الدرباسية / نيرودا كرد ـ رأى عضو منسقية مبادرة المحامين السوريين للدفاع عن القائد عبد الله أوجلان، جبرائيل مصطفى، إن النداء الذي وجهه القائد عبد الله أوجلان، نداء تاريخي، وضع النقاط على الحروف، وأشار إلى أن رسائل السلام ستغير مجرى مائة عام من سياسات الإنكار والتهميش بحق الكرد، وشعوب الشرق الأوسط.
وكان القائد عبد الله أوجلان، قد وجه نداء تاريخيا في السابع والعشرين من شهر شباط المنصرم، إلى الشعبين الكردي والتركي في باكور كردستان وتركيا، حيث كشف القائد في رسالته خارطة طريق جديدة تتعلق بحل القضية الكردية، حلا سلميا عادلا في باكور كردستان وتركيا، وأشار إلى أن بقاء الدولة التركية مرهون بتعزيز الأخوة بين شعوبها، بعيدا عن سياسات الإنكار المتبعة منذ قرن.
وربط القائد عبد الله أوجلان، نجاح هذه المبادرة بضرورة التزام الأطراف كافة بوقف إطلاق النار، والجلوس إلى طاولة حوارية سياسية للتفاوض حول كيفية حل القضية الكردية في باكور كردستان، وفي هذا الإطار، دعا لعقد مؤتمر عام لحزب العمال الكردستاني، للسير في عملية السلام التي أعلنها، ليضع القائد بهذا النداء الكرة في ملعب دولة الاحتلال التركي بالون اختبار حول جدية نواياها في التعامل مع مرحلة السلام هذه.
واستجابة لنداء القائد عبد الله أوجلان، أعلن حزب العمال الكردستاني، وقف إطلاق النار، من أجل المضي قدماً في تحقيق أهداف رسائله المرسلة إليهم، المتمثلة في السلام والمجتمع الديمقراطي، وقال حزب العمال الكردستاني: إننا “نعلن وقف إطلاق النار اعتباراً من الأول من آذار 2025، ولتنفيذ ومناقشة القضايا الأخرى، كمسألة التخلي عن السلاح، لا يمكن أن تتم إلا بوجود القائد عبد الله أوجلان لقيادتها”.
قيام حزب العمال نتيجة الإنكار والإبادة
وحول أهمية هذا النداء التاريخي، التقت صحيفتنا عضو منسقية المحامين السوريين لحرية القائد عبد الله أوجلان، جبرائيل مصطفى: إن “رسالة القائد عبد الله أوجلان، نعتبرها تاريخية للمنطقة، وللشرق الأوسط، والعالم، حيث إن هذه الرسالة ستغير مجرى مائة عام من سياسات الإنكار والإبادة والحروب في تاريخ الشرق الأوسط، كما إنها تحمل في طياتها مشروعاً ديمقراطياً لسلام حقيقي قائم على التعايش المشترك، وأخوة الشعوب، وخاصة بين الشعبين الكردي والتركي بالإضافة إلى باقي الشعوب”.
وأضاف: “هذه الرسالة تتطرق إلى الأسباب والدوافع والظروف والعوامل والسياسات الخاطئة، التي أوصلت العلاقة بين الشعبين الكردي والتركي، إلى ما نعيشه اليوم، الظروف والأسباب التي أدت إلى نشأة حزب العمال الكردستاني، وكذلك أسباب الإعلان عن الكفاح المسلح عام1984، جاءت نتيجة سياسات الإنكار والإبادة، التي كانت تتبعها الأنظمة المتعاقبة على السلطة في تركيا، منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية إلى هذه اللحظة، والتي أدت إلى زعزعة العلاقة التاريخية بين الشعبين الكردي والتركي، وعلى هذا الأساس، أشار القائد عبد الله أوجلان، إلى الخطوات التي يتعين على الدولة التركية القيام بها لإنجاح عملية السلام، ومن أهمها تغيير السياسات والدستور التركيين، للوصول إلى مجتمع أخلاقي ديمقراطي سياسي”.
وأشار: “بعض الجهات المعادية لعملية السلام داخل الدولة التركية، بالإضافة إلى بعض الجهات الإقليمية، قاموا بتشويه متعمد لفحوى رسالة القائد عبد الله أوجلان، وخاصة فيما يتعلق بدعوته إلقاء السلاح وحل الحزب، حيث روجوا إلى أن إلقاء السلاح، وحل الحزب يجب أن يتما دون قيد أو شرط، وهذا ما يتعارض مع حقيقة الدعوة، حيث أنه، أكد على ضرورة قيام الدولة التركية، بخطوات جادة تجاه السلام، للوصول إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، وهذه الخطوات تتمثل في إنهاء الأسباب، التي ذكرناها آنفا، والتي أدت إلى تأسيس حزب العمال الكردستاني، والانتقال إلى الكفاح المسلح، وهذا التغيير المطلوب للدولة التركية، يجب أن يعتمد على أسس قانونية وسياسية، ومن ضمنها تعديل الدستور التركي، والتأكيد على الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الكردي”.
وأوضح: “إلى جانب ذلك، يتعين على الدولة التركية، إنهاء نظام التعذيب والإبادة الممارس بحق القائد عبد الله أوجلان، وذلك بادرة حسن نية من الدولة التركية تجاه عملية السلام، لأنه يجب أن يكون القائد عبد الله أوجلان حراً، لكي يقود المبادرة كمحاور مباشر مع الجهات الدولية، والأحزاب المعارضة في تركيا، وكذلك مع منظمات المجتمع المدني الموجودة في تركيا، وكذلك على تركيا إيقاف هجماتها على جبال كردستان، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، إضافة إلى إعادة رؤساء البلديات المنتخبين من الشعب، والذين قامت الدولة التركية بعزلهم من مناصبهم في خطوة غير قانونية، وهي تعلم بأن القيام بهذه الخطوات يؤدي بالضرورة إلى إنهاء الكفاح المسلح”.
الكرة في ملعب الساسة الأتراك
وأردف: إن “عملية السلام هذه المرة تختلف عن مبادرات السلام السابقة، ففي السابق كانت هنالك مبادرات سلام عديدة أطلقها القائد عبد الله أوجلان، حتى قبل أن يتم اختطافه، ولكن ما يميز هذه المبادرة عن سابقاتها، هو أن هذه المبادرة تلقفها رئيس الحركة القومية التركية، دولت بهجلي، وهو أول من تحدث عنها، هذه الحركة التي تقوم على عدم الاعتراف بأي حق من حقوق الشعب الكردي، وهذا يدل على أن القائد عبد الله أوجلان، قد حول القضية الكردية إلى قضية دولية، رغم ممارسة نظام الإبادة والتعذيب عليه في إمرالي، حيث أصبحت على طاولة المجتمع الدولي للنقاش حولها، حيث كانت قضية الشعب الكردي محصورة بين الأنظمة الاستبدادية المحتلة لكردستان”.
ولفت: “اليوم هناك ضغط دولي على الدولة التركية، لإنجاح عملية السلام هذه، وهذا ما يفسر الردود الإيجابية التي صدرت عن العديد من الجهات الإقليمية والدولية، ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والصين، أي إن الكرة اليوم باتت في ملعب الدولة التركية، وعليها أن تثبت لهذه الجهات الدولية حقيقة رغبتها في إحلال السلام من عدمه”.