روناهي/ تل حميس ـ على بعد 15 كيلومتراً جنوبي غربي مدينة تل حميس، تقع قرية “الزباء”، والتي تعد ذات موقع استراتيجي هام، ولازال أهلها يتمسكون بالعادات والتقاليد الأصيلة التي ورثوها عن أجدادهم، “إكرام الضيف، ومساعدة المحتاج”.
قرية “الزباء” من القرى الريفية الجميلة الواقعة جنوب غربي ريف تل حميس، تحيطها عدة قرى مثل “الخنساء، والفرحانية، وبلقيس، والمليحية”، وتقع في منطقة تحمل عبق التاريخ وأصالة الماضي، كما إنها تعد إحدى القرى التي شهدت عبر العقود تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية والحياة الاجتماعية.
النشأة والتأسيس
“الزباء” الاسم الذي لا يعرفه إلا القليل لشهرتها باسم “أبو جرن”، ولمعرفة المزيد عن تاريخ هذه القرية قامت صحيفتنا “روناهي ” بزيارة أحد وجهاء هذه القرية “علي الأحمد” والذي حدثنا بدايةً: “أُسِّست هذه القرية عام 1954على يد خمسة أشخاص، كانوا أول من استقروا فيها: “أحمد الخليف، وإبراهيم رحيل، وإسماعيل أحمد رحيل، والحاج عبد”، وقد بنوا منازل القرية، ويؤسسوا حياة جديدة مليئة بالتحديات والطموحات”.
وتابع: “تميزت قرية الزباء “أبو جرن” بموقعها الاستراتيجي، حيث كانت مركزًا لتجمع المياه التي تأتي من جبال شنكال غربًا، ومن الشرق عبر الأنهار القادمة من تركيا، وكانت هذه المياه تشكل شريان حياة القرية والقرى المحيطة، حيث اعتمد السكان عليها في الزراعة والشرب، مما جعل المنطقة مناسبة للعيش والعمل”.
وعلى الرغم من بداياتها البسيطة، شهدت القرية تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، حيث أضاف الأحمد: “عام1980، وصلت المياه إلى القرية عن طريق محطة “بلقيس “، الأمر الذي ساعد السكان في تأمين احتياجاتهم اليومية، وفي تحسين حياتهم، كما تم وصول الكهرباء إليها بعد ثلاث سنوات، وتحديدًا عام 1983 وصلت الكهرباء إلى القرية، ما أحدثت نقلة نوعية في حياة السكان وفتح آفاقًا جديدة للتطور الاقتصادي والاجتماعي”.
ومع بناء السدود في المناطق المحيطة، تقلصت كميات المياه، التي كانت تصل القرية من منابعها السابقة، خاصةً، تلك القادمة من الشرق ومن جبال شنكال، فتحولت أراضي القرية إلى أراضٍ صالحة للعمارة والزراعة، حيث استغل السكان هذه الموارد لتطوير قريتهم، وبناء مجتمع مستقر.
النشاط الاقتصادي للقرية
ويعمل معظم سكان قرية الزباء “أبو جرن”، بالزراعة وخصوصاً القمح والشعير، بالإضافة إلى تربية المواشي “الأبقار، والأغنام، والماعز” حيث يعتمدون على منتجاتها كالأجبان، والألبان، والحليب للاكتفاء الذاتي.
ونتيجة لتضخم عدد السكان، وتغذيتهم للقرى الأخرى من المياه، فهم يحتاجون إلى حفر بئر آخر لتأمين مياه الشرب، ومركز طبي تتوفر فيه الإسعافات الأولية، لبعدهم عن مركز المدينة وخصوصاً في فصل الشتاء.
عدد سكان القرية
عن عدد سكان القرية، أوضح الأحمد، يعيش في قرية “الزباء” حالياً، أكثر من2600 شخص موزعين على أكثر من 400 منزل، حيث يعكس هذا التوسع، تطور القرية من مجتمع صغير إلى مجتمع كبير ومترابط.
فعلى الرغم من فالتغيرات التي مرت بها المنطقة، لا تزال القرية تحافظ على أصالتها وتقاليدها، التي تربط بين سكانها، كما تتميز “الزباء” بكثرة شبابها من ذوي الكفاءات العلمية، والقدرات العقلية المتميزة.