قامشلو/ علي خضير – انطلقت اليوم في 15 حزيران الجاري فعاليات المؤتمر السابع لاتحاد الإعلام الحر في مركز محمد شيخو بمدينة قامشلو، بحضور العشرات من إعلاميي وإعلاميات شمال وشرق سوريا، وأعضاء وعضوات اتحاد الإعلام الحر، بهدف قراءة التقرير الخاص بالاتحاد خلال عامين ومناقشة النظام الداخلي له وانتخاب رئاسة مشتركة جدية وأعضاء جدد في مقاطعات الإقليم كافة.
كما حضر المؤتمر الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا جوان ملا إبراهيم، إلى جانب ممثلين عن الإدارة الذاتية، وحركة المجتمع الديمقراطي، ومؤتمر ستار، والمركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة.
انطلاقة الاتحاد كانت خطوة جريئة ضد سياسات الاستبداد
بدأت فعاليات المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت، بعد ذلك ألقى الرئيس المشترك لاتحاد الإعلام الحر “دليار جزيري” كلمة أوضح في بدايتها: “نعقد اليوم مؤتمرنا السابع، وهو ثمرة 14 عاماً من النضال الإعلامي في شمال وشرق سوريا، كما شهد تضحيات 31 من الإعلاميين والإعلاميات الذين ارتقوا إلى الشهادة خلال تغطية المعارك، كما نستذكر الصحفيين الذين استشهدوا مؤخراً في مقاومة سد تشرين”.
وتطرّق جزيري لذكر تاريخ الاتحاد مشيراً إلى: “عُقد المؤتمر الأول لاتحاد الإعلام الحر في مدينة عامودا كخطوة جريئة في وجه سياسات التقييد التي فرضها النظام البعثي، الذي منع الكرد من ممارسة العمل الصحفي لعقود”.
وأكد: “الاتحاد مثّل صوتاً مستقلا بعيداً عن سلطة النظام، وأسهم في حماية الصحفيين عبر تشكيل وحدة استشارية خاصة لهذا الغرض، فالمسؤوليات اليوم كبيرة، والتحديات التي يواجهها الصحفيون أكبر”.
وعاهد: “نعاهد شعبنا بأن نكون صوتهم، وصوت الحقيقة”.
من جانبه، أشار الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في شمال وشرق سوريا “جوان ملا إبراهيم” بدايات الحراك الإعلامي في المنطقة، مشيراً إلى أن أول مؤتمر إعلامي عُقد بشكل سري في مدينة الدرباسية عام 2007 نتيجة تضييق النظام البعثي.
وأكد: “اتحاد الإعلام الحر أصبح أول مرجعية للصحفيين في المنطقة، وذلك بنمو عدد العاملين في القطاع الإعلامي، الذي بات يضم اليوم مئات الصحفيين والصحفيات”.
وشدد جوان ملا إبراهيم على أهمية إيصال صوت ثورة التاسع عشر من تموز في شمال وشرق سوريا إلى العالم، وفتح قنوات تواصل مع الصحفيين السوريين في مختلف المناطق، ليكون الاتحاد مظلة جامعة لهم.
ليتم بعد ذلك قراءة تقرير عن أعمال الاتحاد خلال عامين من قبل لجنة تم تحديدها لديوان الاتحاد وهم: بيريفان خليل، محمد عبدو، ربيعة إيتو، دجلة أحمد، بنياد جزيري، ومناقشة النظام الداخلي للاتحاد، ومن ثم تم فتح باب للنقاش والاقتراح للتعديل على النظام الداخلي من قبل الحضور من الإعلاميين والإعلاميات، إضافة إلى ذلك تمَّ انتخاب المجلس العام والرئاسة المشتركة الجديدة، إضافةً إلى إصدار جملة من المخرجات والتوصيات الهامة التي من ِشأنها تحديد ملامح المرحلة القادمة للعمل الإعلامي في شمال وشرق سوريا.
انتخاب رئاسة مشتركة وأعضاء جدد خلال المؤتمر
فيما تمَّ ترشيح عدداً من الإعلاميين والإعلاميات للرئاسة المشتركة للاتحاد وأعضائه في جميع مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا من قبل الحضور، ليتم الإعلان عن الأعضاء كالتالي: الرئاسة المشتركة: إدريس حنان، أفين إبراهيم، أعضاء الاتحاد في الرقة والطبقة ودير الزور: مزكين علي، زهرة الصالح، أحمد عساف، محمد خليل، وباسل الهويش.
