No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير / قاسم إبراهيم –
روناهي/ الحسكة – نتيجةً الانتشار الواسع لداء اللشمانيا الجلدي في مناطق شمال وشرق سوريا، وبالتحديد في الحسكة وريفها؛ قامت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية وبالتعاون مع الجهات المختصة في مسح كامل لمحافظة الحسكة، وذلك عِبر مراكزها الصحية بتوعية الناس بمراجعتهم عند إصابتهم، ونتيجة هدا الجهد الجماعي، فإن حالات اللشمانيا سجلت انخفاضاً ملحوظاً خلال هذا العام.
ما هي اللشمانيا؟؟؟ تُعرف اللشمانيا بأسماء مختلفة ومتعددة وهي؛ “حبة السنة – حبة حلب – حبة بغداد – حبة الشرق”، وهو طفيلي يصيب كافة الأعمار ضمن فترة حضانة تتراوح بين بضعة أسابيع وعدة أشهر، لذلك نجد أن الإصابة التي تبدأ مثلاً في شهر أيار وحزيران تظهر أعراضها في نهاية الصيف، بحيث فترة الحضانة تكون قد أخذت مفعولها.
الوصف السريري للمرض
أما الوصف السريري لهذا الداء حسب تعريف منظمة الصحة العالمية؛ هو ظهور آفة أو أكثر على نحو نمطي مع الأجزاء المكشوفة من الجسم، ويعد الوجه والعنق والذراعان والساقان أكثر مواضع ظهور هذه الآفات شيوعاً، وقد تنتشر لدى بعض الأفراد سلالات معينة وتسبب آفات مخاطية وتؤثر على أنسجة الأنف والبلعوم، ويمكن أن تسبب تشوهها، والعامل الناقل لهذا الطفيلي هي حشرة تسمى “ذبابة الرمل”، وهي صغيرة الحجم تشكل حوالي ثلث حجم البعوضة تتواجد في كل فصول السنة عدا فصل الشتاء.
وهذه الحشرة تنشط ليلاً، من الغروب إلى الشروق، وتخمد نهاراً، وذروة نشاطها تكون بعد الغروب وحتى الشروق، حيث تقوم بلدغ الإنسان وتختبئ نهاراً في شقوق الأشجار والبيوت وبين أكوام الحطب في القرى والبلدات وفي غرف النوم، لتعاود نشاطها في مساء اليوم التالي وتتكاثر هذه الحشرة في روث الحيوانات، وفي مكبات القمامة وأمام البيوت البلاستيكية المنتشرة بكثرة وفي المداجن ومخلفاتها والزرائب، وتساعدها على النمو وجود القوارض والكلاب الشاردة.
طُرق المكافحة والعلاج ……
ولمكافحة هذه الآفة لابد من الرش الصحيح في وقت نشاط هذه الحشرة أي ليلاً، وكذلك القضاء على الخازن والحاضن لهذه الحشرة، وإلغاء كل المظاهر المؤذية للبشر والبيئة.
وحول المعالجة من هذه الآفة فأنها إذا عولجت باكراً لا تترك أثراً كبيراً، وعدم العلاج يساهم نقل العدوى للآخرين. وتجدر الإشارة على أن هذ المرض انتشر في معظم مناطق مدينة الحسكة وريفها، حتى الأحياء في قلب المدينة كحي المحطة وحي القضاة في الحسكة، وكذلك في الحي الغربي والسياحي في مدينة قامشلو، وأيضاً كثرت الإصابات شرقاً في تل حميس حتى الحدود العراقية، وفي ديريك وتل علو والهول وريفها ورأس العين وباتجاه مبروكة حتى الرقة، وتنشر أكثر فأكثر في جنوب الحسكة؛ “الشدادي والعريشة والقرى المحيطة بجبل عبد العزيز” وكذلك التجمعات العسكرية، مما توجب إلزام العسكريين بالنوم تحت الناموسية، خاصةً في المواقع التي يتم تسجيل الإصابات فيها، وتنخفض نسبة تسجيل حالات الإصابات من منطقة إلى أخرى.
دور التوعية الصحية في مكافحة المرض
ونتيجة هذا الانتشار الواسع؛ قامت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية وبالتعاون مع الجهات المختصة في مسح كامل لمحافظة الحسكة، وعبر مراكزها الصحية بتوعية الناس بمراجعة المراكز الصحية عند إصابتهم، وعدم التأخر للمعالجة، وتوزيع الناموسيات عليهم، واستقبال المصابين وإعطائهم العلاج مجاناً، ومتابعتهم حتى الشفاء، ولوحظ معالجة العديد من المرضى المصابين بهذا المرض ومن مناطق مختلفة من الحسكة بالرغم من تفاقم حالتهم، فقد شُفوا بشكلٍ تام.
إذاً لابد من التوعية الصحية حول هذا المرض، وتحسين الشروط الصحية ضمن وحول التجمعات السكنية، والاهتمام بنظافة الأحياء، ومكافحة القوارض والكلاب الشاردة وترحيل القمامة إلى مكباتها، وقيام البلديات بحملات رش ضبابية، وخاصةً بعد الغروب، حيث ذروة نشاط هذه الحشرات.
ويذكر حسب معنيين؛ بأن التعاون مستمر بين كل الهيئات الصحية والبيئية والبلديات، وقيام مراكز اللشمانيا بدورها الفعال في المتابعة وتقديم العلاج المجاني، ونتيجة هدا الجهد الجماعي فإن حالات اللشمانيا سجلت انخفاضاً ملحوظاً خلال هذا العام.
No Result
View All Result