قامشلو/ علي خضير – تعد كليّة الهندسة الزراعية بجامعة روج آفا، واحدة من الأفرع الهامة في الجامعة؛ لأنها تهتم بمجال الزراعة والحيوان، وخاصةً إنَّ أغلب اعتماد اقتصاد المنطقة يتركز على الزراعة، وتحتضن الكلية مواد خاصة بالنباتات والحيوانات وبأمراض النباتات والمحاصيل الزراعية، كما وتعتمد مصادرها على مراجع عالمية وإقليمية من جامعات مختلفة.
كلية الهندسة الزراعية جزء من المنظومة، التي تطور القطاع الزراعي بقسميه الحيواني والنباتي، لما يمثله هذا القطاع من أهمية في الاقتصاد ويحقق شعار الأمن الغذائي، وذلك من خلال تخريج الكوادر الكفؤة والمؤهلة لقيادة القطاع الزراعي، والعمل على تطويره وتعميم الثقافة الزراعية وتوطينها لتأمين التنمية المستدامة.
نظام التعليم في الكلية
ومنذ تأسيس جامعة روج آفا في مدينة قامشلو 2016، افتتحت كلية الهندسة الزراعية فيها، حيث لاقت اهتماماً وتركيزاً من إدارة الجامعة، من خلال توفير مدرسين ودكاترة أكفاء من داخل وخارج روج آفا، وتدريسها بعدة لغات (كردي، عربي، إنجليزي)، إضافةً لتخريج ثلاث دفعات من الطلبة منذ نشأتها.
وللتوضيح أكثر عن سير العملية التعليمية في كلية الزراعة بجامعة روج آفا، وما تحتويه من مواد ومدرسين، كانت لنا لقاءات عدة، من الإداريين والمدرسين، والطلبة، وكان منهم مسؤول الشؤون الإدارية في كلية الهندسة الزراعية “ياسر العلي“، الذي ذكر، بأنَّ كلية الزراعة هي كلية علمية تطبيقية، وقد أسست مع تأسيس جامعة روج آفا عام 2016.
وتابع: “وبدأت الكلية باستقبال الطلبة بعد إتمام المرحلة الثانوية بشهادة علمية، حيث تستمر دراسة هذا القسم خمس سنوات، يعتمَد فيها النظام الفصلي لعشرة فصول، ليتم تحديد مواد لكل فصل، بألا تقل عدد المواد عن 60 مادة خلال خمس سنوات لإتمام الكلية والتخرج منها”.
وتُدرس في الكلية مواد متنوعة، تختص بالنبات والحيوان بالإضافة لمواد عامة، فقال العلي: “المواد التي تحتضنها الكلية خاصة بالنباتات والحيوان وبأمراض النباتات ومحاصيل زراعية وعمليات زراعية، بالإضافة للمواد العامة مثل العربي والإنجليزي، والعلوم الاجتماعية في السنوات الأولى للكلية، وهناك قسمان تابعان للكلية سيتم تخريجهما هذا العام، وهما المحاصيل والتكنولوجيا”.
الكلية خرجت ثلاث دفعات من الطلاب
وأغلب المدرسين في الكليّة من داخل روج آفا من الشعبين العربي والكردي، فيما هناك بعض الدكاترة من خارج مناطق روج آفا بشهادات دكتوراه وماجستير في الهندسة الزراعية، بالإضافة للمجازين في الاختصاص من ذوي الخبرة.
وحول تخريج الطلبة من كلية الزراعة بجامعة روج آفا، أشار العلي، إلى أنه منذ تأسيس الكلية، تم تخريج ثلاث دفعات، وقد وصل عدد الطلبة بكل دفعة إلى 70 طالباً من اختصاص زراعة عامة، بمستويات بين الجيد والجيد جداً.
مضيفاً: “وقد وصل عدد طلاب السنة الأولى في الكلية 65 طالباً وطالبة، فيما يبلغ عدد طلاب السنوات الأخرى قرابة 70 طالباً وطالبة”.
ونوه، بأنَّ الدوام في الكلية يعد إلزامياً، لوجود تطبيق عملي وجولات عملية لأغلب المواد، حيث يتم تقييم الطلبة بالاعتماد على التطبيق العملي. وأشار العلي، إلى أن توفير مواد مشاريع للكلية تواجه صعوبات من الناحية المادية، فهناك مقترحات لمشاريع كثيرة من شأنها أن تطور من العملية التدريسية، ولكن لا يوجد سيولة تساعد على إعداد هذه المشاريع، فحبذا لو يتواجد دعم من بعض المنظمات لتساعد في ذلك.
