الدرباسية/ نيرودا كرد ـ بارك القيادي في مركز قوات الدفاع الشعبي، حقي آرمانج، الذكرى السادسة والأربعين لتأسيس حزب العمال الكردستاني، للقائد عبد الله أوجلان، والشعب الكردستاني في كل مكان، واستذكر الشهداء في شخص الشهيد حقي قرار، وأكد، على أنهم سيواصلون النضال حتى تحقيق والديمقراطية.
يصادف السابع والعشرون من شهر تشرين الثاني الجاري، الذكرى السنوية السادسة والأربعين، لتأسيس حزب العمال الكردستاني، بريادة القائد عبد الله أوجلان، 46 شمعة تضيئها حركة التحرر الكردستانية، على درب النضال والتضحية، 46 عاماً زرعت فيها حركة التحرر الكردستانية، روح المقاومة والفداء في نفوس الشعب الكردي، مقدمة خلالها الآلاف من الشهداء من خيرة بنات وأبناء هذا الشعب، على دروب الحرية والنضال، وعلى الرغم من المؤامرات والاحتلالات التي استهدفت وجود هذه الحركة، ووجود الشعب الكردي، إلا إن نضالها ومقاومتها لا يزال مستمرا دون هوادة حتى اللحظة في وجه أعداء الشعب الكردي.
استطاعت حركة التحرر الكردستانية طيلة هذه الأعوام، ومن خلال استنادها إلى فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، أن تضمن للشعب الكردي حقه في الانتفاض والثورة، ضد كل من يحاول طمس هوية هذا الشعب ومحاربته في عقر داره، وعلى أرضه التاريخية، لقد وضع القائد عبد الله أوجلان، ورفاقه، اللبنة الأولى لهذا الصرح العظيم، الذي سرعان ما تحول إلى أيقونة للثورة، ومدرسة للنضال في سبيل التحرر والديمقراطية.
السير على خطا الشهداء حتى تحقيق الحرية
وحول الذكرى السادسة والأربعين لتأسيس حزب العمال الكردستاني، التقت صحيفتنا القيادي في مركز الدفاع الشعبي، حقي آرمانج: “بداية نبارك الذكرى الـ46 لتأسيس حزب العمال الكردستاني، للقائد عبد الله أوجلان، ولعموم الشعب الكردي، وأمهات الشهداء، وكل الشعب الذي ضحى بدمائه في سبيل الحرية، كما هو معلوم؛ فإن حزب العمال الكردستاني، يمكننا تسميته بحزب الشهداء، لذلك، نستذكر شهداء حركة التحرر الكردستانية، في شخص الشهيد القائد حقي قرار، ونعاهدهم بالسير على خطاهم حتى تحقيق الحرية”.
وأضاف: “لقد خطت حركة التحرر الكردستانية، بقيادة القائد عبد الله أوجلان، خطوات كبيرة منذ تأسيسها وحتى اليوم، وعلينا أن ندرك الظروف الموضوعية التي أدت إلى نشوء حزب العمال الكردستاني، من المعروف أنه بين أعوام 1970 و1980، لم تكن هناك أي أحزاب سياسية معارضة للأنظمة القائمة في كردستان وتركيا، كما أن محاولات قيام الثورة كانت تنتهي بالفشل، خاصة بعد استشهاد المناضلين ماهر جايان، ودنيز غزميش، وإبراهيم كايبك كايا، والعديد من رفاقهم، شهدت كردستان وتركيا حالة من الجمود السياسي والثوري، ولكن، وفي ظل تلك الظروف العصيبة التي شهدتها كردستان وتركيا، فإن القائد عبد الله أوجلان وبشجاعته المعهودة، أخذ على عاتقه مهمة وطنية جسيمة، وهي مهمة القيام بثورة تحررية، وقد استكملت حلقات بنائها التنظيمي بين أعوام 1970- 1980، وفي تلك الأثناء بدأت بنضالها الثوري، وكل ذلك وسط ظروف غاية في الحساسية والتعقيد”.
وتابع: “عرفت حركة التحرر الكردستانية، في بداياتها باسم الثورة الكردية، إلا أنها لم تكن يوما ما ثورة كردية فقط، وإنما هي ثورة تهدف لتحرير الشعبين الكردي والتركي معا، وما كان انضمام الرفاق الأوائل، كالشهيد حقي قرار، والشهيد كمال بير، واستشهادهم في سبيل هذه القضية إلا دليل على هذا الكلام، حيث أن الشهداء حقي قرار، وكمال بير، والعديد من الشهداء الأوائل، كانوا من القومية التركية، وقد انضموا إلى حزب العمال الكردستاني، انطلاقا من إيمانهم الراسخ، بأن حرية الشعب التركي تكمن في حرية الشعب الكردي، وعلى هذا الأساس ناضلوا بكل بسالة وشجاعة حتى ارتقوا إلى مرتبة الشهادة”.
