قامشلو/ علي خضير – أكَّد رئيس الوفد البريطاني الذي زار قامشلو الأربعاء الماضي 26 شباط المنصرم “روجر لايونز”، أنَّ “إقليم شمال وشرق سوريا، وشعبه، نعدُّهم أصدقاء لبريطانيا”، وأشار، إلى أنهم جاؤوا للمنطقة بتكليف من الحكومة البريطانية لنقل واقع الإقليم، والتركيز على مساندة شعبه، مشدداً، على أنَّ بريطانيا ستحفّز الحكومات والدول، للعمل ودعم بناء نظام ديمقراطي، ويضمن حقوق الثقافات والطوائف المتواجدة في هذه الجغرافيا، بما فيه دور المرأة.
في الأيام القليلة الماضية، زار وفد بريطاني، مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، برئاسة “روجر لايونز”، وضم “كارين كونستانتين” نائبة زعيم المجموعة العمالية في مجلس مقاطعة كينت، و”جاسيين كابلن” مدير الطيران في ميد كينت، و”مارتن راوند” عضو مجلس وعمدة بلدية ميدستون.
تكليف حكومي لرصد واقع المنطقة
حول الموضوع، تحدث لصحيفتنا، رئيس الوفد “روجر لايونز” معرفاً عن نفسه بأنه كان رئيسًا لمؤتمر النقابات البريطانية المؤلفة من ستة ملايين عضو، ومن ثم أمينًا عامًا للنقابة، وتابع: “زيارتنا امتدت خمسة أيام في قامشلو، زرنا خلالها مؤسسات الإدارة الذاتية والأحزاب السياسية”.
وأشار: على صداقتهم القوية مع شعوب المنطقة، وأنهم جاؤوا بتكليف من الحكومة البريطانية، “ونحن هنا لمعرفة ما يحدث في سوريا، وما يتوجب علينا القيام به فيما يخص الأوضاع الراهنة”، وبأنهم سيعملون معاً لإيصال صوت شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، للشعب البريطاني، والعالم، “وسنحض الحكومات والدول، بدعم بناء نظام ديمقراطي، يضمن حقوق الثقافات والطوائف المتواجدة في هذه الجغرافيا، وسنقوم في نقل صورة ما شاهدناه على أرض الواقع في شمال وشرق سوريا”.
ونوّه: “سيكون من الجيد إنشاء قنوات تواصل، من أجل تعزيز التعاون المشترك بين الشعب البريطاني، وشعب إقليم شمال وشرق سوريا، وذلك بهدف معرفة التفاصيل بشكل أكبر في المنطقة، الشعب البريطاني يعلم الكثير عن روج آفا وشعبها، لذلك سنجري اتصالاتنا مع فرنسا، والعديد من الدول للمساعدة في تشكيل سوريا جديدة، تمثل الشعوب والمكونات وتحميها”.
وعن الأماكن التي تمت زيارتها: “زرنا الشخصيات الاجتماعية، والأحزاب السياسية، ومؤسسات الحكومية في الإدارة الذاتية، وكنا قبل ذلك في زيارة لباشور كردستان، والتقينا مع الحكومة هناك، والمجموعات الاجتماعية المختلفة أيضًا”.
وحول تجربة إشراك النساء في إدارة مؤسسات الإدارة الذاتية: “كنت قد زرت باشور كردستان، أثناء عملية الاستفتاء، ولم يتسنَّ لي معرفة المنطقة جيداً، ولكنني تمكنت حينها من تقصي بعض الأخبار حول دور النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، واليوم وبعد الزيارة ورؤية واقع النساء في مناطق الإدارة الذاتية، أقول، بأنَّ المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، حققت إنجازات عظيمة، وأدارت شؤون المنطقة بمسؤولية تامة، وكانت قيادية في مجالات كثيرة”.
وأردف: “لقد أخبرنا الحكومة البريطانية، أن هذه المنطقة بعد سقوط الأسد أصبحت أكثر أمنناً واستقراراً، وللجميع الحق في ممارسة حياته الطبيعية، وما كنا نسمعه من مغالطات عن أنَّ ثورة الشعوب في شمال وشرق سوريا، وجدناها على الواقع بأن المعلومات التي وصلتنا كانت خاطئة ولا صحة لها، ومن واجبنا نقل الأحداث الحقيقية عن المنطقة لحكومتنا، وجميع حكومات العالم”.
سلطات دمشق تقول ولا تفعل
وفيما يخص إقامة حكم ديمقراطي في سوريا، قال لايونز: “عندما سقط النظام السوري، قال الذين استلموا السلطة أنهم سيبنون نظاماً ديمقراطياً، يضمن حقوق السوريين، ولكن لم نلاحظ التغيير الكبير في سوريا، لذلك علينا أن ننفذ حقوق الإنسان الأساسية في سوريا”.
واستطرد: “لصيانة حقوق الشعوب والمكونات والطوائف في سوريا، يجب تمديد العقوبات على السلطة الجديدة في دمشق، من أجل تقديم الحماية للسوريين، كما يجب إخراج الأجانب من الجنسيات الأخرى من سوريا، وسلطات دمشق الجديدة، الحكومة الجديدة، تقول ولكن لا تطبق القول على الواقع، وهذا ما يخلق لدينا الشكوك الكثيرة حولها”.
وعمّا يخطط له الوفد في الفترة المقبلة تحدث لايونز: “بعد زيارتنا للمنطقة، وروج آفا بشكل خاص، وذهابنا إلى المملكة المتحدة، سنلتقي بوزارة الخارجية، ونبلغهم بما رأيناه، والمخاوف التي تم نقاشها مع المسؤولين في الإدارة الذاتية، ونحن لدينا الكثير من المخاوف حول مسألة الديمقراطية والحرية في سوريا، لقد حصلنا على الكثير من المعلومات في زيارتنا، وسنستمر في التواصل مع الإدارة الذاتية والكثير من السوريين أيضاً”.
في الختام أكَّد رئيس الوفد البريطاني “روجر لايونز”: “بكل تأكيد سيكون هناك تواصل من المسؤولين في مناطق شمال وشرق سوريا، مع المسؤولين في بريطانيا، كرئاسة الوزراء ووزارة الخارجية، ونحن من جهتنا سننقل الرسائل التي استخلصناها، للمسؤولين في بريطانيا، بشأن ما يخص روج آفا”.