يعدّ مركز رنكين، الأول من نوعه في مدينة الحسكة، حيث يقدم رعاية متخصصة لذوي الهمم، منذ افتتاحه عام 2019، بإشراف هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في إقليم شمال وشرق سوريا، ويهدف إلى تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، من خلال برامج تعليمية وتأهيلية متكاملة.
تعدّ مراكز رعاية الأطفال من ذوي الهمم جزءاً أساسياً من أي مجتمع يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث تسهم في توفير بيئة تعليمية وتأهيلية شاملة للأطفال الذين يعانون من تحديات جسدية أو عقلية.
أهمية المراكز
وتكمن أهمية هذه المراكز في تعزيز استقلالية الأطفال ومنحهم المهارات اللازمة للتفاعل مع المجتمع. وتوفير فرص تعليمية تراعي الفروق الفردية بينهم، وتحسين القدرات الحركية والذهنية من خلال الأنشطة العلاجية والتأهيلية، وتخفيف الأعباء عن الأسر عبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
وفي مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة، يمثل مركز رنكين، خطوة رائدة في هذا المجال، حيث يعدّ الأول من نوعه، ويقدّم خدمات مجانية للأطفال ذوي الهمم منذ افتتاحه عام 2019، بإشراف هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في إقليم شمال وشرق سوريا.
هذا ويستقبل مركز رنكين الأطفال من ذوي الهمم، من سن الرابعة إلى 15 عاماً، ويعمل على تطوير قدراتهم عبر عدة أقسام متخصصة.
أقسام المركز
ـ قسم التعليم الأساسي والتأهيلي: ويتم في هذا القسم تعليم الأطفال القراءة والكتابة، وفق مناهج خاصة تتناسب مع قدراتهم الذهنية، ما يمكنهم من تطوير مهارات التواصل والاستقلالية.
ـ قسم العلاج الطبيعي والدعم الحركي: وفي هذا القسم يخضع الأطفال لجلسات علاج طبيعي، تهدف إلى تحسين قدراتهم الحركية وتعزيز قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية.
ـ قسم الدعم النفسي والاجتماعي: ويعاني العديد من الأطفال ذوي الهمم من مشكلات نفسية؛ للعزلة المجتمعية أو الظروف الأسرية الصعبة، لذا يوفر المركز جلسات إرشاد نفسي ودعم اجتماعي لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
ـ قسم الأنشطة الفنية والترفيهية: وفيه يتم تنظيم أنشطة مثل الرسم، والموسيقا، والحرف اليدوية، والرياضة، بهدف تنمية المهارات الحسية والإبداعية لدى الأطفال، إلى جانب تحسين تفاعلهم الاجتماعي مع أقرانهم.
ـ إدارة مختصة ورعاية مستمرة: ويعمل المركز تحت إشراف أطباء ومعلمين مختصين، حيث يضم فريقاً من أكثر من 20 معلمة، يتابعن حالات الأطفال وفق خطط فردية، كما يضمن المركز نقل الأطفال مجاناً بالتنسيق مع لجنة النقل في المدينة، ما يسهل وصولهم دون أعباء إضافية على أسرهم.
إنجازات مركز “رنكين” وخططه المستقبلية
ومنذ افتتاحه، نجح المركز في تخريج ثلاث دفعات من الأطفال، ويتم حالياً استقبال الدفعة الرابعة. كما تعمل هيئة الشؤون الاجتماعية على توسيع نطاق الخدمات في إنشاء مركز جديد يهتم بتعليم الأطفال المهن والحرف المختلفة، لضمان استقلاليتهم المعيشية في المستقبل.
وحرص المركز على تنظيم معارض فنية دورية، حيث يتم عرض أعمال الأطفال من لوحات ورسومات، ما يمنحهم الفرصة لإظهار مواهبهم وكسب التقدير المجتمعي.
تأثير هذه المراكز على المجتمع
وتمثل مراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة مثل “رنكين” بارقة أمل للأطفال وأسرهم، حيث توفر لهم فرصة حقيقية للتطور والاندماج في المجتمع. كما تسهم في نشر ثقافة تقبل التنوع ودعم الفئات المهمشة، ما يعزز مفهوم العدالة الاجتماعية والمساواة.
يشار، أنه يعمل مركز “رنكين” يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، ليظل نموذجاً رائداً في تقديم الرعاية والتعليم لذوي الهمم، وتأمين مستقبل أكثر إشراقاً لهم.
وكالة هاوار للأنباء