قامشلو/ علي خضير – أوضحت عضوة الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية، شيرا أوسي، أنَّ الحلقة الثانية والعشرين من مؤتمر آستانا، لم تأتِ بجديد، وأن حدة التوترات تزداد في أغلبية المناطق السورية بعد كل جولة، مؤكدةً، على أن إبعاد ممثلي الإدارة الذاتية الديمقراطية، وإقصاءهم عن الاجتماعات أدى إلى فشل المؤتمرات والاجتماعات تحت راية أستانا.
منذ عام 2017 وحتى الآن عقَدت في العاصمة الكازاخستانية (آستانا)، 22 جولة من الاجتماعات، بمشاركة روسيا، وإيران، وتركيا، التي هي دول ضامنة، وممثلين عن حكومة دمشق، وما يسمى المعارضة من المرتزقة السوريين، وجاء المؤتمر على مناقشة الأوضاع في سوريا وإيجاد الحلول حسب مصلحة المجتمعين، بعيداً عن مصالح الشعب السوري، لذلك لم يحقق المؤتمر أي تقدم بشأن الحلول في سوريا.
الجولة 22 لا تقدُّمَ في الحلول
وحول الموضوع، تحدثت لصحيفتنا، عضوة الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية “شيرا أوسي”: “بعد وصول اجتماعات مؤتمر آستانا، إلى الجلسة الثانية والعشرين، تبيَّن أنَّ هذه الاجتماعات لم تصل إلى الغاية، التي ينتظرها السوريون في إيجاد الحلول للأزمة السورية، حيث بات واضحاً بأن آستانا جاءت محاولة للالتفاف على اجتماع جنيف لإفشاله”.
وأشارت: “من المعلوم، أنه وبعد عقد كل جولة من آستانا، تزداد حدة التوترات في أغلبية المناطق السورية، بسبب غياب رؤية الحل، وعدم مشاركة الممثلين الحقيقيين للشعب السوري في المؤتمر، ومع الأسف أن الدول الضامنة للمؤتمر لا يهمها إلا مصالحها، وخاصة تركيا التي تسعى دائماً لتوسعة رقعتها الاحتلالية، حيث حاولت خلال الاجتماع الأخير تمرير مخطط جديد، وهو القيام بهجوم جديد على إقليم شمال وشرق سوريا، ولكن مخططها واجه الرفض الروسي، وبشكل واضح هذه المرة”.
وتابعت شيرا: “كان من المطلوب أولاً، أن تقوم الدول الراعية والمؤثرة على الوضع في سوريا، السير باتجاه السلام والوصول للحلول المستدامة، وايجاد الأرضية المناسبة لتحقيق تطلعات الشعب السوري في إنهاء الأزمة، ويبدو أن مؤتمر آستانا لا يمكنه تحقيق حل واقعي لسوريا، وذلك لغياب الممثلين الحقيقيين للشعب السوري، وخاصة إبعاد مشاركة ممثلي الإدارة الذاتية، ومجلس سوريا الديمقراطية، اللذين يمثلان شعوب إقليم شمال وشرق سوريا”.
وأكَّدت: “في اجتماعات آستانا هُمَّشت مشاركة السوريين فيها، وهذا ما يفسر بأن الرعاة والقائمين على آستانا هم فقط من يقومون برسم الخطط والاستراتيجيات والخرائط، بما يتناسب مع مصالحهم، على حساب مصالح الشعب السوري”.
الحل الحقيقي في توافق السوريين
وبينت: أنَّ “مؤتمر آستانا، وبعد هذه الاجتماعات أثبت فشله، بسبب عدم الاهتمام بإيجاد الحل الحقيقي للأزمة السورية، وتهميش مشاركة السوريين فيه، وهذا ما يفسر لنا فشل الاجتماعات، التي غابت عنها إرادة السوريين، وهناك دول تحاول إبقاء الأوضاع في سوريا على حالها، لتحقيق مصالحها وأجنداتها، فدولة الاحتلال التركي تحتل العديد من المدن السورية، وما زالت تطمح في احتلال المزيد، وتهاجم مناطق الإدارة الذاتية بشكل شبه يومي، ولا زالت تهديداتها قائمة في احتلال مناطق أخرى”.
ولفتت شيرا، أنَّ “مشروع الإدارة الذاتية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، هو من أهم المشاريع المطروحة؛ لأنه يمثل إرادة شعوبها، وبإمكان الشعب السوري الاعتماد عليه لحل الأزمة، وهو المشروع الأنسب لإنهاء الصراع في سوريا، وغياب ممثلي الإدارة الذاتية عن أي مؤتمر أو اجتماع لمناقشة الأوضاع في سوريا، يؤدي حتماً لفشله”.
وبينت: “عمل مجلس سوريا الديمقراطية، ومنذ اللحظة الأولى على إعادة الملف السوري إلى طاولة المفاوضات، من خلال التواصل والعمل مع السوريين كلهم، للتوافق على صيغة، عبر الحوار الوطني بين السوريين، ودعم المبادرات والمنصات، التي تعمل على ايجاد آفاق للحل السياسي، وآخرها كان مؤتمر المسار الديمقراطي، الذي عقد في بروكسل، ومن مخرجات المؤتمر تمثل رؤية الشعب السوري عامة، والعمل على تجسيد الهوية الوطنية السورية الجامعة، للوصول إلى خطاب سوري موحد”.