سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“قوات الحماية الذاتية تؤسّس وحدات فوج الغواصين”

أن من ينظر إلى الإنجازات الكبيرة التي تحققت في شمال وشرق سوريا وثورة شعوبه, لابدّ له التطرق إلى أهمية القوات التي دافعت وصانت الكرامة بيد, وبنت وطورت من نفسها باليد الأخرى, مع تسارع الأحداث وتداخل المصالح الدولية والإقليمية في المنطقة, وتهديدات البعض كلها لم تقف عائقاً أمام بناء قوات متكاملة من الناحية الأكاديمية والعلمية بما في ذلك كليات ومعسكرات تدريبية تُخرِّج مقاتلين أشداء ذوي خبرة في كافة المجالات العسكرية واختصاصاتها.
في العلوم العسكرية يُعرّف سلاح البحرية أو القوات البحرية بشكل عام بأنه تلك القوات المنوط بها الدفاع عن شواطئ وسواحل الوطن والقتال داخل البحر لحماية الطرق البحرية ومهاجمة سفن, وشواطئ العدو, وتشمل القوات البحرية عدة أسلحة منها المدمرات, والبوارج, والقوارب, والغواصات, وحاملات الطائرات، وتشكيلها معاَ بصورة مكتملة تعرف باسم أسطول, وممكن للقوات البحرية أن تتشكل من عدة أساطيل.
واليوم في ظل التطور الانفتاح العولمي الواسع؛ أصبح للبحار أهمية عالية من ناحية الاستقرار والأمن والاقتصاد والتجارة الواسعة, والضخمة، خاصةً بعد عصر العولمة, والاتصال الاقتصادي المتبادل الوثيق بين الدول أصبحت البحار, والمضائق ذات أهمية أساسية عالية, وذلك لكثافة استخدامها كطريق نقل رئيسي للبضائع, ومواد الطاقة الأمر الذي غير من نوعية الأهمية البحرية إذ أصبح التهديد الذي يهدد البحار لا يهدد أمن الدول فقط بل أصبح يهدد رفاهيتها واقتصادها أيضاً.
قوات الحماية الذاتية تُطوّر من أفواجها المقاتلة
منذ بداية تأسيس قوات الحماية الذاتية في 1-11-2014م، والمنضوية تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية, وهذه القوات تأخذ على عاتقها بناء الإنسان الأخلاقي, والمنضبط للذود والدفاع عن مكتسبات الشعوب وتضحيات شهدائها, وتطوّر من كفاءة ومؤسساتها العسكرية, كان من أهم تلك الصروح الكلية الحربية وأكاديميات صف الضباط إلى جانب الأفواج التدريبية, إذ أنه في أية قوة, أو جيش نظامي لابد من وجود قوات بحرية, أو متخصصة في جغرافية تكثر فيها المسطحات المائية, والسدود, والأنهار, أو البحيرات والبحار, ومن المعروف أن جغرافية سوريا بشكل عام تكثر فيها الأنهار, والبحيرات بالإضافة إلى امتداد جزء من الحدود الغربية للبحر المتوسط يقدر193كم، أي / 119.924ميل.
وبحسب ما نشره المركز الإعلامي لقوات الحماية الذاتية فأنه بتاريخ 8 / 11 / 2018م، قامت القيادة العامة لقوات الحماية الذاتية بتخريج دفعة كبيرة من لواء الوحدات الخاصة, ومن ضمنهم فوج وحدات الغواصين المتدرب على مهارات الغوص, والسباحة, واللياقة البدنية, بالإضافة إلى مهارات القتال الخاصة بظروف المعركة ضمن وتحت الماء, وعليه فأن أغلب المقاتلين في فوج وحدات الغواصين هم ممن لديهم الخبرة في السباحة, والغوص ليكونوا قوة أخرى ذات فعالية تضاف إلى تشكيلات قوات الحماية الذاتية.
ماهي وحدات فوج الغواصين؟
تعريفها: فوج عسكري يتشكل من وحدات تضم مجموعات من المقاتلين ذوي لياقة بدنية, متدربين على خوض المعارك ومهارات الغوص والقتال في الماء .
الرمز: درع فضي مؤطّر باللون الأزرق تتوسطه مرساة وسلسلة ذهبية تعلو أمواجاً.
أهم الأنهار والسدود في الشمال السوري ودورها في المعارك
1- نهر الفرات: أحد أهم الأنهار التي تجري في سوريا، وهو يمر من خلال  مدينة جرابلس ـ المحتلة من قبل تركيا، ثمّ يمضي ليخترق منطقة الرقة, وفي الطريق ما بين جرابلس والرقة يتّحد معه كلٌّ من نهري البليخ والخابور بعد أن يمرّ من الرقة يمر من خلال دير الزور، ويخرج من البوكمال، ويقام عليه سدين هما:
ـ سد تشرين: ويقع في منطقة منبج على نهر الفرات, غاية بناءه هي توليد الطاقة الكهربائية، يبعد عن مدينة حلب 115 كم، وعن الحدود التركية 80 كم, يحصر السد خلفه بحيرة تدعى بحيرة تشرين يبلغ حجمها التقريبي 1.9 مليار م3, ويمتد على طول 900م، ويقع في منطقة ضيقة من وادي نهر الفرات.
