هيفيدار خالد
عادت مدينة كوباني الكردية السورية التي ذاع صيتها إبّان تصديها لأعتى تنظيم إرهابي عرفته الإنسانية، إلى واجهة الأحداث من جديد. كوباني التي حطمت على أسوارها خلافة داعش المزعومة، ها هي اليوم مهددة من قبل الدولة التركية الفاشية، التي تحاول احتلالها، فرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، عرّاب داعش والأب الروحي له هو الذي قدم وما زال يقدم الدعم والعتاد العسكري له، هو من حوّل تركيا إلى مقر ومأوى آمن لتنظيم صفوف التنظيم الإرهابي.
هذه المدينة التي تحولت إلى رمز للمقاومة في وجه الإرهاب الداعشي، تُهدد شعبها مخاطر ومجازر كبيرة ما لم يتم إيقاف تركيا وكف يدها عن المنطقة التي طالما سعت إلى احتلالها وإبادة شعبها الذي عانق الحرية بتضحيات أبنائه. كوباني كما هو معروف لدى الجميع، لها ثقل كبير ورمزية خاصة في المحافل الدولية، باعتبارها أول مدينة كردية تُقارع الإرهاب نيابةً عن العالم. إذ استطاعت دحر التنظيم الإرهابي ضاربةً الأمثلة في المقاومة والتحدي والدفاع ليس فقط عن كوباني بل عن الإنسانية جمعاء.
شكّلت مقاومة كوباني المُهيبة نهاية حقبة من الظلم والسواد والقهر والعنف، وبداية أخرى جديدة في المنطقة فكانت رمزاً للسلام العالمي الأبدي، بعد أن أبدى مقاتلو وحدات حماية الشعب والمرأة مقاومة كبيرة لا مثيل لها في التاريخ الحديث .
الجميع يعلم أن لمدينة كوباني ومقاومتها التاريخية صدىً كبيراً في جميع أنحاء العالم فمقاومة أبنائها ودفع المعتدين عن مدينتهم، كانت محط أنظار أحرار العالم الذين توجهوا إليها وتدفقوا نحوها، لدعمها والمشاركة في مقاومتها في وجه هجمات داعش الوحشية، ولا تزال مقاومة كوباني حيّةً في الذاكرة الجماعية للشعب الكردي ومحبي الإنسانية والحياة الحرة كدليل حي على الجهود العظيمة التي قدموها للبشرية الحرة. الحياة التي كُتبت بدم أبنائها ودموع أمهاتهم الأحرار.
ولتبقى كوباني منارة الحرية يتوجب التفاف أبنائها والعالم من حولها مرةً أخرى ووضعها تحت المجهر الدولي مجددًا، فالعدوان التركي الوحشي المتواصل على مرأى ومسمع الجميع، ضد الشعب الكردي يستدعي الآن، بل يستلزم موقفاً إقليمياً ودولياً حازماً، والوقوف على مجمل قضايا الكرد المصيرية، وبالتالي وضع حد لأردوغان “غراب الخراب” الذي يتربص بالشعب الكردي ومكتسباته الدوائر.
نعم مدينة كوباني تناشد أحرار العالم اليوم، للالتفاف من حولها مرةً أخرى والوقوف في وجه الجرائم التي ستُرتكب بحق سكانها. على جميع أحرار العالم منع الهجوم على كوباني وإيصال صوتهم إلى مراكز صنع القرار وأصحاب النفوذ… عليهم الاجتماع في كوباني المقاومة للوقوف في وجه إرهاب أردوغان كما فعلوا ذلك قبل سنوات من الآن، هذه ليست دعوة اعتيادية إنها صرخة ونداء من أجل مبادئ وقيم إنسانية تعاظمت في كوباني الكردية بسواعد أبنائها الأبطال.