د. علي أبو الخير
قالت وزارة الدفاع السوريّة، منذ اندلاع العنف يوم الأحد 6 آذار 2025، إنها بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي تهدف إلى ملاحقة “فلول وضباط النظام البائد” في الأرياف والجبال بمدن الساحل السوري، وفي تصريحاته فجر الأحد 6 آذار 2025، وقال رئيس السلطة الانتقالية إن الأحداث التي تشهدها البلاد، وتحديداً في منطقة الساحل، هي “تحديات متوقعة”، وشدد على “ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية”، مضيفاً “قادرون على العيش سوياً في هذا البلد بالقدر المستطاع.” ولكن القتال ازداد شدةً وقتلاً بين المجموعات المسلحة ومعارضة الأقليات، حيث تقطن الساحل الغربي لسوريا، معقل الطائفة العلوية المنتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، أقليات مسيحية وإسماعيلية، في بلاد يشكل السنة غالبية سكانها. أعمال عنف بعد توترات استمرت أياماً في منطقة اللاذقية، هي الأولى بهذه الحدة منذ أن سيطر تحالف مجموعات مسلّحة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، المصنفة إرهابية في أمريكا ودول أخرى، على الحكم في الثامن من كانون الأول 2024
دور الاحتلال التركي
لا تزال تركيا الداعمة للسلطة الانتقالية في دمشق، تنشر آلاف الجنود في الأراضي السوريّة وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيتشيلي إن “التوترات في اللاذقية ومحيطها واستهداف قوات الأمن قد يقوض الجهود الهادفة إلى قيادة سوريا نحو الوحدة والأخوّة”، وحذّر من أن “مثل هذه الاستفزازات يمكن أن تصبح تهديداً للسلام في سوريا والمنطقة
دور الكُرد الوطني
في المقابل دعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الأحد رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إلى ضرورة محاسبة مرتكبي أعمال “العنف الطائفي” في المناطق الساحلية، مؤكداً أن مرتزقة الاحتلال التركي تقف في المقام الأول وراء عمليات القتل، وإن على الشرع التدخّل لوقف “المجازر”، قائلاً إن المجموعات “لتي لا تزال تدعمها تركيا والمجموعات المتطرفة هي المسؤولة بشكلٍ رئيسي.
ورأت الإدارة الذاتية أن التعاون بينها وبين الإدارة السياسية في دمشق سيكون في مصلحة جميع السوريين، وسيُسهم في تسهيل الخروج من هذه المرحلة العصيبة بنجاح، وفقاً للبيان.
وثمنت الإدارة الذاتية الدور الإيجابي للدول العربية والأصدقاء في دعم الشعب السوري بكل مكوناته، وضرورة استمرار هذا الدعم لبناء سوريا الجديدة التي تضمن حقوق الشعوب والأطياف، وفق أُسس ديمقراطية تؤسس أرضية مناسبة لإطلاق حوار وطني سوري شامل يشارك فيه الجميع.
شهادة المرصد السوري لحقوق الإنسان
يأتي هذا العنف والقتل في الوقت الذي أفاد فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد قتلى أعمال العنف والإعدامات والاشتباكات في الساحل السوري ارتفع إلى “ألف شخص”، ووصف المرصد ما جرى في المنطقة بأنها عمليات “إبادة جماعية ممنهجة” ضد العلويين، متحدثاً عن توثيق مقتل أكثر من 500 مدني على يد “قوات الأمن ومجموعات رديفة لها”.