حوار/ رفيق إبراهيم
أكد نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، حسن كوجر، أن النداء التاريخي للقائد عبد الله أوجلان، ستكون له نتائج إيجابية وكبيرة على شمال وشرق سوريا، والمنطقة، والشرق الأوسط، والعالم، وأشار، إلى أن نجاح عملية السلام يحتاج لتوفير الظروف القانونية والسياسية، وأن الدولة التركية دائماً تحاول تقديم الحلول العسكرية على الحلول السلمية، بهدف إبادة الشعب الكردي ومحو ثقافته.
في السابع والعشرين من شهر شباط المنصرم، أرسل القائد عبد الله أوجلان، نداءً، للخوض في عملية السلام وإنهاء الصراع والحرب بين الكرد والأتراك في باكور كردستان وتركيا، وأكد من خلاله على تحويل الصراع إلى سلام ووئام بين الشعبين الكردي والتركي، وحض على تحقيق الديمقراطية والحلول السلمية للقضية الكردية، ووجوب حلها.
وتلقفت الشعوب والحكومات والدول، هذا النداء برحابة صدر ووصفته “بالتاريخي”، لإنهاء الحروب في تركيا، والمنطقة بشكل عام، وعلى تركيا اليوم الرد بشكل إيجابي وتحمل مسؤولياتها أمام الشعب التركي، والكردي، في التوصل لحلول للقضايا العالقة، وذلك في التقرب من نداء القائد عبد الله أوجلان، بشكل جاد وإيجابي، والسعي لحل القضية الكردية سلمياً.
في السياق، أجرت صحيفتنا، حواراً مع نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، حسن كوجر، ونص الحوار كالتالي:
ـ دعا القائد عبد الله أوجلان إلى السلام والديمقراطية، لبدء عملية السلام بين الكرد والأتراك، ما تأثير ذلك على شمال وشرق سوريا خاصةً، وسوريا بشكل عام؟
نداء السلام والديمقراطية الذي وجهه قائد الأمة الديمقراطية، عبد الله أوجلان، في الآونة الأخيرة، ليس النداء الأول للخوض في عملية السلام، وكانت هناك مبادرات سابقة، وفي أوقات مختلفة، لكن الدولة التركية، وبعض الدول الإقليمية والعالمية، حالت دون تحقيق السلام في تلك المراحل، وأيضا هناك تيار داخل الدولة التركية لا يحبذ انطلاق عملية السلام وإنهاء حالة الحرب، ولهذا الدولة التركية حاولت دائماً تقديم الحلول العسكرية على الحلول السياسية، لإبادة الشعب الكردي ومحو ثقافتهم، ووقفت دائماً في وجه نداءات السلام السابقة.
لكن، التغيرات، التي حدثت في المنطقة والشرق الأوسط، أثارت مخاوف الدولة التركية، ولعبت دوراً كبيراً في تغير بعض السياسيات، التي تتبعها، حيث باتت ذهنية الدولة القومية والدينية لم تعد مقبولة، الحكومة التركية لم تعد قادرة على قيادة المرحلة بالذهنية الإقصائية، والتي وضعت الشعب التركي في وضع لا يحسد عليه. لذا، الحكومة التركية تتابع الأحداث الجارية عن كثب، وأيضا القائد عبد الله أوجلان، وفي التغيرات، التي حدثت وضع الأساس للإعلان عن ندائه التاريخي، ليتم الإعلان عنه في السابع والعشرين من شباط المنصرم.
بالطبع، النداء لن يكون له تأثير على باكور كردستان فقط، بل سيشمل الأجزاء الكردستانية الأخرى، وعلى روج آفا بشكل خاص، لأن الهجمات التركية تتواصل على شعوبها، وتوصل الكرد والأتراك إلى توافق وحلول، سيؤدي إلى توقف تلك الهجمات، وهذا يعني أن نداء السلام سيؤثر بشكل إيجابي على روج آفا، وسوريا أيضاً، وسيكون الأساس لحل القضايا العالقة في الشرق الأوسط.
نداء القائد عبد الله أوجلان، سيكون له تأثير على السياسة العالمية، لأن حل القضايا في الشرق الأوسط، سيوقف نزيف الدم والحروب والصراعات، التي حدثت، وبالتالي سيقطع الطريق أمام الحلول العسكرية، لأن الحل العسكري غير مجدٍّ في إنهاء الحروب والصراعات في المنطقة. لذا، فإن النداء، سيكون خارطة الطريق، لحل قضايا الشرق الأوسط، وخاصة إيجاد الحل للقضية الكردية، وكل الأمور المتعلقة بها، وعند التوصل للحلول سيكون مبدأ الأمة الديمقراطية قابلا للتطبيق في أجزاء كردستان الأخرى.
ـ بحجة الحفاظ على أمن حدودها ووجود حزب العمال الكردستاني، دولة الاحتلال التركي، هاجمت شمال وشرق سوريا، وبالرغم من نداء القائد عبد الله أوجلان، ووقف إطلاق النار، تستمر بهجماتها، هل من تعليق على ذلك؟
على الدولة التركية أن تتقرب من نداء القائد عبد الله أوجلان، بجدية وإن لم تفعل ذلك ستنهار، وستعترضها الكثير من المشاكل، وخاصة في المجال الاقتصادي والمجتمعي، لأن الأوضاع الداخلية لا تتحمل المزيد من التحديات، لذا، على الدولة التركية الرد على النداء، وحزب العمال الكردستاني، كان رده على الرسالة واضحاً، حيت تم الإعلان عن وقف إطلاق النار استجابةً للنداء.
