رفيق إبراهيم
في السابع والعشرين من شهر شباط عام 2025، أطلق القائد عبد الله أوجلان، من سجنه في إمرالي، نداء “السلام والمجتمع الديمقراطي”، واستجابة للمبادرة التاريخية، أعلن حزب العمال الكردستاني، وقف إطلاق النار من طرف واحد، ومن ثم عقد مؤتمره الثاني عشر، الذي خرج بجملة من القرارات، التي أثبتت أن الحزب وقائده، أمران لا ينفصلان، على الرغم من اعتقاله منذ 27 عاماً.
حزب العمال الكردستاني، وقائده عبد الله أوجلان، ما كانا يقومان بالكفاح المسلح، الذي جاء رداً واقعياً على نكران الوجود الكردي كشعب يعيش على أرضه التاريخية، لو استجابت تركيا لمطالب الشعب الكردي، بالحرية، والديمقراطية، والعيش بأمان، لذا، كان لا بد من موقف للمطالبة بالحقوق الثابتة للكرد، فكان اللجوء للكفاح المسلح ملاذاً، لإجبار تركيا على الاعتراف بحقوق الشعب الكردي، الذي حرم منها على مدار مئات السنين.
وبعد الأحداث والتغييرات التي حدثت بالمنطقة بشكل عام، وكردستان بشكل خاص، أراد القائد عبد الله أوجلان، تغيير الواقع المرير الذي يعيشه الشعبان الكردي والتركي، والانتقال من مرحلة الحرب والصراع، إلى مرحلة التوافق والسلام، والأخوة، وأراد أن يترك بصمته في التاريخ، فجاءت مبادرته للسلام، بلسماً ودواءً للجروح العميقة، التي تركتها سنون الحرب، وأكد، بأنه لا يمكن أن تتحقق العدالة، والمساواة، والحرية، إلا بوجود سياسة معتدلة ديمقراطية، ومجتمع ديمقراطي.
المبادرة الأخيرة، تميزت عن الدعوات السابقة، لأنها وضعت الحلول للقضايا العالقة بمجملها، فإنهاء الكفاح المسلح، واستبداله في تركيا حلاً ديمقراطيا عادلاً، لأن تحقيق السلام على أسس ديمقراطية، سيجلب للشعبين الكردي والتركي، الأمان والاستقرار، وسيؤدي في النهاية إلى تقدم البلاد وازدهاره.
مبادرة القائد عبد الله أوجلان، للسلام والمجتمع الديمقراطي، كانت لها أصداء إيجابية وهامة، على المستويات كافة، وكانت محل ارتياح لأنصار الحرية والمدافعين عن حقوق الشعوب، وخاصة الشعب الكردي، الذي، يناضل من أجل حقوقه المشروعة، ونداء السلام، كان محل تقدير واحترام وثناء، من قبل شعوب العالم، ومن هنا، لا بدّ أن تقابله تركيا، برد مسؤول بما يحقق لعملية السلام النجاح.
القائد عبد الله أوجلان، يؤكد على الأخوة والديمقراطية، وضرورة تحقيق السلام الدائم، لأنه لا يوجد طريق آخر يحقق للشعبين التركي والكردي، الحياة المشتركة، في وطن واحد تسوده العدالة والمساواة، وحزب العمال الكردستاني، من جهته، تحمل مسؤولياته، وأعلن توافقه مع كل ما طرحه القائد عبد الله أوجلان، وشدد، على ضرورة قيادته المرحلة لنجاح العملية، وتحقيق الأهداف المبتغاة منها.
مبادرة السلام، التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، نتائجها الإيجابية لن تنعكس على تركيا فقط، بل تتجاوز الحدود، لتشمل الأجزاء الكردستانية الأخرى، ودول المنطقة، والشرق الأوسط، لأنها أساس الاستقرار والتنمية، بالطبع إن تعاملت معها الحكومة التركية، بمسؤولية وإيجابية، ومن هنا، فإن نجاح عملية السلام، يتطلب من تركيا، القيام بتعديل الدستور، بما يتوافق مع ضمان حقوق الشعب الكردي، وتحقيق العدالة والمساواة، والمواطنة الحقيقية، والانتماء الوطني.