الطبقة/ عبد المجيد بدر – أكد سياسيون ومثقفون، بارزون من السويداء، رفضهم لمشاريع التقسيم والإقصاء، مشيرين، إلى أن أهالي السويداء يرفضون أية محاولات لتشويه موقفها على أنها تسعى للانفصال، وأكدوا، أن السويداء تمثل نموذجًا للوحدة الوطنية، داعين إلى الشراكة الحقيقية في بناء سوريا الحديثة.
تعد السويداء عاملاً محوريًا في المعادلة السياسية السورية، حيث بإمكانها لعب دور حاسم في مستقبل البلاد، وعلى الرغم من محاولات التهميش والإقصاء التي تعرضت لها لعقود من الزمن، تواصل السويداء تأكيد أهمية مشاركتها في بناء سوريا ديمقراطية، لا مركزية، تعتمد على مبادئ العدالة والمساواة.
مطالب أهل السويداء، ليست مقتصرة على حقوقهم فقط، بل تشمل حقوق السوريين، الذين يسعون لبناء دولة تُحترم فيها حقوق الجميع، وتُضمن فيها الشراكة الحقيقية في صنع القرار بعيدًا عن التفرد أو الإقصاء.
السويداء بيضة القبان
في السياق، تحدث لصحيفتنا، أمين سر حزب الانتماء السوري الديمقراطي، علي نيوف: “تُعدُّ السويداء عاملاً أساسيًا في المعادلة السورية، حيث تلعب دور “بيضة القبان” في صياغة مستقبل سياسي ديمقراطي وعادل، لسوريا المستقبل، وتبرز كنموذج، لمجتمع متنوع وقادر على دعم التحول نحو دولة مدنية، قائمة على مبادئ التعددية والشراكة الوطنية الحقيقية”.
وأضاف: “المشهد السوري الحالي، يشهد تصاعدًا في الفكر الإقصائي، الذي يسعى إلى إعادة تشكيل الهوية الوطنية وفق معايير تخدم مصالح ضيقة، بعيدًا عن مبادئ الديمقراطية والعدالة، وتهدف هذه السياسات لإضعاف الأصوات المستقلة التي تدعو لسوريا ديمقراطية، لا مركزية، والمناطق التي تحتفظ برؤية وطنية جامعة، وفي مقدمتها السويداء”.
واختتم علي نيوف: “استجابةً للأوضاع الراهنة والحساسة، جاء تشكيل المجلس العسكري في السويداء، خطوة عملية لملء الفراغ السياسي والعسكري في المحافظة، ويُظهر المجلس تمسك السويداء بوحدتها الوطنية، ورفضها المشاريع التقسيمية أو الإقصائية، كما يعكس المجلس تطلعات أبنائها لبناء دولة ديمقراطية مدنية تقوم على اللامركزية، والشراكة الحقيقية في السلطة”.
رفض مشاريع التقسيم
ومن جانبه، تحدث أمين عام حزب الانتماء السوري الديمقراطي، رجا الدمقسي، عن الأوضاع الداخلية في السويداء وقال: “يشهد الوضع الداخلي في السويداء، تباينًا طبيعيًا في الآراء والمواقف السياسية، وهو أمر صحي وطبيعي في المجتمعات التي تسعى إلى بناء مستقبل ديمقراطي قائم على التعددية والحوار”.
وأوضح: “يبقى موقف السويداء ثابتًا، وهو أن المشاركة في بناء سوريا الحديثة لا تكون إلا من خلال الشراكة الوطنية الحقيقية، والالتزام بمبادئ الديمقراطية والعدالة، بعيدًا عن نهج الإقصاء والاستئثار بالسلطة”.
وأردف: “ويظهر ذلك بوضوح من خلال الحراك الشعبي في ساحة الكرامة، حيث خرج أهالي السويداء، ليؤكدوا تمسكهم بالهوية الوطنية السورية، ورفضهم محاولات تشويه موقفهم أو تصويرها على أنهم يسعون للانفصال عن سوريا، أو أن السويداء تعمل وفق أجندات خارجية”.
وأنهى، رجا الدمقسي: “يبقى القاسم المشترك بين الآراء والمواقف، هو التمسك بالخارطة الوطنية السورية ووحدة البلاد، فلا وجود لمفاهيم انقسامية داخل السويداء، بل إن الجميع متفقون بضرورة الحفاظ على وحدة سوريا، ورفض أي مشاريع تهدف إلى تقسيمها أو إقصاء جزء من أبنائها”.
دستور يضمن العدالة
فيما أكد عضو الفريق الثقافي السوري، عباس شلش: “إن تجاهل أو إقصاء أي من مكونات المجتمع السوري، في هذه المرحلة، ستؤدي لتعزيز التكاتف والتعاضد، وتزيد من تماسكها”.
وأضاف: “السياسات الاقصائية، قد تساهم في توسيع الفجوة بين السلطة والشعب؛ ما يعزز موقف المعارضة، وهي ستضعف من قدرة السلطات في دمشق، على تنفيذ قراراتها، وأي محاولة للاستئثار بالسلطة وكرسي الحكم، قد تواجه بمقاومة قوية من مختلف الأطياف السورية”.
وفيما يتعلق بمطالب أهالي السويداء، قال شلش: “مطالبنا في السويداء، لا تختلف عن مطالب السوريين، الذين يسعون إلى بناء دولة قائمة على العدالة والمساواة”.