وفي مقاطعة الجزيرة تمَّ تعيين سلافا عبد الرحمن، أحمد سمير، زنار جعفر، آلان عته، ميديا فرحو، حسن ظاظا، ستيرك عفرين، سيامند علي، بنياد جزيري، روناك شيخي، ستالين أوسو، سولين سرحان، وهيفيدار خلف.
وفي كوباني: دجلة أحمد ومحمد مصطفى، وفي حلب فريدة حمكي، سوزدار وقاص، ومحمد عبدو.
الجدير بالذكر أنَّ تحاد الإعلام الحر مؤسسة مهنية مستقلة غير ربحية، تعمل من أجل حماية حقوق الصحفيين والإعلاميين وترسيخ حرية الرأي والتعبير، وتتخذ من قيم الحرية والعدالة والمساواة بين الجنسين أساساً لها، وتلتزم بالعقد الاجتماعي المعمول به في إقليم شمال وشرق سوريا والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والصحافة وحقوق الصحفيين.
خلال مؤتمراته وإلى اليوم يسعى الاتحاد إلى تطوير الحراك الإعلامي
منذ عام 2012، يعمل اتحاد الإعلام الحر YRA)) على توفير المعلومات الدقيقة والتعريف بالهوية والثقافة واللغة والمعتقدات في المنطقة؛ ويحاول أن يكون صوت جميع شعوب المنطقة. وفي هذا الإطار، يعمل كمظلة تقوم بفتح وتطوير العلاقات مع كافة مؤسسات الإعلام الديمقراطي والصحفيين، ويعمل في إطار وجهات النظر المشتركة لبناء إعلام مهني صحيح وحماية قيم المجتمع. وبحسب الظروف يقوم بافتتاح فروع له في مقاطعات شمال وشرق سوريا وعموم سوريا. ويهدف إلى إنشاء مؤسسته الخاصة في الخارج.
ويُشار إلى أنَّه في 13 تموز 2012، اجتمع نخبة من الصحفيين والأكاديميين والمثقفين في مدينة عامودا، وأعلنوا عن تأسيس اتحاد الإعلام الحر (YRA) لحماية حقوق الإعلاميين والدفاع عن حرية التعبير، في شمال وشرق سوريا.
وعبر مؤتمراته المتتالية، سعى الاتحاد إلى تطوير الحراك الإعلامي بما يواكب تحولات الثورة، حيث ناقش خلال المؤتمر الثاني عام 2015، أوجه القصور وسبل إعادة الهيكلة، واعتمد نظاماً داخلياً جديداً لضمان أداء أكثر فاعلية، وفي المؤتمر الثالث عام 2017، تم إقرار تعديلات جوهرية، منها افتتاح فروع جديدة في الرقة ومنبج، وإعداد تقرير سنوي يوثّق واقع الإعلام والانتهاكات بحق الصحفيين.
وفي المؤتمر الرابع عام 2018، نوقشت التحديات التي فرضتها هجمات الاحتلال التركي على عفرين، وتم تعديل النظام الداخلي، بما في ذلك تقليص عدد أعضاء المجلس من 22 إلى 9، واعتماد مبدأ المساواة بين الجنسين في هيئات الاتحاد كافة، كما تقرر عقد المؤتمر دورياً كل عامين.
في المؤتمر الخامس عام 2020، أكد المشاركون على ضرورة تعزيز الاحترافية الإعلامية، والتصدي للحرب الإعلامية، التي تواجه شمال وشرق سوريا، إلى جانب تشكيل لجنة خاصة لتنظيم الفعاليات، وانتخاب رئاسة مشتركة جديدة.
كما عُقِدَ المؤتمر السادس عام 2022، الذي عُقد تحت شعار “معاً نحو إعلامٍ واعٍ ومسؤول وأخلاقي”، والذي ركّز على تعزيز دور الاتحاد في إحداث التغيير وإعادة هيكلته لمواكبة المرحلة المقبلة.
يُعد المؤتمر السابع للاتحاد الذي عُقِدَ في 15 حزيران 2025، الأول بعد سقوط نظام البعث، في ظل تغييرات جذرية تشهدها سوريا والشرق الأوسط، وأصبحت التطلعات عالية بأن يتحول الاتحاد إلى مؤسسة جامعة تمتد تأثيرها ليشمل عموم سوريا، لتكون صوتاً حقيقياً يعكس إرادة الشعوب وتطلعاتها نحو إعلام حر ومهني.
