تقرير/ صلاح إيبو =
روناهي/ الشهباء– نتاجات فكرية متعددة، حملت رسالة مقاومة وسلام للعالم، وجسّدت رؤى وحقائق لمقاومة شعبية وملامح بطولية لمقاتلين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن مدينة سورية وصفت بسوريا المصغرة على مرأى العالم وسط صمت دولي مُطبق، هذه المدينة عفرين التي مر عام على احتلالها، يحاول كتابها ومبدعوها حفر ما سطّروه أهالي عفرين من مقاومة في الذاكرة الاجتماعية عبر أعمال فنية متعددة من نشاطات سينمائية ومسرحية واليوم بإصدار 13 كتاب تنوعت بين الرواية والقصة والشعر والمسرح تحكي قصة مقاومة العصر وقيم المجتمع العفريني.
في مخيم سردام حيث يقطن الآلاف من أهالي عفرين المُهجّرين قسراً، نظم اتحاد مثقفي عفرين حفل توقيع جماعي للكتب بمشاركة المؤلفين وعدد من المثقفين، إضافة إلى ممثلين عن الإدارة الذاتية وعدد من المعلمين والمعلمات، هذا الحدث الذي وصفه الحضور بالفريد من نوعه جاء بعد تبني اتحاد المثقفين في مقاطعة عفرين ودار شلير للنشر مجموعة كتب منوعة تتمحور حول مقاومة عفرين وتكفلت بطابعتها.
وتنوعت مضامين الكتب بين الرواية والقصة والشعر والمسرحية، تتمحور مواضيعها حول مقاومة عفرين خلال هجوم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته وما قبلها.
بدأ حفل توقيع الكتب بالوقوف دقيقة صمت ومن ثم ألقى عضو اتحاد المثقفين في مقاطعة عفرين هيثم مصطفى كلمة رحب فيها بالحضور وأشاد بالجهود التي بذلها كُتّاب ومثقفي عفرين تخليد المقاومة عبر نتاجاتهم الأدبية.
الرئيس المشترك لاتحاد المثقفين لمقاطعة عفرين أسامة أحمد ألقى كلمة أيضاً قال فيها: “هذا الشهر هو شهر نار نوروز، شهر حلبجة، شهر الانتفاضة وشهر عفرين، ونحن كُتاب عفرين سنجعله شهر ثورة الأقلام، فنار نوروز ستصبح نوروز الفكر والأدب”.
الرئيسة المشتركة للمجلس التأسيسي للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا هدية يوسف أشادت أيضاً بدور المثقفين والكُتّاب، وقالت بهذا الصدد “نحن سعداء بهذا الحدث الذي يُعبّر عن 58 يوماً من المقاومة، بالرغم من ظروف النزوح بادر الكُتّاب إلى تأليف هذه الكتب، ونحن نكن لهم الاحترام لأجل ذلك، نحن نؤكد من خلال هذا الحدث بأننا أينما كنا وبأي ظرف كنا فإننا أشخاص مُبدعون”.
ومن ثم عُرضت الكتب وبادر الكُتّاب إلى توقيع كتبهم التي حملت عناوين مؤاثرة والكتب هي “قصائد الزيتون (أمميون)، الكرد (محمد خير الدين الأسدي) وترجمه الدكتور محمد عبدو علي، حكايا الياسمين (كوثر حسن جعفر)، الحوار الأخير (محمد بكو)، صدى ليلون (مجموعة من الكُتاب)، رأيت في المنام (أسامة خليل أحمد)” “RASTIYA EFRÎNÊ (خليل موسى)، BERXWEDANISTAN (ميديا بركات)، ROMANA PAKREWANEKÎ KURD (مروان بركات)، JI BIN SIYA EVÎNÊ DE (محمد وليد)، STRANA BERÎ XEWÊ (حمودة عبدو)، XELTIKEN REŞ Û ÊŞ (محي الدين أرسلان)، EFRÎNNAME (زوزان محمد)”.
اللغة الأم هي الأساس
وأهدى غالبية الكُتاب، نتاجهم الفكري هذا إلى عوائل الشهداء ومدينة السلام عفرين، في إشارة إلى أن تضحيات الشهداء كانت السبب الرئيسي في الحفاظ على كرامة هذا الشعب وحثه على استمرار النضال ومن هنا يجب عدم الحياد عن درب الشهداء، وعاهدت الكاتبة كوثر حسن الحضور بأن يكون توقيع كتابها القادم في عفرين وأن تتحدث إلى الحضور بغلتها الأم “الكردية” في إشارة إلى ضرورة تعلم الأجيال القادمة باللغة الكردية. وأثنى الكاتب مروان بركات خلال حديثه أمام الحضور على تمسك الجيل الصاعد بلغته الأم ومضامين نتائجهم الفكري، وأهدى بدوره كتابه الذي يحمل اسم “قصة شهدي كردي” لعوائل الشهداء.
الأمل في التحرير دافع كل عفرين للمقاومة
وخلال حديثه لصحيفتنا قال خليل موسى من قرية رمضانة التابعة لناحية شيه، أنه أراد أن يترجم ما دار في حياته الواقعية ومنْ عايشهم خلال مقاومة العصر في عفرين من مآسي ممزوجة بالمقاومة، ويسرد كتاب خليل الكاتب الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره الحياة اليومية للمجتمع العفريني خلال العدوان التركي وكيف تعايش هذا الشعب مع الحرب خلال 58 يوماً من المقاومة وما لحقه من نزوح قسري إلى الشهباء وباقي المناطق السورية، يؤكد خليل أن تصميمه على إتمام هذا الكتاب جاء من آمال هذا الشعب الذي لا يقطع أمل العودة المُشرفة إلى عفرين، ويؤكد للعالم أن الأمل هو الدافع الأساسي لمقاومة الشعب هنا، ويُعبّر اسم كتاب خليل موسى “حقائق عفرين” باللغة الكردية معاني متعددة عن حياة وتاريخ وقيم هذا الشعب عبر التاريخ وصولاً إلى مقاومته ضد الاحتلال التركي في ظاهرة يصورها الكاتب الصغير على أن عفرين النسخة المصغرة عن الشعب الكردستاني يعاني صراع هوية وقضم حقوقه المشروعة دوليّاً ومحليّاً.
الشارع الكردي يجب إغنائه بالمسرح
محي الدين أرسلان هو الآخر كان له بصمة في النِتاج الفني للمقاومة في مخيمات الشهباء، ويقول المخرج المسرحي “أرسلان” أن المجتمع الكردي يفتقر للنشاط المسرحي المبدع لذا كان واجبي أن أُقدِم كتاباً مسرحياً في هذا المجال، ويهدف أرسلان من خلال هذا الكتاب الذي يضم مسرحيتين أن يغذي الشارع الثقافي الكردي بالفن المسرحي، ويعتبر هذا الكتاب هو الوحيد للمخرج المسرحي باللغة الأم “الكردية” على الرغم أن للمخرج كتب عدة سابقة باللغة العربية على المستوى السوري، ويمثل هذا الكتاب “الحقائب السوداء” ما حيكَ من مؤامرات ضد عفرين في المحافل الدولية، وما يدور خلف الكواليس ضد إرادة الشعوب من قِبل القوى المهيمنة، عبر تجسيد لوحات مسرحية فنية تُعبِّر عن حقيقة المقاومة ضد الاحتلال التركي.