سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قطع المياه يفاقم معاناة مهجري عفرين خلال الصيف

الشهباء/ فريدة عمر ـ

تواصل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، قطع المياه عن مقاطعة الشهباء، منذ تاريخ 15 شباط الفائت من العام الجاري، دون مراعاة الجانب الإنساني والظروف، التي تمر بها المنطقة التي تحاصرها حكومة دمشق، فتزداد معاناة الأهالي مع قدوم فصل الصيف. 
ويعاني الآلاف من سكان مقاطعة الشهباء ظروفا معيشية صعبة، منذ الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة مدينتهم، عام 2018، حيث تنقصهم أبسط مقومات الحياة في تلك المخيمات بسبب الحصار الحكومي والهجمات التركية.
قرار قطع المياه مساير لمخطط الإبادة
 واستمراراً لتلك المعاناة؛ توقفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن مشروع دعم المنطقة بمياه الشرب بشكل تدريجي، بعد أن عمدت في بادئ الأمر إلى تأمين المياه والمواد الإغاثية للمهجرين قسراً من مناطقهم باتجاه مقاطعة الشهباء عام 2018، حينها عملت على تعبئة خزانات المياه، عبر الصهاريج بشكل دوري، في المخيمات وقرى ناحية تل رفعت، وشيراوا وأحرص، والأحداث، عمدت إلى قطع المياه بشكل مفاجئ، ولأسباب مجهولة عن تلك القرى المذكورة وتقليص كميتها عن المخيمات في صيف عام2022،  ثم قطعت المياه بشكل تام عن مخيمات (برخدان- وسردم ـ والعودة ـ وعفرين – والشهباء) عام 2024.
وأثارت هذه الخطوة حالة استهجان وغضب لدى أهالي المنطقة، ولا سيما القاطنون في مخيمات التهجير، لما خلفته من تبعات صعبة على الواقع الإنساني في المنطقة، حيث أكد مهجر من مخيم سردم “عدنان طاري“، لصحيفتنا “روناهي”، بأن هذا القرار فاقم معاناة الأهالي في فصل الصيف: “إن مقاطعة الشهباء، تشهد مسبقاً معاناة على الجوانب كافة، لاستمرار الهجمات التركية بشكل يومي، إضافةً إلى مواصلة حكومة دمشق فرض حصارها الجائر على المنطقة، والذي سبب انعدام مقومات الحياة، لكن وقرار قطع المياه جعلنا نعيش معاناتين، معناة التهجير، ومعاناة الألم بسبب نقص الخدمات وانعدام المياه، خاصة ونحن نعيش في هذا الحر المرتفع، وحاجتنا الأساسية في العيش تعتمد على وجود المياه، فكيف تقطعها المنظمات عنا”.
وأضاف: “فهذه سياسة لا تنفصل عن باقي السياسات الهادفة إلى إبادتنا، وكسر إرادتنا، ودفعنا نحو التشرد والهجرة مرة أخرى، لأنه لا دين ولا وجدان يقبل بأن يحارب الإنسان بنعمة خلقها الله له، وأكد على حاجة الإنسان الضرورية لها، فالماء كل شيء، ونعمة لا يجوز حرماننا منها”.
على المنظمات الإنسانية تأدية دورها الإنساني 
وناشد عدنان طاري، في ختام حديثه المنظمات الإنسانية القيام بواجبها: “على الرغم من جميع ما نعيشه من ظروف صعبة، إلا أن الجهات المعنية ملتزمة الصمت حيال النداءات المتكررة من قبلنا، وحقيقة هذا الصمت لا تخدم سوى الاتفاقيات، التي تُحاك ضد شعوب المنطقة، على حساب الضمير الإنساني والمصالح الإنسانية”.
حلول إسعافية ومحاولات لتأمين حاجات الأهالي
وتعاني المنطقة من نقص تام من المواد الإغاثية ومياه الشرب، الأمر الذي يشكل تهديداً لحياة القاطنين في المخيمات، بسبب قلة كميات المياه، وعلاوة على ذلك أن الآبار الموجود في المنطقة مياهها غير صالحة للشرب، فقالت الرئيسة المشتركة لهيئة الإدارة المحلية والبلديات في مقاطعة عفرين والشهباء، أليف محمد في هذا الشأن: “إن قرار قطع المياه، له تأثير على العديد من الجوانب الأخرى، لأن المنطقة بالأساس تفتقد إلى نقص تام في المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية للحياة اليومية، بفعل الحصار الحكومي، وهذا الأمر قد سبب انتشار الأمراض والأوبئة مع ارتفاع درجات الحرارة، وخاصة يكون الخطر الأكبر على المهجرين ضمن المخيمات وتحديدا الأطفال”.
وأكدت أليف، بأنهم على الرغم من قلة الإمكانات المتوفرة يسعون لسد الثغرة الموجود، وتأمين احتياج الأهالي: “في الواقع، هذا القرار شكل عبئاً كبيراً علينا، لأن المنطقة ونتيجة عدة عوامل مؤثرة أبرزها العوامل المناخية، تأثرت بنيتها التحتية كثيراً، ونتيجة لذلك قمنا بتأهيل العديد من المناهل المدمرة، والآبار الغير صالحة للشرب، ولكن على الرغم من إمكاناتنا المحدودة، كحل إسعافي، نعمل لسد الثغرة، ولتفادي الوقوع في أزمات خلال فصل الصيف، فلجاننا ضمن بلديات النواحي والمخيمات في حالة استنفار تام، والعمل لإيصال المياه إلى الأهالي، بالإضافة إلى حملات الإرشاد والتوعية للحفاظ على النظافة واستهلاك المياه بدقة وحذر”.
وفي ختام حديثها، جددت الرئيسة المشتركة لهيئة الإدارة المحلية والبلديات في مقاطعة عفرين والشهباء، أليف محمد، النداء بمطالبة الأمم المتحدة الراعية للمنظمات الدولية بالتدخل والعمل الجاد على إيلاء ملف المهجرين أهمية، والقيام بواجبها الإنساني للتخفيف من وطأة معاناتهم.