No Result
View All Result
المشاهدات 3
حنان عثمان_
العنف الجنسي في زمن الحرب ما هو إلا انعكاس للثقافة السائدة داخل المجتمعات خلال زمن السلم. يعد العنف الجنسي في زمن الحروب والصراعات من أفظع وأبشع الجرائم التي يمكن أن ترتكب بحق المجتمعات عموماً والنساء خصوصاً.
ويعد وسيلة أو أداة من وسائل وأدوات الحرب الخبيثة. إذ يتم اللجوء إلى هذه الوسيلة عمداً بهدف الترهيب والتنكيل والانتقام وكسر إرادة ومعنويات المجتمعات من خلال تحطيم إرادة النساء واستهدافهن. أي أن المستهدَفون هنا هم النساء والفتيان والفتيات، بل وحتى الرضع وكبار السن لا يسلمون من هذه الانتهاكات والجرائم. وبذلك تكون سياسة تشتيت وتفتيت المجتمعات تسري كما يُراد لها من قِبَل القوى العظمى والمهيمنة.
وعليه، فإن المرأة تدفع فاتورة باهظة في الحروب بسبب هويتها كأنثى. والآثار التدميرية على جسدها وروحها تكون مكلفة جداً، من نزوح وتهجير قسري داخل أو خارج وطنها، وصولاً إلى المعاناة من المجاعة والفقر والبطالة والحرمان من أبسط الحقوق، وأهمها الرعاية الصحية والتربوية.
هذه هي إحدى الوسائل التي يعتمدها تجار وسماسرة الحروب، من خلال الاستغلال الجنسي للنساء، أي من خلال عمليات الإتجار بهن، لصالح شبكات خاصة وتابعة لهم، أكان تحت مسمى “تأمين عرائس”، أو باسم “جهاد النكاح” أو “السبايا” وما شابه. هكذا، فإنهم يقومون بتفكيك وتمزيق الروابط العائلية أولاً، وبتحطيم المجتمع ككل على مدى أجيال وأجيال ثانياً. والأهم من كل هذا، أنهم يحطمون إرادة وآمال وطموحات النساء…
ولأن فصول الحروب لا تكتمل إلا بجرائم الاغتصاب وانتهاك أجساد النساء والفتيات، بهدف دمغ سمعة الخصم “بالخزي والعار” حسب اعتقادهم، وتحويل الأنثى الضحية إلى شخصية منبوذة وغير مقبولة من قبل مجتمعها بل وحتى من أقرب المقربين لها، ليس لجريمةٍ ارتكبتها هي، بل بسبب فعل ذكوري صرفٍ غالباً ما يؤدي إلى أن تُرجَم هي بالحجارة حتى الموت.
No Result
View All Result