كما يجب أن تتوفر الظروف السياسية والقانونية، للسير في عملية السلام، وإن لم تتوفر فالمشاكل العالقة لن تحل، والكلام يجب أن يتبعه العمل على أرض الواقع، وحتى الآن تركيا لم تتخلَّ عن الذهنية العسكرية، وهجماتها المستمرة تؤكد ذلك، وعليها اليوم أن ترد على نداء السلام والديمقراطية، وإن لم ترد لن تجد الحلول لمشاكلها الداخلية والخارجية.
هجمات الدولة التركية على شمال وشرق سوريا، ليس لها أي معنى، والحجج التي تتبجح بها بوجود حزب العمال الكردستاني، في شمال وشرق سوريا، ليس لها أساس من الصحة، وعليها أن تحترم حرمة الأراضي السورية وسيادتها، وخاصة أن أسباب الهجمات انتفت بعد نداء القائد عبد الله أوجلان، وإعلان حزب العمال وقف العمليات القتالية، وإن استمرت بسياساتها العدائية والحلول العسكرية، فالعواقب ستكون وخيمة، والأوضاع ستتعقد، وبالتالي ستؤدي لنتائج كارثية على تركيا.
على الحكومة التركية الرد على النداء، في أسرع وقت ممكن، لأن هناك العديد من الجهات تحاول وضع العصي في العجلات، في الداخل والخارج، وإفشال السير في عملية السلام، لأن العملية إن نجحت ستضر مصالحها، وكبوادر لحسن النوايا على تركيا إيقاف الهجمات، والتقرب من النداء بمسؤولية، من أجل خوض عملية السلام الحقيقية.
ـ هل سيكون لنداء القائد عبد الله أوجلان، تأثير على القضية الكردية خاصةً وقضايا الشرق الأوسط العالقة بشكل عام؟
بكل تأكيد، سيكون لنداء القائد عبد الله أوجلان، تأثير كبير على أجزاء كردستان الأربعة، والكرد في كل مكان، لأنه وضع خارطة الطريق لحل القضية الكردية، ومن يحاول إفراغ النداء من محتواه، لا يريد حل القضية الكردية حتماً، وكانت الردود من الدول إيجابية حيال النداء، والكل أجمع على أن إنهاء الصراع والتوجه للحلول الديمقراطية والسلمية، لأنه الحل الأمثل والمناسب لتحقيق السلام الدائم بين الكرد والأتراك.
اليوم يتطلب من الشعب الكردي، والأحزاب والقوى السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني، والمرأة والشباب، في أجزاء كردستان، والخارج، أن يلعبوا دوراً كبيراً من أجل الرد على نداء قائد الأمة الديمقراطية، القائد عبد الله أوجلان، والسعي بالسبل المتاحة لإنجاحه، للوقوف في وجه الحرب الخاصة التي تستهدف إجهاض عملية السلام، وستكون هناك محاولات جادة لإفشال محتوى الرسالة التاريخية، ومن هنا يجب أن يكون موقفنا موحداً وقوياً للوقوف في وجه كل من يحاول التقليل من أهمية النداء، ونحن مقتنعون بأن الحلول السلمية هي الأساس لحل قضية الشعب الكردي، في تركيا والمنطقة.
القائد عبد الله أوجلان، وبندائه وضع النقاط على الحروف، وأعلن أن الحل السلمي والديمقراطي، الطريق الأسلم للوصول للسلام وحل القضية الكردية، وعلينا أن نعلم جميعاً بأنه لولا الإرادة الصلبة والمقاومة للقائد عبد الله أوجلان، لما تحققت المكاسب الكثيرة للكرد اليوم، فهي نتاج فكره وفلسفته، وتضحيات آلاف الشهداء الذين ضحوا بدمائهم في سبيل شعبهم، لذلك، علينا جميعاً التقرب من النداء بمسؤولية، للوقوف في وجه الحرب الخاصة التي يحاول البعض اللعب على وترها، لإفشال عملية السلام ونداء القائد عبد الله أوجلان.
ـ نداء القائد عبد الله أوجلان يتطلب الدعم من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان المعنية، ما أشكال الدعم التي يمكن تقديمها في هذا الجانب؟
على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية، أن تقوم بواجبها حيال النداء التاريخي للقائد عبد الله أوجلان، وخاصةً أنها تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وعليها الوقوف أمام كل من يحاول إفشال نداء السلام، وأيضاً من واجب القوى الديمقراطية في الداخل التركي، وخارجه، لعب دور كبير في نجاح عملية السلام، وتطبيق بنود الرسالة عملياً على أرض الواقع، كما أنه على الجميع اتخاذ الخطوات اللازمة للوصول إلى الحلول السلمية والديمقراطية.
وإن لم تنجح عملية السلام فسيكون هناك حرب، وليست هناك خيارات أخرى، إما السلام وإما الحرب، وتعقيد المشهد بشكل أكبر مما كان عليه سابقاً، ما سيؤثر على المنطقة والشرق الأوسط، والعالم أيضاً، ولهذا على القوى الدولية العمل بشكل جاد لنجاح بنود رسالة القائد عبد الله أوجلان، لأن العملية بحاجة لدعم من المجتمع الدولي، وهو قادر على لعب دور بارز في التوصل للحلول.