أيمن روج
يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى النهج الذي تعتمده جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق أهدافها في المجتمع والسياسة خاصةً فيما يتعلق بأسلمة المجتمع والسياسات العامة.
تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، وتهدف إلى إعادة إحياء الإسلام الشامل في مختلف مجالات الحياه وتتميز بالشمولية، حيث ترى أن الإسلام ليس مجرد دين روحي بل نظام شامل للحياة، وكذلك التدرج حيث تعتمد على استراتيجية التدرج في تحقيق أهدافها، بدءاً من الفرد المسلم ثم الأسرة المسلمة وصولاً إلى المجتمع المسلم ومنه إلى الدولة الإسلامية والدعوة إلى تطبيق الشريعة حسب المفهوم المتطرف والإرهاب المتستر بالدين الذي ظهر فيما بعد، بل إن هذه الجماعات نفسها وعلى رأسها تنظيم القاعدة وجماعة الجهاد الإسلامي وجماعات التكفير والهجرة، وأخيراً داعش، كلها خرجت من تحت عباءة الإخوان المسلمين وتشبعت بالفكر نفسه الذي يتبناه الإخوان، وخير دليل على ذلك إن قادة هذه التنظيمات المتطرفة الذين أسسوها أو تولوا قيادتها كانوا أعضاء في تنظيم الإخوان المسلمين، فمنهجهم هو خليط بين التكفير والتشييع والتصوف والقبور والتعطيل، وقد كانت تحظى بدعم أو تسامح من بعض الدول على مدار تاريخها خاصةً تلك التي رأت فيها وسيلة لتحقيق مصالح سياسية أو موازنة نفوذ قوى أخرى في المنطقة، ومع ذلك هذا الدعم ليس ثابتاً، إذ تغيرت مواقف الدول تجاه الجماعة بناءً على الظروف السياسية والأمنية والداخلية والخارجية.
ومن أبرز الدول التي ارتبط اسمها بدعم واحتضان الجماعة في مراحل مختلفة دوله قطر من خلال الدعم الإعلامي والسياسي وخاصةً من خلال منصة قناة الجزيرة التي وفرت مساحة كبيرة لعرض أفكار الجماعة وكذلك استضافت العديد من قيادات الإخوان بعد الإطاحة بهم في دول مثل مصر وقدّمت لهم الدعم المادي والمعنوي، وما زالت تُقدّم هذا الدعم إلى الآن، وأيضاً تركيا كانت لها الداعم السياسي وخاصةً حكومة رجب طيب أردوغان وأظهرت دعماً واضحاً للجماعة خاصةً بعد عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في عام 2013، وتعتبر تركيا الملاذ الآمن للعديد من قيادات الإخوان وأنصارهم حيث سمحت لهم بتأسيس قنوات إعلاميه، ومنظمات تعمل في أراضيها وصلت لدرجة تسمية أردوغان بخليفة المسلمين كما كان للسودان وبعض دول شمال إفريقيا مثل تونس حركة النهضة والمغرب حزب العدالة والتنمية المغربي دور في زياده أنشطة الإخوان المسلمين ومن أبرز الحركات الجهادية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد في مصر، حيث تأثرتا بفكر سيد قطب وأدى ذلك إلى إقامة دولة إسلامية عن طريق العنف المسلح، وحركة حماس في فلسطين التي تأسست عام 1987 كفرع فلسطيني يهدف لتحرير فلسطين، وإقامة دولة إسلاميه وتعتبر امتداداً رسمياً لجماعة الإخوان المسلمين وأبرز الحركات التي لا تزال ترتبط مباشرةً بالجماعة، لذلك ما زلنا نرى قطر وتركيا تتباكيان عليها وتقدمان كافة المساعدات للإبقاء عليها.
القاعدة: كانت لأفكار سيد قطب وهو أبرز مُنظري الإخوان المسلمين حول الجهاد والحاكمية دوراً بارزاً في التأثير الفكري على أسامة بن لادن وأيمن الظواهري مؤسساً تنظيم القاعدة إلا إنها اتخذت منهجاً أكثر تطرفاً من الإخوان المسلمين.
داعش: ورث داعش بعض الأفكار القطبية المتعلقة بجاهلية المجتمع وتكفير الأنظمة الحاكمة لكنه يُمثل نسخة أكثر تطرفاً وأقل ارتباطاً بالإخوان من الناحية التنظيمية.
أنصار الشريعة في ليبيا وتونس: الذي اتبع منهج التطرف الشديد ويتركز خطر الإخوان المسلمين في عدة نقاط: أولها تقويض استقرار الدول من خلال العمل السري، والذي يؤدي إلى اختراق مؤسسات الحكومات مثل التعليم والقضاء والجيش وازدواجية الخطاب الذي يُظهر السلمية علناً ويحتفظ بأجندة متشددة خلف الكواليس والتغلغل السياسي، حيث تسعى للوصول إلى الحكم عبر انتخابات لكنها تُتهم بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة بعد الوصول إلى السلطة.