أصبحت كيرستي كوفنتري من زيمبابوي، أول امرأة، وأول شخص من أفريقيا، يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لتصبح عاشر شخص يشغل المنصب. وحسمت وزيرة الرياضة في زيمبابوي، والفائزة بميداليتين ذهبيتين في منافسات السباحة بالأولمبياد، الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات، التي جرت في اليونان. وتفوقت كيرستي كوفنتري على 6 مرشحين آخرين، لخلافة توماس باخ في منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في الانتخابات التي جرت بمشاركة حوالي 100 عضو باللجنة.
وكانت انتخابات رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، الأكثر انفتاحاً وصعوبة في التكهن بنتائجها منذ عقود، حيث لم يكن هناك مرشح واضح قبل التصويت.
وتتولى كيرستي كوفنتري (41 عاماً) رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية خلفاً للألماني توماس باخ، الذي تنتهي ولايته في 23 حزيران المقبل، بعد 12 عاماً في المنصب. وأصبحت كيرستي كوفنتري، الرئيسة العاشرة في تاريخ اللجنة الأولمبية الدولية، الممتد لنحو 131 عاماً، حيث تردد أنها كانت تحظى بدعم باخ. وشغلت كيرستي كوفنتري، عضوية اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 2013.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس، عن كيرستي كوفنتري، في أول كلمة موجزة أمام الأعضاء “هي لحظة استثنائية”، وتحدثت عن “شرف كبير” مضيفةً “شكراً لكم من أعماق قلبي، والآن هناك بعض العمل علينا إنجازه”.
وأوضحت كيرستي كوفنتري في خطاب قبولها “سأجعلكم جميعًا فخورين جدًا، وآمل أن تكونوا واثقين للغاية من القرار الذي اتخذتموه”. وعند صعودها إلى منصة التتويج، هنأها خوان أنطونيو سامارانش، الذي كان من المتوقع أن يكون أقرب منافس لها في التصويت.
وشارك في السباق أيضًا، أربعة رؤساء هيئات رياضية، وهم سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ويوهان إلياش رئيس الاتحاد الدولي للتزلج، وديفيد لابارتين رئيس الاتحاد الدولي الدراجات، وموريناري واتانابي رئيس الاتحاد الدولي الجمباز، بجانب فيصل الحسين من الأردن.
وتتمثل التحديات الرئيسية التي تواجه كيرستي كوفنتري، في توجيه الحركة الأولمبية عبر القضايا السياسية والرياضية وصولًا إلى دورة الألعاب الصيفية 2028 في لوس أنجلوس. كما ستحتاج اللجنة الأولمبية الدولية في عهد كيرستي كوفنتري، لإيجاد دولة مضيفة لدورة الألعاب الصيفية 2036، والتي قد تُمنح للهند أو الشرق الأوسط.
وتمتد ولاية كيرستي كوفنتري حتى 2033 مع إمكانية ترشحها لولاية جديدة تمتد لأربعة أعوام.
وأشارت في بيانٍ للجنة الأولمبية الدولية “لم تكن الفتاة الصغيرة التي بدأت السباحة في زيمبابوي قبل سنوات، لتحلم بهذه اللحظة”.
وأضافت “أفخر بشكلٍ خاص بكوني أول رئيسة للجنة الأولمبية الدولية، وأول رئيسة من أفريقيا أيضًا، أتمنى أن يكون هذا التصويت مصدر إلهام للكثيرين، لقد تحطمت الحواجز الزجاجية اليوم، وأنا أدرك تمامًا مسئولياتي كقدوة”.
وأوضحت “للرياضة قوة لا مثيل لها في توحيد وإلهام وخلق الفرص للجميع، وأنا ملتزمة بضمان تسخير هذه القوة على أكمل وجه، مستقبل الحركة الأولمبية مشرق، ولا أطيق الانتظار للبدء”.
من جانبه، قال باخ في البيان “أرحب ترحيبًا حارًا بقرار أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وأتطلع إلى تعاون قوي، لا سيما خلال الفترة الانتقالية”.
وتابع “لا شك أن مستقبل حركتنا الأولمبية مشرق، وأن القيم التي ندافع عنها ستظل نبراسًا لنا خلال السنوات القادمة”.
وكانت المساواة بين الجنسين عنصرًا أساسيًا في عهد باخ، وشهدت أولمبياد باريس 2024، التكافؤ خلال المنافسات، ويضم المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، المؤلف من 15 عضوًا، 7 نساء، كما زاد عدد رئيسات لجان اللجنة الأولمبية الدولية وعدد الأعضاء الإناث فيها مقارنةً بالماضي.
وحطمت كيرستي كوفنتري، العديد من الحواجز، لتفرض نفسها في أعلى منصب رياضي في العالم، وتصبح بعمر 41 عاماً، أصغر رئيسة للجنة الأولمبية الدولية.
ويترك فوز بطلة السباحة السابقة والعضو في اللجنة الأولمبية الدولية منذ 2013، سؤالا مفتوحاً “هل حظيت بدعم توماس باخ؟”.
وبحسب عدة مصادر، فإن خيار باخ رجح بشكل كبير مصير كيرستي كوفنتري، أولاً بضمها إلى لجنته التنفيذية في 2018، ثم تعيينها في 2021 على رأس لجنة تقييم أولمبياد 2032 في بريزبين، قبل أن يوجه بعض النصائح حسب تقارير لنحو 100 عضو في اللجنة الدولية.
ودافعت كيرستي كوفنتري عن نفسها لصحيفة “ليكيب” في 11 آذار الجاري “ربما هذا مجرد انطباع لدى الناس”، مشددةً أن جميع المرشحين تم التعامل معهم “بالطريقة نفسها”.
واستوحت كيرستي كوفنتري، شعار حملتها “أوبونتو” من ثقافة قارتها الأفريقية، وهو مفهوم روّج له نيلسون مانديلا “هذا يعني بشكلٍ أساسي أنا موجود لأننا موجودون” للدلالة على أن القرارات يجب أن تكون مشتركة.