مراجع إقليمية تعتمدها الكليّة في النظام التعليمي
ومن المدرّسين في كليّة الهندسة الزراعية بجامعة روج آفا، المهندس “إسحق بكو“، الذي كان طالباً في الكلية ذاتها، فيما أصبح معيداً فيها بعد تخرجه، فتحول إلى مسؤول الشؤون العلمية بالكلية حالياً.
فبيَّن “بكو”، أنَّ المصادر التي يعتمدها التدريس في الكلية عبارة عن مراجع عالمية وإقليمية من جامعات عدة، منها دمشق، وحلب، وخارج سوريا مثل مصر، والعراق، وبعد استلامهم المرجع يتم تقييمه فيما إذا كافياً ليتم إعطاؤه للطالب، ويحتوي على المعلومات العلمية الخاصة بالمادة.
وأكد، بأنه المرجع يُقيَّم من المدرسين المختصين بالمادة، أو من الشؤون العلمية للطلاب، ليتم اعتماده كمصدر للمادة، كما يوجد لدى شؤون الطلاب مقترحات في حال أراد الطالب التعلُّم باللغة الإنجليزية يتحقق له ذلك، لتواجد كادر تدريسي متمكن من الإعطاء باللغة الإنجليزية وبالاعتماد على المراجع العالمية.
أما بالنسبة لتقبل الطلاب للمواد، والصعوبات التي تواجههم أوضح بكو: “هناك قبول جيد نوعاً ما ونواجه بعض المشاكل لأن هناك لغتين يتعلم بها الطلبة، وهما الكردية والعربية، وبكل الأحوال يتقبل الطلبة هذه المسألة، فالكادر الموجود من الشعب العربي يلاقي صعوبة في الإعطاء باللغة الكردية، والعكس صحيح”.
تقييم الطّلبة المدرسين والمواد
ومن جانبها؛ أوضحت طالبة السنة الثالثة في كلية الهندسة الزراعية بجامعة روج آفا “لورين درويش“، أنها دخلت الجامعة في العام الدراسي 2022 -2023 بعد إتمامها المرحلة الثانوية، وفاضلت على الكلية برغبة منها في دراسة هذا الفرع.
وعن تقييمها المدرسين أكدت، بأن مدرسي الكلية كافة، أكفاء وذوو قدرات عالية في التدريس، وأصحاب شهادات في الماجستير والدراسات العليا، شاكرةً، جهودهم المبذولة.
وبالنسبة لطريقة متابعتهم للمواد، بينت، أنَّ كل مادة يقوم المدرس المختص فيها بإعطاء المحاضرة بشكل نظري، وتتم متابعة المحاضرة نفسها من الجانب العلمي داخل وخارج الجامعة، من خلال جولات على المزارع والبساتين والمناطق، التي تكثر فيها الزراعة بأنواعها.
المعوقات التي اعترضت طريق الطلبة
وعن الصعوبات، التي واجهتها لورين في السنة الأولى: “درست الثالث الثانوي باللغة الكردية، وأغلب المواد هنا كانت باللغة العربية في السنة الأولى من الكلية، لكون أغلب المراجع باللغة العربية، ولكن بمساعدة الأساتذة والدكاترة في الجامعة تأقلمنا مع المنهاج العربي وتخطينا الصعوبات”.
واختتمت طالبة السنة الثالثة في كلية الهندسة الزراعية بجامعة روج آفا “لورين درويش”: “أنا شخصياً أحب فرع الهندسة الزراعية بشكل كبير، ولأنَّ منطقتنا غنية بالزراعة، وطبيعتها تحتاج للاهتمام أكثر وتكثيف الغطاء النباتي، ولتطوير هذا المجال، يجب زراعة الكثير من الأصناف، التي لم تُزرَع سابقاً، والاستفادة من التجارب الجامعية”.
يذكر، أن الهندسة الزراعية هي تطبيقات هندسية في مجالات الزراعة، وتُعد جزءاً من علوم الهندسة وتتفرع إلى عدة مجالات، المهندسون الزراعيون يطبّقون معرفة ومهارات هندستهم لحلّ مشاكل تتعلّق بالإنتاج الزراعي وتصميم الآليات والأجهزة الزراعية.