرف الناس على الفنانين من مختلف المناطق، وسيكون هناك عروض مسرحية، والهدف الأساسي من هذه الحفلات هي إسعاد الناس، ونريد أن نكون مقربين من قلوب الناس عن طريق الثقافة والفن وإدخال البهجة إلى قلوب أهالي قامشلو).