اليكساندرا محمد
تُعدُّ وسائل الإعلام من أهم الأدوات التي تؤثر بشكلٍ كبير في وعي الأفراد والمجتمعات وتتعدد أشكالها بين الإعلام التقليدي: كالصحف، والإذاعة، والتلفزيون، والإعلام الحديث: الإنترنت، وسائل التواصل الافتراضي. وتكمن أهمية وسائل الإعلام في التثقيف والتوعية وتشكيل وتوجيه الرأي العام، وإننا نخوض اليوم إحدى أخطر الحروب ألا وهي الحرب الإعلامية، فكل إنسان منا لا يمر يوم دون أن يقوم بمشاهدة آخر تحديثات الموجز الإخباري على مواقع التواصل الافتراضي، وكل فرد منا لا يمر يومه دون تشغيل إحدى القنوات الإخبارية في تلفاز منزله أو عمله. وفي خِضم الأحداث الراهنة في روج آفا تُشكِّل الحرب الميدانية %30 بينما تُشكِّل الحرب الإعلامية %70 من اهتمامنا بالإعلام والشأن الداخلي والخارجي، وما يخص الأحداث السياسية والعسكرية، أي إننا في وسط حرب إعلامية موجهة وممنهجة من قبل الأطراف المعادية ومنها دولة الاحتلال التركي والتي تعتبر من أكثر البلدان الصانعة للمؤامرات.
نعلم أن إعلام العدو مفعل على مدار الساعة، ويقوم بنشر أخبار وصور مفبركة ليس لها صلة بالواقع ويقوم أيضاً بقلب الحقائق، مستهدفاً بذلك إرادة شعوب المنطقة وترهيبهم وزعزعة الأمان والاستقرار لديهم. بينما الذي يحدث في الواقع لا يمت بصلة لكل ما يتم نشره في القنوات الإخبارية والصفحات العامة والشخصية، سواء كانت المعادية منها أو التي ترتدي قناع الحياد.
وإذا ما أردنا دحض تلك المؤامرة الإعلامية فلا سبيل لنا سوى تفعيل الإعلام لدينا بشكلٍ كامل وموسّع، من خلال بدء حملات توعية إعلامية للمجتمع، وشرح ماهية المؤامرة، وما أضرارها على الشعب وما تطمح إليه من تدمير الصحة النفسية لشعب المنطقة، وأيضاً أن يكون تفعيل الوعي الإعلامي مسؤولية كل فرد من المجتمع وليس وسائل الإعلام فقط.