سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ما هكذا يكون الحليف يا بوتين؟!

نوري سعيد –

إذا كانت روسيا قد جاءت للحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، فماذا نسمي قيام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مواقع في محيط مطار دمشق الدولي، ألا يعدٌّ ذلك انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية؛ فلماذا لم تحرك روسيا ساكناً؟ ليس هذا فقط فلقد صرح بوتين أكثر من مرة إن روسيا تراعي مصالح إسرائيل في سوريا، وإن هناك تنسيق بين إسرائيل وروسيا بخصوص تحرك الطيران لعدم حدوث احتكاك بين الطرفين. هذا يعني أن الطيران الإسرائيلي لا ينطلق من قواعده باتجاه سوريا إلا بعلم الروس، وعليه نقول: ما هكذا يكون الحليف يا بوتين  وإلا ما معنى أن تستبيح إسرائيل الأجواء السورية، مع إنها تحت الحماية الروسية والأمر الغريب؛ لماذا لا تقوم روسيا بإسقاطها فهي تعد القوة الثانية عالمياً، بعد أمريكا وإسرائيل تخشاها بدليل عندما أسقطت إسرائيل الطائرة الروسية كيف ذهب نتنياهو مباشرة لروسيا ليوضح زوراً وبهتاناً إن إسرائيل بريئة من إسقاطها، وإن الطائرة سقطت بقذائف المضادات الأرضية السورية. لذا؛ إن الوجود الروسي في سوريا لم يكن دون مقابل فلقد حصلت روسيا ما لم تكن تحلم به، وهو الوصول إلى المياه الدافئة وقاعدة حميميم في الساحل مسموح بها بالبقاء حوالي نصف قرن قابلة للتمديد 25 سنة أخرى، هذا يعني أن على روسيا أن تقوم بحماية سوريا من أي اعتداء تتعرض له؛ لأن نتنياهو عقب كل غارة على سوريا كان يصرح أنه لن يتوانى في شن الغارات كلما يتطلب الأمر ذلك. ولهذا؛ فإننا نطالب الروس وضع حد لغطرسة إسرائيل وإثبات مصداقيته لأن سوريا مشغولة بما يحصل في الداخل، وإسرائيل تستغل ذلك وتقوم بخلط الأوراق، كما تفعل تركيا في الطرف الآخر، من أجل إطالة أمد الحرب الدائرة في سوريا، فسوريا الضعيفة المنهكة هي من مصلحة الدولتين. وعندما اختارت صداقة روسيا كان ذلك نابعاً من مواقف روسيا إزاء قضية العرب الأولى فلسطين، بعكس أمريكا التي كانت ولا تزال تحمي إسرائيل وتعلنها بدون خوف، والتي تتخلى عن حلفائها في الأوقات الحرجة كما تفعل الآن؛ فهي صرحت بالانسحاب من سوريا بحجة أنها أتمت مهمتها في هزيمة داعش، علماً أن داعش لم يُهزم نهائياً ولا يزال يشكل خطراً، ليس هذا فقط فلقد ظهر داعشاً جديداً على الساحة متمثلاً بتركيا التي تريد السيطرة على شمال وشرق سوريا بطول900كم وعرض 20كم؛ بحجة إقامة منطقة آمنة، وطبعاً لم يبقَ في الساحة سوى قوات سوريا الديمقراطية البطلة، التي تضم مكونات المنطقة كافة والتي يشكل الكرد فيها العمود الفقري. لهذا؛ فإننا نطالب روسيا بتفعيل دورها أكثر وأن تحاول تقريب وجهات النظر بين النظام السوري ومجلس سوريا الديمقراطية وتكون الضامنة لأي اتفاق بين الطرفين، وأن تكون صادقة في أقوالها لا كما فعلت في عفرين، وأن تتعاون مع المجتمع الدولي في بناء سوريا المستقبل، وأن تضغط على النظام السوري في دمشق لتقوم بمسؤولياتها في الدفاع عن الحدود السورية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، ولا بد للحوار بين السورين للوصول إلى الحلول المنطقية والدائمة للأزمة السورية، وبخاصة أن تركيا تحاول جاهدةً أن يكون لها القرار الأول والأخير في أي قرار حول سوريا المستقبل.