والسؤال هنا؛ هل كانت أمريكا موجودة عندما وقعت معركة البصرة سنة 871 م بين أنصار العباسيين والزنوج، أو كانت التحالفات الأوروبية هي التي أوقعت بين يزيد بن المعاوية والحسين بن علي سنة680م، المعركة التي راح ضحيتها30 ألف قتيل من الطرفين والتي زرعت الشتات بين أقوام المنطقة راح في جريرتها أضعافاً مضاعفة من معركة البصرة، وهي ليست المعركة الوحيدة بين أبناء المنطقة لكنها الأكثر دموية ونستطيع أن نلقي عليها سبب الحروب الأهلية في كل بلدان المنطقة. إن وقوع الحروب والصراعات بين دول الشرق الأوسط نفسه؛ إنما مرده إلى قدرة تحكم الأنظمة العالمية في فكر وذهنية مجتمعات الشرق الأوسط عبر التحكم بالأنظمة الحاكمة لدول وبلدان الشرق الأوسط، إضافة إلى خلق الأزمات والحروب فيها لتحقيق مصالحها والحفاظ على شرعية وجودها وتدخلها في شؤون الشرق الأوسط، ومن الأمثلة على سلطوية الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط الاحتلال العثماني سابقاً واليوم الاحتلال التركي وممارساتها بحق الشعوب وارتكابها المجازر مثل مجزرة الأرمن التي راح ضحيتها مئات الألوف، ولا تزال أحقاد تلك المجزرة تطفو إلى السطح حتى يومنا هذا، فمذابح الأرمن التي نفذتها الدولة العثمانية عام 1915 والتي لا يزال نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينكرها ويتنصل من مسئولية الدولة العثمانية حيالها، لكنها لا تزال شاهدة في تاريخ الشعب الأرمني ولن تُمحى من الذاكرة أبداً، ويبقى التاريخ يُعيد نفسه فشعوب تصعد السلطة وأخرى تقع من مسرح الحاكم الطاغي، هذه الأنظمة التي حكمت المنطقة والتي لا تعترف بحقوق الآخرين أو تستغلها من خلال وشائجها وتضرب على أوتارها العاطفية لتلعب كما ترغب وتشاء.
السابق بوست
القادم بوست