سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كُلنا قنديل… كُلنا كردستاني

أمين عليكو_

يبدو جلياً وواضحاً لكل مُتابع للسياسة التركيّة أن تركيا بنظامها الفاشي الاحتلالي أنها قررت ومرتزقتها الإرهابيين وبالتعاون مع نهج الخيانة خنق الشعب الكردي فوق أرضه، بعد فرض حصار شامل وقصف مستمر من تل رفعت في مقاطعة الشهباء وعفرين المحتلة إلى جبال قنديل في مناطق الدفاع المشروع.
إذاً تركيا وفق القانون الدولي هي دولة مارقة وخارجة عن القانون والأخلاق وتستمر في انتهاك القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الكردي أو أقل ما يُقال عنها إنها ترتكب جريمة ضد الإنسانية.
لقد ثبتت إدانة تركيا بارتكاب ما هو أكثر من جريمة حرب وتحولت إلى أكبر إبادة جماعية على الإطلاق. وجاء في تقرير منظمة السلام العالمي الأميركية: “إن القوات التركية نقلت أكثر من 300 دبابة خلال الأيام العشرة الماضية إلى قرى في محافظة دهوك وتستعد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في المحافظة”.
وأشارت في تقرير أعده فريقها المختص في شؤون كردستان إلى أنّ الجنود الأتراك شوهِدوا وهم يتحركون سيراً على الأقدام في قرى “كيسته وآردنا وجلكي وبابيري وأوره وسررو” في ناحية كاني ماسي.
ونبّه التقرير إلى تأثير التحركات العسكرية التركية على الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية، الزراعية والرعوية تحديداً، في تلك المناطق مؤكّداً شيوع حالة من الذعر بين السكان.
وقال: “إنّ القوات التركية لا تسمح لأيّ مدني بالمرور إلاّ بعد التحقيق معه والتدقيق في أوراقه الثبوتية”. وفي هذا السياق، حذّرت حركة حرية المجتمع الكردستاني KCK من تصاعد العمليات العسكرية التركية في إقليم كردستان ودعت في بيان أصدرته الخميس الماضي “البرلمانيين والرئيس العراقي لاتخاذ موقف حازم للرد على الانتهاكات”.
وجاء في بيان الحركة إنّ “الجيش التركي دخل أراضي الإقليم مستخدماً مئات الدبابات والمدرّعات وآلاف الجنود، وهذا يُشكّل خطراً كبيراً ومخططاً لاحتلال دائم للأراضي الجنوبية للإقليم”.
كما دعت الحركة في بيانها “القوى الوطنية والشعب العراقي لرفض تواطؤ الحكومة الفيدرالية والحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة بارزاني مع الجيش التركي المحتل”.
بناءً عليه؛ يجب على العالم أيضاً أن يدرك أن تركيا تحاول تنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة، وأن حركة حرية كردستان هي فقط التي تمنع الاحتلال الكامل لكردستان والقضاء على الحقوق السياسية للشعب الكردي.
فقد حوّلت المقاومة المسلحة الحالية في “زاب وآفاشين وماتينا” كردستان إلى رمز للتحدي والصمود، ليس فقط للكرد، ولكن لجميع الشعوب في المنطقة المهددة بالتوسع التركي العثماني الجديد، ولهذه الغاية، لم يُخفِ الرئيس التركي أردوغان طموحه باستعادة المجد المفقود للإمبراطورية العثمانية المتخلّفة خلال حملات الإرهاب المنظم.
على هذا النحو، وبالتوازي مع الهجمات الاحتلالية التركية ضد الكرد في سوريا وتركيا والعراق، تدخل أردوغان في مناطق نزاع مختلفة، بما في ذلك ليبيا وأرتساخ/ أذربيجان واليمن والنيجر ونيجيريا وتشاد والسودان والصومال ولبنان، وترتبط بهذا تهديداته ضد العديد من الدول، مثل اليونان وقبرص وأرمينيا ومصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا.
يجب علينا أيضاً أن نُدرك أن نظام أردوغان لديه سجل حافل في تمويل وتسليح ودعم داعش ومختلف المجموعات المتطرفة العنيفة الأخرى المماثلة، وذلك باستخدامها بشكلٍ رسمي وغير رسمي كقوات بالوكالة لزيادة نفوذ الدولة التركية في الخارج.
خلال الصراع الأخير في آرتساخ، الذي شاركت فيه أرمينيا وأذربيجان وتركيا، أرسل أردوغان مئات المرتزقة بالوكالة من سوريا لدعم أذربيجان وأرسل أيضاً هؤلاء المرتزقة إلى ليبيا والنيجر للمشاركة في الصراع الذي طال أمده في البلاد”، من خلال هذه الإجراءات، تنتهك تركيا سيادة الدول الأخرى وتنشر مجموعاتها الإرهابية المرتزقة في جميع أنحاء العالم.
يُدرك أردوغان جيدًا موقع تركيا الجيوسياسي الفريد من نوعه ويستغل ذلك لصالحه. إنه يعلم أن جيشه، ثاني أكبر جيش في الناتو، قوة هائلة وحصن “للغرب”، لذلك، تواصل الدولة التركية الفاشية، في ظل حكمه، تحدي القانون الدولي بشكلٍ علني ومنهجي وانتهاك اتفاقيات حقوق الإنسان.
وفي غضون ذلك، يستجيب حلف الناتو والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا وجامعة الدول العربية والاسلامية بصمت شديد لانتهاكات تركيا. لكن؛ المجتمع الدولي يجب أن يكون مدفوعاً بالأخلاق وليس بالاستراتيجية الجغرافية، وفشلهم في تحدي استبداد أردوغان وجرائم الحرب، يمنحه إذناً فعلياً بمواصلة عدوانه العسكري. في المقابل، يجعلهم أيضاً متآمرين ومسؤولين جزئياً عن تدميره المستمر في مناطق ودول أخرى. يجب على العالم أيضاً أن يُدرِك أن تركيا تحاول تنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الكردي، وحركة حرية كردستان هي فقط التي تمنع الاحتلال الكامل لكردستان والقضاء على الحقوق السياسية للكرد.
خُلاصة القول:
ومن أجل تحقيق وقف فوري للهجمات التركية على جنوب كردستان وانسحاب جميع القوات التركية والمرتزقة الإرهابيين نطالب بما يلي:
1ــ وقف الاحتلال التركي والتغيير الديموغرافي وحملة التطهير العرقي في كردستان.
2ــ وقف تدمير واستغلال طبيعة كردستان.
3ــ لا لتواطؤ القوى الدولية والإقليمية في الإبادة الجماعية للكرد. دعم جميع الأحزاب والمؤسسات والشعب الكردستاني لمقاومة الكريلا HPG ودعم موقفهم الموحد ضد الاحتلال التركي.
4ــ لا لمشروع أردوغان التوسعي العثماني الجديد في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وأخيراً:
ليعلم العالم أجمع أن لسان حال كل كردي “صغيراً كان أم كهلاً” يقول: “كُلنا قنديل… كُلنا كردستاني” بروح الشعب الثورية.