روناهي/ تل حميس – يعد المركز الثقافي في مدينة تل حميس منارة حضارية تهدف إلى الحفاظ على التراث العربي الأصيل وإحيائه، وذلك من خلال تدريب الأطفال والكبار على الفولكلور الشعبي بمختلف أشكاله، يقود هذه المبادرة الثقافية المميزة منى الخليوي، ومجدل الجمعة، الرئيسان المشتركان للمركز، حيث يبذلان جهودًا حثيثة لتعزيز الانتماء الثقافي وربط الأجيال بتراثها الغني.
ففي ظل التحديات الثقافية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات العربية يسعى المركز إلى غرس القيم التراثية، في نفوس الأطفال منذ الصغر.
في هذا الخصوص تقوم “فاطمة الحمدوش” وهي عضوة في حركة “الهلال الذهبي”، بتقديم تدريبات مميزة للأطفال تركز على الفولكلور الشعبي، في الموسيقا والغناء مثل الربابة والدحّة، وذلك لتوريث الفنون التقليدية والحفاظ عليها من الاندثار.
تأسيس المركز والأعمال التي قدمها
ولمعرفة المزيد عن عمل المركز الثقافي وفرقه الغنائية زارت صحيفتنا “روناهي” المركز الثقافي في مدينة تل حميس والتقت الرئيس المشترك “مجدل الجمعة” الذي تحدث بإيجاز عن تأسيس المركز وبدء نشاطاته: “تم تأسيس المركز عام2015 حيث يحتوي على مسرح خشبي كبير للتدريب وتقديم العروض الثقافية؛ بهدف ترسيخ الهوية الثقافية للأطفال، مع الحرص على تقديم الأنشطة بأسلوب مبسط وممتع يجذب اهتمامهم ويشجعهم على المشاركة الفعالة. كما يعرّفهم على الفنون الشعبية التي تُمثل المكون العربي ويعيد إليهم ذكريات الزمن الجميل، الذي كان مليئًا بالبساطة والعفوية والتواصل الاجتماعي”.
دور المركز في إحياء التراث الشعبي
وحول دور المركز في الحفاظ على الموروث الشعبي وإحيائه أضاف الجمعة: “لا يقتصر دور المركز على تدريب الأطفال فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل تدريب الكبار على الفولكلور الشعبي أيضًا. حيث يتم تنظيم جلسات تدريبية تُركّز على الدبكات العربية الشهيرة التي تعبّر عن الفرح الجماعي والتكاتف الاجتماعي، بالإضافة إلى تعليم فن العزف على الربابة والغناء التراثي، ما يعزز شعور الانتماء إلى الهوية الثقافية العربية”.
وتابع الجمعة: “إن الهدف من هذه التدريبات ليس فقط إحياء التراث، بل أيضًا بناء جسر تواصل بين الأجيال، حيث يتشارك الكبار والصغار في تعلم الفنون الشعبية ذات الطابع الأصيل. ومن خلال هذه الأنشطة، يسعى المركز إلى تعزيز الوحدة الثقافية بين أفراد المجتمع وتشجيعهم على الانخراط في الأنشطة التراثية”.
المشاركة في عيد النوروز
ومن بين المشاريع الرائدة التي يعمل عليها المركز حاليًا هو تجهيز فرقة “الأصالة العربية ” وهي فرقة تراثية تضم مجموعة من المواهب الشابة التي تم تدريبها على أداء الدبكات والغناء الشعبي والعزف على الربابة. حيث يتم تقديم العرض في تربه سبيه ويهدف المركز من خلال هذه الفرقة إلى تمثيل الفولكلور العربي في عيد النوروز كهدية محملة بالحب لأخوتنا الكرد بمناسبة عيد النوروز، حيث سيتم تقديم عروض مبهرة تعبّر عن عمق التراث العربي وأصالته.
وأشار الجمعة: “أن هذه المشاركة تأتي في إطار تعزيز حضور الثقافة العربية في المحافل والمناسبات المحلية، مما يسهم في الحفاظ على الهوية التراثية ونقلها إلى الأجيال القادمة”.
كما أكد أهمية دعم هذه المبادرات الثقافية من المجتمع المحلي لتظل مدينة تل حميس منارة تضيء طريق الحفاظ على التراث والفن العربي.
ويُعدّ المركز الثقافي في تل حميس مثالًا حيًّا على دور المجتمعات المحلية في إحياء التراث الشعبي وصونه من الاندثار. كما إن الجهود التي يبذلها القائمون على المركز تعبّر عن رغبة حقيقية في العودة إلى الجذور لتنهل من الماضي العريق الذي كان رمزًا للأصالة والفخر.
وفي ظل التغيرات الثقافية العالمية، تبقى مثل هذه المراكز مصدر إشعاع حضاري تُغني الهوية العربية وتمنحها أبعادًا جديدة تتماشى مع الواقع المعاصر دون أن تفقد جوهرها الأصيل.