وأشار إلى أن “الهجوم الذي شُن في الثامن عشر من أيار، على مركز القيادة، والذي أدى إلى استشهاد الرفيق حقي قرار ورفاقه، كان يهدف بالدرجة الأولى إلى قطع الطريق أمام تأسيس حزب ثوري يلبي تطلعات الشعبين الكردي والتركي معا، ولكن القائد عبد الله أوجلان، سرعان ما أدرك خطورة هذا المخطط، فاتخذ من شهادة الرفيق حقي قرار أساسا للإعلان عن حزب العمال الكردستاني، وعلى هذا الأساس، أعلن القائد عبد الله أوجلان تأسيس الحزب في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1978 في قرية فيسة التابعة لبلدة لجة في ولاية آمد، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، يستمر النضال الثوري التحرري في سبيل تحرر الشعبين الكردي والتركي”.
قفزة 15 آب كسرت جدار الخوف
وأوضح: “عندما تجول القائد عبد الله أوجلان، في منطقة الشرق الأوسط، استطاع في فترة قياسية، وفي ظل ظروف صعبة، أن ينظم صفوف الشعب في روج آفا، وأن يُلحقهم بركب ثورة التحرر الكردستانية، كما انه أسس علاقات صداقة قوية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، وقد درب العديد من الرفاق بالاستناد إلى تجربة الشعب الفلسطيني في المقاومة، ووعدهم للعودة إلى أرض الوطن، وبناء على ذلك، استطاع الشهيد عكيد أن يطلق الرصاصة الأولى في الخامس عشر من آب، والتي باتت تُعرف منذ ذلك الحين بقفزة 15 آب، تلك الرصاصة، التي أدت إلى كسر جدار الخوف الذي كان مبنيا في أذهان الشعب الكردي منذ عقود، وفي الوقت نفسه، وجهت ضربة قاسية إلى المشروع التوسعي لدولة الاحتلال التركي”.
ولفت: “إلى جانب ذلك، فإن حركة التحرر الكردستانية، بقيادة القائد عبد الله أوجلان، اتخذت حرية المرأة أساسا في عملها النضالي، وذلك لأن القائد عبد الله أوجلان منذ اللحظة الأولى قد اتخذ حرية المرأة ومساواتها مع الرجل أهمية كبرى، ومن هذا المنطلق نرى اليوم مشاركة المرأة الكردية في الميادين كافة، وفي الميدان الثوري والنضالي، لذلك، فإن الثورة التي يخوضها الشعب الكردي لتحرير كردستان، هي في الوقت ذاته ثورة لتحرير المرأة بالدرجة الأولى، من هذا المنطلق، فإن الشعب الكردي اليوم بات في طليعة حركات التحرر الوطني، ليس في كردستان فحسب، وإنما في الشرق الأوسط والعالم أجمع، والدليل على ذلك وجود المئات من الشهداء من مختلف الجنسيات والقوميات بين شهداء حركة التحرر الكردستانية”.
وبين: إلى أن “حركة التحرر الكردستانية ومنذ تأسيسها، استطاعت تحقيق مكتسبات كبيرة جدا، ولفت إلى أن ذلك يعود إلى الجهد النضالي الذي يبذله القائد عبد الله أوجلان، حتى وهو في سجن جزيرة إمرالي، وقال: “في مرحلة الاعتقال بسجن جزيرة إمرالي، وعلى الرغم من نظام الإبادة والتعذيب الممارس بحقه، إلا أنه استطاع أن يحول السجن إلى مدرسة للفكر، وذلك من خلال وضع أسس الفيدرالية الديمقراطية، لمواجهة الحداثة الرأسمالية، وقد عبر عنها القائد عبد الله أوجلان، بشكل معمق من خلال مرافعاته، التي وجهها للشعب الكردي ولشعوب المنطقة بشكل عام، والذين بدورهم اتخذوا من هذه المرافعات أساساً في طريقهم النضالي، وهذا ما نلاحظه من خلال الصدى الواسع، الذي يحققه القائد عبد الله أوجلان، بفكره وفلسفته على مستوى العالم، الأمر الذي دفع بالكثير من المناضلين من مختلف البلدان، لتبني هذا الفكر والسير وفقا لتوجيهات وتعليمات القائد عبد الله أوجلان”.
واستطرد: “لقد تركنا خلفنا 46 عاماً من النضال، كتبنا فيها التاريخ بأحرف من ذهب، وها نحن ندخل العام السابع والأربعين، في رحلة النضال من أجل الحرية، ومن خلال التجارب، التي اكتسبناها خلال هذه السنوات، فإننا أقرب من أي وقت مضى لترجمة هذه السنوات من النضال على أرض الواقع، وذلك من خلال الخطوات العملية، التي طبقناها على أرض الواقع، لنشر فكر الأمة الديمقراطية في كردستان، والشرق الأوسط والعالم أجمع، حيث إننا في المجالات العسكرية والسياسية والتنظيمية أمام فرصة تاريخية لإيقاد مشعل الحرية في أرجاء العالم كافة”.
واختتم، القيادي في مركز الدفاع الشعبي، حقي آرمانج: “دولة الاحتلال التركي، ومن خلال حلفائها الإقليميين والدوليين، والخونة من الكرد، تحاول القضاء على كل المكتسبات، التي حققها شعبنا على أرض الواقع، وتحاول من خلال شعار “الأخوة الكردية – التركية”، أن تنفذ مخططاتها الاستعمارية، ولكننا من خلال نضالنا المستمر والمتصاعد لن نسمح لدولة الاحتلال التركي، بتنفيذ تلك المخططات، التي تهدف إلى القضاء على شعبنا وعلى حركتنا التحررية وقواتنا العسكرية”.