نوري سعيد
تسعى دولة الاحتلال التركي بكل ما أمكن اضرب منجزات ثورة التاسع عشر من تموز في شمال وشرق سوريا من خلال دعم المجموعات المرتزقة وشن الهجمات المكثفة على الإقليم وآخرها على سد تشرين وجسر قره قوزاق، ولا يحق لأردوغان بأن يجعل من نفسه وصيّاً على سوريا، كما لا يعطي الحق لسلطات دمشق المؤقتة السكوت عن الانتهاكات التركيّة في سوريا، وما يقع على عاتقها فك ارتباطها بتركيا لأن مشروع تركيا في سوريا احتلالي توسعي، ولا يصب في مصلحة الشعب السوري، بمعنى لتركيا أطماع في سوريا بدليل إنها تحتل مناطق عديدة من الأرض السوريّة، وإذا كانت تركيا تدّعي إنها قامت بذلك كون الإدارة الذاتية تُشكّل خطراً على الأمن القومي التركي، فإن البعض من تلك المناطق غير خاضِعة للإدارة الذاتية (الباب – جرابلس – مارع – إعزاز وإدلب ) وما يحصل الآن في محيط سد تشرين وجسر قره قوزاق وعين عيسى، وضرب حشود المدنيين على السد بالمُسيّرات والمدافع، حيث تُخلِّف العديد من الشهداء والجرحى يومياً فقط لأنهم يُريدون من تركيا وقف هجومها على المنطقة، كل ذلك خير دليل على زيف ادعاءات تركيا والبلاء الذي أصابنا ولا يزال، جراء أطماعها التوسعية، فهي تريد احتلال كوباني وشرقي الفرات لفرض شروطها على الإدارة الذاتية ونزع سلاح (قسد) وكأن (قسد) تملك طائرات وصواريخ عابِرة للقارات، ولكن مثل هكذا خلافات ونزاعات تتم عبر الحوار وليس فرض الاستسلام، وإدارة هيئة تحرير الشام مطالبة بوضعِ حدٍّ للعنجهية التركيّة والتقرّب والتنسيق مع الدول العربية، وحتى تكف تركيا هجومها غير المبرر على الإدارة الذاتية أعلنت الإدارة قبولها إقامة منطقة عازلة على طول الحدود الجنوبية التركيّة مع شمال وشرق سوريا بعمق ٢٠ كم بحماية فرنسية وأمريكية، كما إنها أعلنت بأنها مع سوريا لا مركزية تعددية، ومستعدةً أن تكون عوناً للمرحلة الانتقالية وبيضة قبان سوريا، والتآخي والعيش المشترك دائماً مع الحفاظ على خصوصية (قسد) لأن داعش تهدد المنطقة والجيش السوري مُنهار “تم حله ولم يتم تأسيس جيش جديد بعد” ولا يستطيع حماية كل سوريا وإنها سوف تحضر مؤتمر الحوار الوطني، ولن تكون عقبة في إيجاد حلٍّ للمعضلة السوريّة، وإذا طالبت شعوب أخرى بأي شكل آخر للنظام سوف يتم النقاش حوله والاتفاق بالحوار.
ختاماً على أردوغان التفرّغ لشؤون تركيا، وإن يكف يده عن سوريا ككل، وعن شمال وشرق سويا بشكلٍ خاص، لأن النظام سقط وإدارة هيئة تحرير الشام تعتبر تركيا دولة صديقة فماذا يريد أردوغان أكثر من ذلك؟ ولماذا يُقحِم نفسه فيما لا يعنيه كالتصريح الذي يكرره دائماً “لقد أخطأنا في العراق ولن نكرر الخطأ نفسه في سوريا” طبعاً يقصد الكُرد، وهنا نسأل، هل سوريا هي جزء من تركيا؟!