روناهي/ قامشلو ـ باركت بعض الأندية السوريّة للمرة الأولى عبر تاريخها عيد نوروز، وذلك بعد سقوط النظام البعثي البائد بتاريخ 8/12/2024، والذي كان يسيطر على إدارات الأندية وكل نشاطاتها وأعمالها.
وعلى مدارِ عقودٍ كان حزب البعث مسيطراً على كل المجالات في سوريا بما فيها المجال الرياضي، وذلك عبر تعيين إدارات الأندية وانتقاء المدربين، وحتى اللاعبين للمنتخبات الوطنية، وأغرق هذا الحزب الرياضة في البلاد بالفساد والمحسوبيات والعنصرية.
وبعد سقوط هذا الحزب العنصري، وللمرة الأولى بارك نادي الحرية الحلبي عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك عيد نوروز على الشعب الكردي، في بادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ سوريا، وكدلالة بأن هذا الحزب كان يمنع تقارب القوميات والأديان والأندية فيما بينها وكان يسعى لزرع الفتن والعنصرية مثلما عندما حاول في العام 2004، عبر مباراة بين نادي الفتوة من دير الزور ونادي الجهاد من قامشلو، ولكنه لم يُفلح بمؤامرته لا على نادي الجهاد ولا الشعب الكردي وقتها، وفشل في إشعال حرب طائفية بين العرب والكرد. كما بارك نادي الهلال الذي يقع مقره بقامشلو هو الآخر الشعوب بالمنطقة بمناسبة عيد نوروز، والنادي حقق إنجازات عديدة على صعيد الكرة الأنثوية ونال لقبين للناشئات في سوريا، ولقب للواعدات، ولقب للسيدات، بالرغم أن تاريخ نشأته وممارسته النشاط الرسمي ليس بطويل فقد ترخص بالعام 2022 من الاتحاد الرياضي العام السوري.
وكان حزب البعث يراقب حتى منشورات الأندية ويتدخّل بكلِّ صغيرة وكبيرة لعمل النوادي بشكلٍ عام، وعمد على توجيه الأندية على تمجيد حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار الأسد الرئيس الفار، بالإضافة لتمجيد كل من كان يصبح رئيساً للاتحاد الرياضي العام في سوريا، وكل رئيس لاتحاد كرة القدم، وهذه الأساليب كانت تسيطر على المجال الرياضي بشكلٍ عام، وحتى في باقي المجالات كانت سلطات البعث تتدخّل فيها، مما جعل سوريا أسيرة لسياسة الحزب الواحد طوال عقود من الزمن.
إن نوروز هذا العام كان مختلفاً على الأصعدة كافة، وخاصةً هو يقام للمرة الأولى بعد سقوط حزب البعث. لذلك؛ يُتطلب أن تبقى الأندية السوريّة هكذا يد واحدة ومتكاتفة وتنبذ الطائفية والعنصرية حتى نشهد رياضة تليق بسوريا الجديدة، سوريا التي يُتطلب أن تكون الرياضة فيها خالية من الفساد والمحسوبيات، وكل الأندية الرياضية فيها سواسية، وأن لا تكون هناك أندية مدعومة وأندية غير مدعومة مثلما كان يحصل أثناء حكم البعث البائد.