روناهي/ قامشلو ـ يلتقي يوم الجمعة المصادف 25/4/2025، بمباراة ودية نادي سردم من إقليم شمال وشرق سوريا مع نادي الفتوة من مدينة دير الزور، والتي ستكون تحت مسمى مباراة (الإخوة)، علماً هي المباراة الأولى من نوعها على صعيد لعبة كرة القدم بين نادي من الدرجة الأولى للرجال في إقليم شمال وشرق سوريا ونادي من الدوري السوري الممتاز للرجال.
وستقام المباراة تحت مسمى (الإخوة) بدلالة واضحة على تآخي الشعوب بالمنطقة وخاصةً بين الشعبين الكردي والعربي، علماً حاول النظام البعثي البائد بشهر آذار بالعام 2004، بمحاولة زرع الفتنة بين الشعبين المذكورين عبر مباراة للعبة كرة القدم وكانت وقتها ستجمع بين رجال نادي الجهاد من قامشلو ونادي الفتوة من دير الزور، حيث جلب النظام البعثي مجموعات كبيرة من البعثيين والذين كانوا من جماهير نادي الفتوة ومنتمين لحزب البعث العربي الاشتراكي المنحل، وأدخلوهم لملعب المباراة الذي كان يُسمى وقتها باسم ملعب السابع من نيسان وهو ذكرى ولادة حزب البعث البائد، والذي تغير فيما بعد لاسم ملعب شهداء 12 آذار من قبل الإدارة الذاتية بمقاطعة الجزيرة بالعام 2015.
نظام البعث البائد ومحاولة زرع الفتن
وطوال العقود الماضية من حكم نظام البعث البائد كان يحاول دائماً استغلال كل المجالات ومن ضمنها الرياضة، لزرع الفتن بين شعوب البلاد، وتسخيرها لمصالح حزب البعث البائد ورجال السلطة ولآل الآسد المخلوع.
وفشل النظام البعثي بالعام 2004 بزرع الفتنة بين الشعبين الكردي والعربي، وانتفض وقتها الشعب الكردي ضد النظام البعثي بعدما استغل تلك المباراة وقام محافظ الحسكة وقتها وقوات الأمن البعثي بإطلاق الرصاص الحي على الجماهير التي كانت واقفة خارج الملعب وجاءت للاطمئنان على أطفالها بعدما نقلت إذاعة النظام البعثي وقتها عبر برنامج ملاعبنا الخضراء بأنه حصلت حالة دعس بين المتدافعين بحسب تعبيرهم وعلى أثرها قُتل ستة أطفال في خبر عاري عن الصحة، ولكن استشهد العديد من المواطنين من إطلاق الرصاص الحي وقتها من قبل المحافظ وقوات الأمن، وفي اليوم الثاني وأثناء تشييع شهداء مدينة قامشلو حصل إطلاق رصاص من جديد واستشهد على أثره كوكبة من المواطنين، ولتندلع انتفاضة من قامشلو إلى كافة المناطق بروج آفا والداخل السوري وفي العديد من بلدان العالم مكان تواجد الجاليات الكردية بالمهجر، وكما ارتقى وقتها أكثر من 30 شهيداً غير الجرحى، واعتُقل الآلاف من أبناء الشعب الكردي، علماً لم يُفلح النظام بزرع الفتنة بين الشعبين العربي والكردي بالرغم من كل المحاولات.
رياضة سوريا لن تعود للوراء
وبعد قيام الحراك الثوري بالعام 2011 في سوريا والإعلان عن الإدارة الذاتية بالعام 2014 بمقاطعات (الجزيرة وكوباني وعفرين المحتلة حالياً)، عمدت الجهات المعنية بالرياضة بمقاطعة الجزيرة على إقامة كرنفال سنوي استذكاراً لشهداء 12 آذار، ولعدة سنوات كان الكرنفال يتخلل مباراة لكرة القدم بين منتخب دير الزور ومنتخب الجزيرة، في رسالة واضحة للنظام البائد على تآخي شعوب المنطقة في وجه كل المؤامرات التي كان يُحيكها النظام البائد.
ومع استمرار عنجهية النظام البعثي والتي أدت لسقوطه بتاريخ 8/12/2025، وعليه رُفعت يد هذا النظام عن الرياضة وتحررت الأندية من هذه الحزب العنصري، وببادرة من مديرية الرياضة والشباب بدير الزور التابعة لوزارة الرياضة والشباب بدمشق، وبطلب من نادي الفتوة من دير الزور ستقام مباراة لكرة القدم بمسمى (الإخوة) وستجمعه مع نادي سردم، وذلك لتوطيد العلاقة الأخوية والرياضية بين الناديين.
نادي سردم نال الترخيص في البداية باسم نادي الدافاع الذاتي بالعام 2018 من المجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة، وتغير اسمه بالعام 2019 إلى نادي سردم، وحصل على ترخيص لمزاولة العمل الرياضي على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا بالعام 2024، من الاتحاد الرياضي بإقليم شمال وشرق سوريا، وحقق العديد من الألقاب على مستوى لعبة كرة القدم لفئة الرجال وللفئات الأخرى.
بينما نادي الفتوة من دير الزور هو أحد أندية كرة القدم في سوريا، تأسس عام 1930 في مدينة دير الزور تحت اسم نادي غازي إلى أن أصبح اسمه نادي الفتوة عام 1950، وحاز على العديد من الألقاب بالدوري السوري والكأس، وهو بطل الدوري السوري الممتاز للموسم 2023 ـ 2024.
والمباراة تأتي بموافقة الاتحاد الرياضي في إقليم شمال وشرق سوريا والمجلس الرياضي بمقاطعة الجزيرة والذي وصلهم كتابة من نادي الفتوة بطلب لعب هذه المباراة، وفي خطوة تحصل للمرة الأولى والتي هي مباراة بين نادي من إقليم شمال وشرق سوريا ونادي من الدوري السوري الممتاز، علماً إن المباراة ستقام على أرضية الملعب البلدي بدير الزور بتمام الساعة الرابعة عصراً.