أشارت الناطقة باسم مؤتمر ستار، ريحان لوقو، إلى اتّخاذ النساء خطوات كبيرة وتاريخية في ثورة المرأة، ولفتت إلى العنف السياسي المتمثّل بهجمات دولة الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا، واستمرار النضال ضدّه، وعلّقت على أهداف تنظيم المجتمع: “نواصل نضالنا الدائم ضدّ العنف”.
المرأة لعبت دوراً رياديا في المجالات كافة
بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة الذي يصادف 25 تشرين الثاني من كل عام، تحدّثت الناطقة باسم مؤتمر ستار، ريحان لوقو لوكالة هاوار، حول العنف ضد المرأة في شمال وشرق سوريا، ومخططات وإجراءات مؤتمر ستار للحد من العنف، ونتائج التوعية الاجتماعية.
وفي بداية حديثها، قالت ريحان: “إنّ النساء يخضن مقاومة تاريخية على مستوى العالم لمناهضة العنف ضدّهن، وأوضحت أنّ نضالهن في شمال وشرق سوريا، هو جزء لا يتجزأ من النضال العالمي للمرأة: “لعبت المرأة دوراً ريادياً في شمال وشرق سوريا، خلال ثورة المرأة، فقد انتفضت على السلطوية، واتّخذت خطوة متقدمة في هذا الجانب، وإن النساء يعززن مستوى نضالهن وقوتهن ومعرفتهن يوماً بعد يوم لبناء مجتمع نموذجي ومثالي في شمال وشرق سوريا، وينظّم مؤتمر ستار المجتمع في الشوارع والأحياء والمدن، لأنّ أي عنف بحقّ النساء هو عنف بحق المجتمع بأسره”.
وأشارت، ريحان، إلى الأساس الذي بُني عليه العنف، وذكرت أنّ عقلية العنصرية والتعصب الجنسي والديني، قائمة على بناء عقلية خاصة ضدّ المرأة، ضمن التعصب القومي، على سبيل المثال، كان نظام البعث في سوريا يُعِدّ العنف النفسي واللفظي والجسدي والسياسي والاقتصادي مشروعاً لمحاربة المرأة، وتابعت حديثها: “إنّه قائم على العقلية السلطوية وعقلية الهيمنة الأبوية والاحتلال، ومثلما سُلب كل شيء من المرأة قديماً، يريدون القيام بالأمر ذاته اليوم، ويعملون على إفشال جهود المرأة وقتل إرادتها”.
وكشفت ريحان، إلى مستوى العنف في شمال وشرق سوريا: “نلاحظ تراجع مستوى العنف الجسدي عاماً تلو الآخر، حيث أصبح المجتمع يخجل من العنف الجسدي، ويعدّه عاراً، لكن ما زال هناك عنف نفسي، وأيضاً عنف سياسي، وهجمات دولة الاحتلال التركي تصب في هذا الجانب، فكثيراً ما تستهدف النساء الرياديات بطائراتها المسيرة، ومع الأسف كل ذلك يحدث أمام أنظار المجتمع الدولي، والمؤسسات المعنية”.
بتوعية المجتمع سنتغلب على الذهنية السلطوية
وأوضحت: “ننظم دورات للنساء، ودورات خاصة للرجال، وخلال هذه الدورات تظهر الصراعات الموجودة في المجتمع، وتناقش اللجنة المشرفة هذه القضايا مع الرجال الذين يحضرون هذه الدورات، حيث يتم تقديم حقيقة تاريخ المرأة في هذه الدورات، ليتمكّنوا من النضال ضدّ العقلية السلطوية، وكي يصلوا مع النساء إلى أبهى أنواع التعايش الحر وقيادة النظام الديمقراطي”.
وعدّت ريحان، نتائج أعمال توعية المجتمع ولا سيما الرجال، إيجابية، وتابعت حديثها: “الأعمال التوعوية بين المجتمع، ليست في المستوى المطلوب، لكنّها جيّدة، فلا يمكن تغيير عقلية مستمرّة منذ خمسة آلاف عام، خلال عدد من السنين من خلال التدريب، لكن علينا القيام بتوعية المجتمع، للتعريف بالعقلية السلطوية، والقضاء عليها، وإحداث تغيير في الوعي المجتمعي تجاه حقوق المرأة، ونحن لمسنا تقبلاً إيجابياً”.
وأشارت: إلى أنّ “نضالات المرأة وانتفاضاتها وثوراتها في أنحاء كردستان، والشرق الأوسط، خلال هذا القرن، تُعدّ خطوة تاريخية”، وحيّت، نضال المرأة في أنحاء العالم، ولفتت، إلى أنّه يمكن للنساء التحرك معاً لتعزيز الحرية والحصول على حقوقهنَّ دون نقصان، من خلال النضال المستمر، “فالحرية تتحقّق بقوة المرأة وأيديولوجيتها ووحدتها وتنظيمها”.
واختتمت الناطقة باسم مؤتمر ستار ريحان لوقو، حديثها: “على النساء اليوم التضامن والوحدة والتكاتف من أجل نبذ العنف، كما أن عليهن بناء كونفدراليتهن الديمقراطية الخاصة بالمرأة في شمال وشرق سوريا، فقد اتحد موقف النساء جميعا، “من الكرد والعرب والتركمان والسريان والشركس…إلخ”، بالوقوف ضدّ العنف بجميع أشكاله، وذلك، بالنضال المشترك معاً، وكذلك، علينا العمل لتحقيق الكونفدرالية على المستوى العالمي أيضاً، كي نجعل من هذا القرن، قرن المرأة الحرة، وسنعزّز من قوتنا التنظيمية والدفاعية معاً، وندحر مخططات العدو الخبيثة”.