ويتألف من ردميات بحصية رملية بالتجريف الهيدروليكي حتى المنسوب /305/ تعلوها ردميات حوارية من ناتج حفر المحطة الكهرمائية حتى المنسوب 329م، من الجهة الأمامية من السد مكسية بالإسمنت المسلح، بينما الجهة الخلفية مُكساة بالبحص الخشن، والسد مزود بمنظومة متكاملة من أجهزة القياس والمراقبة، أما إجراءات منع الرشح تحت أساسات السد فهي مؤلفة من جدار كتامة سماكته 60 سم، ويصل عمقه حتى 40 م، ليصل بين جسم السد والطبقات الصخرية، إضافةً إلى صفين من آبار الحقن.
ـ سد الفرات: يقع في منطقة الرقة على نهر الفرات، يبلغ طول السد أربعة ونصف كم، وارتفاعه أكثر من 60 متراً، وتشكلت خلف السد بحيرة كبيرة يبلغ طولها 80 كم، ومتوسط عرضها 8 كم، تخزن ما يزيد على 11.6مليار متر مكعب من المياه، يبعد عن مدينة الرقة بحدود 50 كيلومتر, ويعتبر سد الفرات واحداً من أكبر السدود في سوريا.
2- نهر دجلة: يمر في سوريا 50 كم، في ضواحي مدينة قامشلو ليدخل بعد ذلك أراضي باشور كردستان عند بلدة سيمالكا (فيشخابور)، ويصب في النهر مجموعة كبيرة من الروافد وأهمها الخابور الذي يمر بمدينة الحسكة وقراها, كما يوجد عشرة سدود سطحية في إقليم الجزيرة تصل نسبة تخزينها الى 895 ر133 مليون متر مكعب، لاسيما ازدياد الهطولات المطرية.
الأهمية العسكرية لوحدات فوج الغواصين
شهدت أغلب المعارك والحملات التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية والقوات المنضوية تحت رايتها, انتصارات عدة ومكتسبات عسكرية وسياسية تكاد لا تحصى, وكما أسلفنا سابقاً فأن أراضي أغلب تلك الحملات كانت ساحاتها صحاري, وبراري شاسعة لكنها لم تخلُ من وجود الأنهار وروافدها, وهنا نذكر حملة الشهيد روبار قامشلو في العام 2015م, إبان هجمات داعش على مدينة تل تمر في إقليم الجزيرة, وكانت الدولة التركية الداعمة لداعش قد أطلقت المياه عبر الحدود، حيث فاض نهر الخابور محاولةً إعاقة تقدم وحدات حماية الشعب والمرأة, ودعماً لمرتزقتها الذين خطفوا مئات الآشوريين, وعاثوا فساداً ودماراً في قرى الخابور, وأماكنها الدينية, كما أن حملة غضب الفرات التي حملت اسم النهر ذاته والتي أعلنت عنها قوات سوريا الديمقراطية في العام 2016م، لتحرير مدينة الرقة وريفها لم تخلو أيضاً من معوقات, وعراقيل واجهت قوات الحملة ضد داعش لوجود روافد نهر الفرات, وسد الطبقة الاستراتيجي, وكانت مرتزقة داعش وقتها قد فجرت أغلب الجسور للحيلولة دون وصول مقاتلي الحملة إلى بؤرهم والتي كانت تتقدم ببطء “أي قوات الحملة”، حفاظاً على سلامة المدنيين, وبناء السد ومؤسساته, كما أن حملة عاصفة الجزيرة (دحر الإرهاب) لتحرير مناطق شرقي دير الزور, والتي قضيت على آخر فلول مرتزقة داعش هناك، حيث واجهت على مر مراحلها صعوبات ميدانية كان أهمها الظروف الجوية السيئة, والمغبرة بما في ذلك الأجواء الماطرة في فصل الشتاء, والسيول والفيضانات التي كانت تجري في أرض المعركة, وأيضاً ارتفاع منسوب المياه في روافد نهر الفرات كانت كلها صعوبات, ومشاكل تواجه قوات سوريا الديمقراطية في التقدم لدحر مرتزقة داعش, من هذا المنطلق وللضرورة العسكرية جاء تشكيل فوج وحدات الغواصين كقوة تحرك, وتدخل في أصعب ظروف المعركة، خاصةً القتال في الماء ومساندة القوات البرية لتحقيق الأهداف المرجوة دون التوقف, والتباطء في التقدم حتى تحقيق المهام في القضاء على العدو.